عادي

الأسواق.. صدق وأمانة وسماحة

22:38 مساء
قراءة 3 دقائق

اقتضت الحاجة تعامل الناس في الأسواق من أجل كسب رزقهم، وطلب قوت يومهم، وبلغت التجارة مع بزوغ فجر الإسلام مبلغاً عظيماً، في التعريف بدين الله ونشره بين البشر، في العديد من البلدان، التي اقتنعت بالإسلام واعتنقته ديناً، بسبب ما لمسوه في التجار المسلمين من صدق وأمانة وسماحة. ووضعت الشريعة الإسلامية قواعد وآداب للتعامل في الأسواق، لتنظيم حركة البيع والشراء بأخلاق وأذواق سامية.

يقول أحمد عبدالمتعال في كتابه «آداب الأسرة المسلمة – يضبط سلوك أسرتك على منهاج النبوة» إنه ينبغي لمن دخل السوق أن يتحلى بالذوق والآداب الإسلامية ومنها:

  • يسن لمن يدخل السوق بغرض البيع أو الشراء أو المشاهدة، أن يدعو بالدعاء المأثور، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «من دخل السُّوق، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة». أخرجه مسلم
  • بذل السلام، ذلك لأن السلام يوجب المحبة ويزيد الألفة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلون الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدُلّكم عل شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم». أخرجه مسلم

من المستحب الإكثار من ذكر الله، لقول الله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» سورة الرعد – الآية 28

  • ترك الخصام واللجاج، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في صفة النبي أنه صلى الله عليه وسلمم قال: «ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيّئة السيّئة، ولكن يعفو ويغفر». أخرجه البخاري

أيضاً عدم أذية المسلمين، فعن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مرّ أحدُكُم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعهُ نبل، فليُمسك على نِصالها، أن يُصيب أحداً من المُسلمين منها شيء». صحيح البخاري. ويقاس على النبل غيرها من سائر الأسلحة.

كما يجب على المرأة إن احتاجت لنزول السوق، واضطرت إليه، أن تلزم الحشمة في لباسها، وتمتنع عن التبرج والتطيب وتغض بصرها.

  • البيع والشراء: هناك سلوكيات وأخلاق إسلامية ينبغي للبائع والمشتري أن يتخلقا بها، ومنها:
  • إخلاص النية: على كل من البائع والمشتري إخلاص النية في طلب الرزق لإعفاف النفس والنفقة على من يعول، ولا يكون همه جمع الأموال تكثراً وبطراً وأشراً ورياء.
  • التوكل على الله: من أخذ بالأسباب عليه ألا يكون اعتماده على الأسباب ولكن يتوكل على الله تعالى لقوله عز وجل: «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ » سورة الطلاق – الآية 3
  • عدم الانشغال عن الطاعات: أثنى الله تعالى على المؤمنين الذين لا تشغلهم تجارتهم عن أداء الطاعات لقوله تعالى: «رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ» سورة النور – الآية 37.
  • طلب الرزق الحلال: كقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» سورة البقرة – الآية 168.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s3tte44

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"