تنوّع الفعاليات الثقافية في مهرجان طيران الإمارات للآداب مؤشر على أهمية المهرجان العربية والعالمية منذ انطلاقه. وفي دورته الجديدة التي تبدأ في 31 يناير الجاري يعزز المهرجان أسلوب التنوّع هذا في نشاطاته التي تراوح بين عرض مختارات من الإصدارات العربية والأجنبية، وتوقيع عناوين جديدة لكتاب إماراتيين، إلى جانب قافلة القراءة، المكتبة المتنقلة في أحياء دبي، ثم القراءات الشعرية العربية والأجنبية في الصحراء.
المهم أيضاً في المهرجان هو التلاقي الثقافي العربي والعالمي بين الشعراء والكتاب والأدباء الإماراتيين والمقيمين وضيوف المهرجان، وهم جميعاً نخب مثقفة قاسمها المشترك هو الأدب والفن والحوارات التلقائية .
المهرجان يعكس اهتمام الدولة بالثقافة والأدب والفنون ويعمّق بالفعل فكرة حوار الثقافات وتكاملها بواقع عملي هنا في الإمارات، دولة العالم ودولة الحياة والتسامح والتعايش الجميل .
تدعم المهرجان شركة طيران عالمية إماراتية، هذا الدعم في حدّ ذاته ينطوي على رمزية متعددة الدلالات من بينها أن الاقتصاد بمعناه التخصصي والعلمي ليس في معزل عن تبنّي مبادرات ثقافية كبيرة في حجم هذا المهرجان، وأن التنمية في الإمارات تسير في متوازيات يكمل بعضها بعضاً.
المهرجان يُقرأ أيضاً بوصفه نشاطاً إماراتياً هو واحد من عناوين الدولة التي تستقطب ثقافات العالم إليها بكل شفافية، والإمارات بهذا المعنى مركز ثقافي دائم الحيوية على مدار العام:.. معارض الكتب، معارض الفنون التشكيلية، المسرح، الجوائز الأدبية، حركة الترجمة، مبادرات القراءة ذات البعد العربي، وغيرها من فعاليات ومبادرات تثبت عملياً صفة المركز الثقافي التي استحقتها الإمارات.
جديد هذه الدورة من مهرجان طيران الإمارات للآداب جدير بالتوقف عنده لأهميته، فمن أبرز فعاليات المهرجان في هذه الدورة الجديدة تنظيم أمسية شعرية تحت عنوان: «ونحن نحب الحياة» حول حياة وشعر محمود درويش، والعبارة تتماهى مع جملة وردت في إحدى قصائد درويش: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، ودلالاتها في العمق إنسانية، عالمية.
استرجاع محمود درويش وهويته العربية والأدبية في مهرجان طيران الإمارات للآداب هو تأكيد ثقافي على ديمومة شعره في الحياة وفي العالم، وهو تأكيد آخر على رمزيته وحضوره الكثيف في ذاكرة شعراء العالم الذين يحبّون الحياة، وأن على هذه الأرض ما يستحق أن نعطيه للإنسان ونحن نبتسم، كالشعر مثلاً ومن أسمائه:.. طائر العنقاء.
