عادي

باقة ضوء

23:40 مساء
قراءة دقيقتين
1

«إن حاسبني لأحاسبنه»

بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف، سمع أعرابياً يقول: يا كريم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال: يا كريم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلفه: يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا صبيح الوجه، ويا رشيق القد، أتهزأ بي؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد. فتبسم رسول الله وقال: «أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟»

فقال الأعرابي: لا.

فقال النبي: «فما إيمانك به؟»

فقال: آمنت بنبوته ولم أره، وصدّقت برسالته ولم ألقه.

فقال النبي: «يا أعرابي اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة». فأقبل الأعرابي ليقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي: «مَهْ يا أخا العرب، لا تفعل بي كما يفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله تعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بعثني بالحق بشيراً ونذيراً».

الصورة

فهبط جبريل وقال له: «يا محمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فقد نحاسبه على القليل والكثير والفتيل والقطمير».

فلما أبلغه النبي ذلك قال الأعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟

قال: «نعم، يحاسبك إن شاء».

قال الأعرابي: وعزته وجلاله إن حاسبني لأحاسبنه.

فقال النبي: «وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟»

فقال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.

فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتلّت لحيته، فهبط جبريل عليه السلام على النبي وقال: «يا محمد، السلام يقرئك السلام ويقول لك: أقلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه، فإنه رفيقك في الجنة».

عزة الإسلام

قال طارق بن شهاب:

الصورة

خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فأتيا على مخاضة (أي موضع الخوض في الماء) وعمر على ناقة له، فنزل عنها، وخلع خفيه، فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أأنت تفعل هذا تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك (أي نظروا إليك)، فقال عمر: لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله».

قيس بن عبادة

مرض قيس بن عبادة فاستبطأ إخوانه فقيل له: إنهم يستحيون مما لك عليهم من دين، فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر منادياً فنادى: من كان عليه لقيس بن عبادة حق فهو منه بريء، فجاء الزوار حتى انكسرت درجة السلم من كثرتهم.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4mypwhxs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"