في قلب العمل الخيري والتنموي في العالم العربي، يبرز دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كشخصية رائدة في إحياء وتعزيز مفهوم الوقف كأداة للتنمية المستدامة والعطاء الاجتماعي، بجهود كبيرة تعد نموذجاً يحتذى به، إذ تركز على الابتكار والاستدامة، مع الحفاظ على القيم الإسلامية التقليدية.
الوقف في الثقافة الإسلامية يعد من أرقى الأمثلة على العطاء الإنساني والتكافل الاجتماعي، فهو ليس مجرد عمل خيري، بل استثمار في مستقبل المجتمع ورافد مستدام للدعم في مختلف المجالات كالتعليم، والصحة، ورعاية الفقراء والمحتاجين، حيث يجسد مفهوم الإيثار ويحث على التفكير الجماعي، ليستفيد منه الأفراد والمجتمعات عبر الأجيال، كما أنه يعلمنا أهمية النظر إلى ما هو أبعد من الحاضر والاستثمار في المستقبل بروح من المسؤولية والأمانة، مؤكداً قيم العدالة الاجتماعية والمساواة.
إن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في دعم الوقف ساهمت في تعزيز مكانته في المجتمع، بحملات ومبادرات أسهمت في استدامته، حيث نجح سموه في استخدام القيم الإسلامية التقليدية في إطار معاصر لخدمة التنمية البشرية والاجتماعية، وتعد «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية»، أحد أبرز مبادرات سموه في دعم الوقف، إذ تعمل كمظلة لعدة مشاريع وقفية تهدف إلى دعم الابتكار والمعرفة والتنمية البشرية، كما تجسد رؤية سموه الرامية إلى استخدام الوقف كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، وليس فقط كمصدر للدعم المالي الخيري.
حملة «وقف الأم» التي تلقت تبرعات تزيد على 505 ملايين درهم حتى الآن، تظهر كيف يمكن للوقف أن يكون محركاً قوياً للتغيير الإيجابي في المجتمعات، حيث سيتم توجيه الاستثمارات نحو التعليم، ليتم بذلك الجمع بين العائد الاجتماعي والاقتصادي، ما يضمن استمرارية الوقف وتأثيره الإيجابي في المجتمع.
الحملة التي تسعى إلى ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، هدفها إنجاز وقف مستدام يضمن توفير فرص لتعليم وتمكين، أبناء الشعوب الأكثر احتياجاً وبما يدعم التنمية المستدامة في بلدانهم، حيث ستستخدم عائدات الحملة في تنفيذ مشاريع تعليمية في المجتمعات الأكثر احتياجاً، كما تمنح هذه البرامج ملايين الأفراد حول العالم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم، وذلك بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية.
حملة «وقف الأم» تستكمل النجاحات التي حققتها الحملات الخيرية والإنسانية التي أُطلقت في شهر رمضان المبارك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رجل الخير والإحسان والإنسانية.
