حلّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على متن قاذفة استراتيجية محدثة من طراز «تو يو-160إم»، القادرة على حمل أسلحة نووية، أمس الخميس، في خطوة من المرجح أن يعتبرها الغرب استعراضاً للتذكير بقدرات موسكو النووية.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي إقلاع القاذفة العملاقة «إيليا موروميتس»، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، من مدرج مصنع قازان للطيران «غوربونوف»، واستمر تحليق الطائرة 30 دقيقة، وسبقته تحضيرات للإقلاع استمرت 15 دقيقة.
ووصف المراسل، بافيل زاروبين، ذلك بحماس بأنه «حدث فريد من نوعه». ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن مسار رحلة القاذفة سرّ عسكري.
وقبل تنفيذ الرحلة التي تعتبر الثانية لبوتين، ارتدى البزة الخاصة بالطيران، وأكد عقب التحليق أن الانطباعات جيدة،مشيراً إلى أن معدات القاذفة ممتازة، ما يجعلها طائرة حديثة وموثوقة. وقال بوتين للصحفيين عقب إنهاء رحلة التحليق التجريبية،: «المعدات ممتازة. ويمكن قبولها في تشكيلات القوات المسلحة الروسية».
وهذا التحليق ليس الأول لبوتين على متن «البجعة البيضاء»، إذا سبق وأن قام بهذه الخطوة قبل 19 عاماً، وتحديداً في 16 أغسطس/ آب سنة 2005، وأكد حينها أن تلك التجربة كانت للنظر في عمل الطائرة الاستراتيجية، وتفقد حركتها، مبيناً أنه تم إطلاق صاروخ تجريبي من القاذفة وأصاب هدفه بدقة، وأكد أن النتائج كانت جيدة.
وكان بوتين تفقد، الأربعاء، ورشة تصنيع الطائرة الاستراتيجية في قازان بجمهورية تتارستان الروسية، وصعد إلى قمرة القيادة واطّلع على أجهزة التحكم فيها.
ويقول بعض الدبلوماسيين، الروس والأمريكيين، إنهم لا يتذكرون وقتاً كانت فيه العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم أسوأ من ذلك حتى خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
يشار إلى أن قاذفات TU160M الجديدة مخصصة لحمل القنابل النووية والصواريخ فرط الصوتية برؤوس تقليدية ونووية.
وتُعد القاذفة العملاقة ذات الجناحين المتأرجحين،نسخة محدثة بشكل كبير من قاذفة القنابل التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، وكان الاتحاد السوفييتي يعتزم استخدامها في حال اندلاع حرب نووية مع الغرب لنقل الأسلحة النووية لمسافات طويلة.
والقاذفة «تي يو-160إم»، التي تضم طاقماً مكوناً من أربعة أفراد، قادرة على حمل 12 صاروخ كروز، أو 12 صاروخاً نووياً قصير المدى، ويمكنها التحليق لمسافة 12 ألف كيلومتر من دون توقف، أو إعادة التزود بالوقود.
وبموجب العقد الموقع في عام 2018، من المقرر تسليم عشر قاذفات نووية محدثة من طراز تي يو-160إم إلى القوات الجوية الروسية من الآن، وحتى عام 2027، مقابل 15 مليار روبل (163 مليون دولار) لكل منها.
كما أنها أكبر قاذفة في العالم، وتخدم في القوات الجوية الروسية 15 قاذفة منها في الوقت الراهن، على أن يصل إجمالي عددها في الجيش الروسي إلى 30 طائرة .
«مجنون»
وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نظيره الروسي بوتين بأنه «مجنون»، خلال حفل لجمع التبرعات في كاليفورنيا. وألقى بايدن كلمة مقتضبة خلال المناسبة التي أقيمت في سان فرانسيسكو، قال خلالها «لدينا مجنون مثل هذا الرجل بوتين، وآخرون غيره، حيث علينا دائماً أن نخشى من اندلاع نزاع نووي». ويأتي استخدام بايدن هذه النعوت القوية بحق بوتين في أعقاب مناسبات أخرى وصفه فيها بأنه «سفاح»، و«مجرم حرب».
أخرق مخرف
قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الكلمات التي تفوّه بها بايدن «عار كبير على البلد الولايات المتحدة». وأضاف «من المخزي أن يستخدم رئيس ما هذا النوع من الكلام». وتابع «من الواضح أن الرئيس بايدن يظهر سلوكاً على طراز رعاة البقر في هوليوود لخدمة المصالح السياسية الداخلية». وقال «هل استخدم الرئيس بوتين كلمة فظة واحدة لمخاطبتكم؟».
وقال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي حالياً، إن التهديد الوجودي للعالم يأتي من «كهول عديمي الفائدة» مثل بايدن. وأضاف أن الرئيس الأمريكي «مصاب بالخرف»، ومستعد لخوض حرب ضد روسيا.
ووصف نائب مجلس الدوما عن منطقة القرم، ميخائيل شيرميت التصريحات الفظة للرئيس الأمريكي بشأن الرئيس الروسي ب «خرف الشيخوخة». وتابع: «إن مثل هذه التصريحات الفظة لبايدن لا يمكن تفسيرها إلا بخرف الشيخوخة. يبدو أنه يعود إلى مرحلة الطفولة، وينظر إلى العالم كله بوصفه لعباً في الرمال، حيث يسمح له وحده باللعب، ويتعامل من حوله بوصفهم جزءاً من اللعبة. إلا أنه يجب إعادة تربية الطفل المدلل، وأنا متأكد من أن الشعب الأمريكي لن يكرر الخطأ في الانتخابات الرئاسية، ولن يسمح بعد الآن لهذا الدكتاتور الدموي الذي أثار الحروب في مختلف أرجاء العالم بالوصول إلى السلطة».(وكالات)
