التسول الإلكتروني

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

حل علينا شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية، بالخير والسرور، وبدأت روحانيات الشهر في الظهور، حيث الرحمة، والإنسانية، والكرم، والتسامح، في شهر يعتبر بمثابة دعوة للتأمل والتقييم الذاتي، وفرصة لتجديد النوايا وتقوية الروابط الاجتماعية، ومحطة لتزكية الروح والجسد على حد سواء.

رمضان، شهر الخير والعطاء، حيث يتسابق المسلمون في الأعمال الصالحة ومساعدة الآخرين، فتزداد الصدقات والمبادرات الخيرية، في ظل حرص الكثيرين على تقديم الطعام للصائمين ومساعدة المحتاجين، تعزيزاً لروح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

هذه الأجواء الجميلة وتسابق أفراد المجتمع لتقديم أعمال الخير والتبرعات، أتاحا الفرصة أمام ضعاف النفوس لممارسة التسول، مستثيرين مشاعر الناس، تارة بلبس رداء المرض، وتارة أخرى بالجوع والعوز، لكي يصلوا إلى جيوبهم، بحجج أكثرها واهية، فيساهم بذلك البعض في إذكاء نار هذه الظاهرة التي تستنفر الأجهزة الشرطية جهودها للقضاء عليها.

الإمارات اتخذت خطوات جادة لمكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها، من خلال تشريعات صارمة تضع عقوبات على الأشخاص الذين يمارسون التسول، إضافة إلى تنظيم حملات توعية لتثقيف العامة حول أضرار التسول وتشجيعهم على التبرع عبر القنوات الرسمية التي تضمن وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، كما تعمل الجهات الأمنية والخدمية على توفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يلجؤون إلى التسول بسبب الحاجة الفعلية.

التحذيرات من الوقوع في فخ دعم المتسولين كثيرة وآخرها من شرطة أبوظبي، التي حذرت الجمهور من الوقوع في حيل المتسولين للحصول على المنافع المادية والعينية، مؤكدة ضرورة تكاتف الجميع للتصدي لكافة أشكال التسول، خصوصاً مع اتخاذ المتسولين من وسائل التواصل الاجتماعي أداة لتحقيق أهداف غير مشروعة، وجني مبالغ خيالية تفوق بكثير طرق التسوّل المعتادة التي يقوم بها المتسولون أمام أبواب المساجد أو في الأسواق والطرقات، حيث يلجأ بعضهم إلى التسول الإلكتروني من خلال إرسال رسائل نصية وصور إنسانية وغيرهما من عبارات الاستجداء المفبركة مثل مساعدة أيتام أو علاج مرضى أو بناء مساجد ومدارس في دول فقيرة وغيرها.

محبو العطاء، الساكنة الإنسانية داخلهم، وما أكثرهم في الإمارات، هناك قنوات يمكنكم التوجه إليها حيث ستجدون جمعيات تساعد الضعفاء والمحتاجين وتطعم الجائعين وتداوي العاجزين، تستقبل تبرعاتكم وتتولى مهمة إيصالها للمستحقين والمعوزين بحسب القوانين التي تنظم عملها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/abthdkx2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"