عادي

4 أوراق تقتفي أثر المخرج في الملتقى الفكري

23:30 مساء
قراءة 3 دقائق
خلال الجلسة الأولى للملتقى

الشارقة: «الخليج»

ناقش الملتقى الفكري المصاحب للدورة ال (33) من أيام الشارقة المسرحية، صباح أمس، الأحد، حزمة أطروحات عن الحدود بين ما يُبدع وما يُتّبع في الإخراج المسرحي، وأسئلة الهويَّة وظلال التأثير والتأثر في عالم تقاربت فيه المسافات بين البلدان والثقافات، جاء الملتقى تحت عنوان «الإخراج المسرحي بين الأثر والتأثر»، وشهدت الجلسة التي أدارها الفنان الإماراتي فيصل الدرمكي، عمقاً في الطرح وعمقاً في الرؤى، أثرتها أوراق أربع من الباحثين.

في ورقته الموسومة «أي أثر للمخرج المسرحي في عروض الألفيَّة الثالثة؟»، استعرض كمال خلادي (المغرب) عروض المخرج في الألفيَّة الثالثة، وربطها بأربع نقاط تأسيسيَّة تتصل بتحويل النص إلى العرض، وطرائق العمل.

ولفت خلادي إلى أنّ المسألة موصولة بالفكرة الإبداعيَّة للمخرج، والعمل التشاركي لأعضاء الفريق، مقدّراً أنّ الإشكال يستدعي نقداً دائباً، وخلخلة الموجود، طالما أنّ الأمر يتعلق ب «مسرح الممكن لا المسرح الكائن».

وركّز خلادي على أهميَّة التدريب المسرحي الذي يفعل الكثير، فهو الذي يكثف الفكرة المسرحيَّة العميقة.

وانتهى خلادي إلى انتقاد تغييب الدراماتورج عربياً، مع أنّه يلعب دوراً فارقاً في التعدّد والاختلاف، ومحاورة المعاني الموجودة، والانتصار لمعنى المسرح الكبير

خصوصيَّة

ورأى هشام كفارنة (سوريا) أنّ المهرجانات المسرحيَّة في كثير من البلاد العربيَّة تشكّل مساحات رحبة للقاء الفنانين العرب، وفضاءً صحياً واسعاً للتعارف، عبر تقديم تجاربهم وتبادل الخبرات، لكنه أشار إلى التأثيرات السلبيَّة التي تتركها أحياناً عروض المهرجانات، ونتائج المسابقات فيها، على مفاهيم وفكر بعض المخرجين، الذين يستسلم بعضهم بشكل لافت إلى ما تتوصل إليه وتقرّه لجان التحكيم.

وفي ورقته «الإخراج المسرحي بين الهويَّة الذاتيَّة وعوامل الانزياح في السيرة المهنيَّة»، ركّز كفارنة على أنّ بعض المخرجين الذين يحظى أحد عروضهم بالتتويج في دورة مهرجان معين، يعتقدون أنّ النموذج الذي تمّ تتويجه هو المثال الأعلى الذي يحاولون الالتزام بأسلوبه لاحقاً، فيقعون في فخ التكرار كما لو كانت لديهم خطة إخراجيَّة واحدة لكل الأعمال، وغاب عن ذهن البعض منهم أنّ اللجان ليست ثابتة، وأن ثقافة وخبرات ومزاج لجنة تحكيم، ترتبط ببيئات أعضائها المختلفة، وتمايز تحصيلهم العلمي.

في ورقته «المخرج المسرحي.. بين الإبداعيَّة والاحترافيَّة والمحاكاة، قراءة في راهن المشهد العربي»، طرح الباحث والمخرج سيف فرشيشي (تونس)، تطور مسار الإخراج تاريخياً، وغياب أي تكوين مستقل للإخراج بذاته في فرنسا، مشيراً إلى أنّ تهميش الإخراج يعود إلى ألفي سنة بعد ميلاد المسرح الغربي. واستفهم فرشيشي عن إمكانيَّة إعلان استقلال الإخراج، وسط الدعوات الغربيَّة الحديثة إلى إعادة تعريف المسرح، متحدّثاً عن صعوبة تحديد أثر واضح للإخراج، منذ المفاهيم المعرفيَّة المسرحيَّة التي ساقها أندريه أنطوان، وفاغنر، وستانيسلافسكي، ومييرهولد.

ولاحظ فرشيشي أنّه بعدما ظلّ الإخراج «فناً هجيناً»، بدأ عصر المخرج المسؤول الأول عن العرض المسرحي، وجرى ترجمة ذلك على مستوى كل العناصر المسرحية، وبرز اتجاهان: المخرج كمجرّد معبّر عن روح الكاتب، أي أنّ المخرج مصمّم لا يتجاوز النص، والمخرج المفكّر أو المجرّب أو المخبري، الذي يطرح خطاباً ركحياً يتحدث منذ لحظة اختيار النص.

وتطرّق الحبيب سوالمي (الجزائر) إلى مفهوم التجريب في الممارسة الإخراجيَّة، وارتساماتها في الحالة الجزائريَّة، بالاتكاء على التيارات الإخراجيَّة العالميَّة، والنتائج الفنيَّة والفكريَّة التي ترتبت عنه في الممارسة المسرحيَّة المعاصرة.

تجربة

وفي ورقته «التجريب في الإخراج المسرحي بين التأثير والتأثر.. دراسة في التجربة الجزائريَّة»، تناول سوالمي تجربة مواطنه الراحل عبدالقادر ولد عبدالرحمن (كاكي)، الذي أخذ على عاتقه التجديد على مستوى النص المسرحي، واعتمد على مفهوم التراث لإحياء الهويَّة الجزائريَّة، مستعملاً إياه لانتقاد مجموعة من العادات والترسبات الاجتماعيَّة والعقائديَّة في الجزائر، لينتج لنا أعمالاً مسرحيَّة مثل «بني كلبون» و«القراب والصالحين»، آخذاً سمات المسرح الملحمي كوسيط فني ليعيد إنتاج مسرح محلي يهدف إلى تنوير الرأي العام الجزائري بضرورة الحفاظ على الهويَّة الجزائريَّة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc25ydtz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"