«سينس دايركت»
تُحدث مجتمعات الطاقة الذكية ثورة في الطريقة التي تستهلك بها العائلات الطاقة وتتاجر بها. ومع تقدم التكنولوجيا، يمكن للعائلات الآن توليد الطاقة وتخزينها ومشاركتها داخل مجتمعهم، ما يؤدي إلى نظام طاقة أكثر استدامة وكفاءة.
ويتضمن تداول الطاقة بين الأسر في مجتمعات الطاقة الذكية تبادل الطاقة الفائضة التي تولدها عائلات مع أخرى محتاجة، ويتم تسهيل هذه العملية من خلال نظام الشبكة الذكية، والذي يتيح المراقبة والتحكم في إنتاج الطاقة واستهلاكها في الوقت الفعلي.
ومن خلال تداول الطاقة، يمكن للعائلات تحسين استخدام الطاقة، وتقليل اعتمادها على شبكة الطاقة التقليدية، بل وحتى توليد دخل إضافي، وهو يعزز نظام الطاقة اللامركزي، إذ تصبح الأسر مشاركة نشطة في سوق الطاقة.
- توفير الكلف: تتيح تجارة الطاقة للأسر، إمكانية خفض فواتير الكهرباء، عن طريق بيع الطاقة الفائضة وشراء الطاقة عند الحاجة بأسعار أقل، وإن تجارة الطاقة من نظير إلى نظير تلغي الحاجة إلى الوسطاء، ما يؤدي إلى توفير الكلف لكلا الطرفين المعنيين.
- زيادة كفاءة استخدام الطاقة: تشجع مجتمعات الطاقة الذكية الأسر على تبني ممارسات وتقنيات موفرة للطاقة، ومن خلال مراقبة استهلاكها للطاقة وتداول فائض الطاقة، يمكن للأسر تحسين استخدام الطاقة وتقليل الهدر، ما يؤدي إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة.
- الاستدامة البيئية: تجارة الطاقة تعزز استخدام مصادر الطاقة المتجددة داخل المجتمع، ومن خلال تحفيز إنتاج واستهلاك الطاقة النظيفة، تسهم مجتمعات الطاقة الذكية في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة تغير المناخ.
ومع استمرار تطور مجتمعات الطاقة الذكية، من المتوقع أن تنمو إمكانية تداول الطاقة بين الأسر، وسيؤدي التقدم في تكنولوجيا «بلوك تشين» والذكاء الاصطناعي إلى زيادة تبسيط وأتمتة عملية تداول الطاقة، ما يجعلها أكثر سهولة وكفاءة.
علاوة على ذلك، فإن دمج المركبات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة ضمن مجتمعات الطاقة الذكية، سيخلق فرصاً إضافية لتجارة الطاقة، ويمكن لأصحاب السيارات الكهربائية بيع الطاقة الزائدة المخزنة ببطاريات سياراتهم، ما يعزز مرونة المجتمع في مجال الطاقة.
ويعد تداول الطاقة بين الأسر في مجتمعات الطاقة الذكية بمنزلة تغيير لقطاع الطاقة، فهو يمكّن الأسر من أن تصبح مشاركة نشطة في سوق الطاقة، وتعزيز الاستدامة، وتوفير الكلف، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، مع التقدم التكنولوجي المستمر.
