كاتبات إماراتيات للزمن القصصي الجديد..

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

كان لافتاً للقراءة والمتابعة نتائج الفوز بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة، والتي أعلنت قبل أيام في إطار احتفال اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بذكرى تأسيسه عام 1984، والاتحاد، كما هو معروف مطلق الجائزة التي تحمل اسم ثقافي إماراتي بارز، غانم غباش، القاصّ، والكاتب، والصحفي، والناشط الثقافي في مرحلة تأسيسية مهمّة في تاريخ الثقافة الإماراتية.

الفوز بالجائزة ذهب إلى خمس كاتبات: (فاطمة إبراهيم العامري- المركز الأول)، (منى خليفة الحمودي- الثاني)، (نورة خوري- الثالث)، زينب الحدّاد- الرابع)، وجاءت (عائشة سعيد الزعابي في المركز الخامس)، والفائزات الخمس هن من أصل 36 كاتبة تقدّمن بنصوصهن إلى لجنة التحكيم، ومن الجميل طباعة هذه القصص الفائزة وصدورها في كتاب عن الاتحاد.

نتيجة الفوز الكاسحة هذه للأقلام النسائية جديرة بالقراءة واستخلاص بعض الدلالات الثقافية المتعلّقة بالكتابة في الإمارات وفي هذه المرحلة الأدبية بالذات والتي تشهد ظهور أسماء قصصية وروائية نسائية عديدة، وباجتهادات إبداعية حرّة ومثقفة.

ما الذي يمكن الاجتهاد به في ضوء فوز خمس كاتبات قصة مرة واحدة هنّ بالطبع من جيل الشباب الأدبي الجديد في حركة القصة في الإمارات؟

يمكن للناقد الأدبي أن يجيب عن هذا السؤال على نحو متخصص إذا اعتبر أن القصة والرواية بأقلام نسائية هي ظاهرة إبداعية بالفعل في الإمارات في العقدين الأخيرين، ويُضاف إلى هذه الملاحظة، أن القصة القصيرة، كانت بطلة المشهد الأدبي، «إن جازت العبارة»، في الإمارات في الثمانينات حين كان اتحاد الكتّاب في بدايات تأسيسه.

ثمانينات القرن العشرين كانت زمناً قصصياً نسائياً، مع تحفظي على هذا التوصيف النوعي، ولكن الذاكرة الثقافية الإماراتية لا تنسى سلمى مطر سيف، مريم جمعة فرج، وأمينة بوشهاب، وصالحة غابش، وغير هذه الكوكبة من المضيئات في فن القصة.

الفائزات اليوم هن امتداد لجيلين ثمانيني وتسعيني، وما كان متاحاً لكاتبات القصة آنذاك، لا يقاس بما هو متاح الآن، من مصادر ثقافية ومعرفية وآفاق نشر وترجمة ومؤسسات وبيئة ثقافية محلية منفتحة على بيئات العالم الثقافية كلّها.

كل هذه الفضاءات الرحبة للكتابة متاحة أيضاً للقاص أو الروائي الشاب، غير أن المرأة كما يبدو، أكثر قدرة على تدبير السرد والحكي والروي بالعودة إلى فطرتها الذكية لكتابة قصة قصيرة، قصتها، وقصة مكانها، وزمنها، وقصة روحها الشفافة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kyfxjyc8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"