إعداد: عبدالرزاق إسماعيل
** قال أمية بن أبي الصلت معاتباً ولده العاق:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً
تعل بما أدني إليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبتْ
لشكواك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
طُرقتَ به دوني وعيني تهمل
فلما بلغتَ السنَّ والغاية التي
إليها مدى ما كنت فيك أؤمِّل
جعلتَ جزائي منك هجراً وغلظة
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن
عليَّ بمال دون مالك تبخل
** قال أبو المنازل السعدي في ابنه العاق منازل:
حملت على ظهري وقربت صاحبي
صغيراً إلى أن أمكن الطرَّ شاربُهْ (١)
وأطعمته حتى إذا صار شيظماً
يكاد يساوي غارب الفحل غاربه (٢)
تخوَّن مالي ظالماً ولوى يدي
لوى يده الله الذي هو غالبه
(١) طرّ الشارب أو النبات: طلع
(٢) الشيظم: الأسد - الغارب: الكاهل أو العنق
فلولا أن أم أبيه أمي
ومن ينحو هجاه فقد هجاني
إذن لأصابه مني هجاء
يمر به الرويُّ على لساني
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
معن بن أوس المزني
