دائرة الثقافة بيت الكتّاب العرب

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

من الشارقة إلى تونس، إلى المغرب، والأردن، ومصر، وموريتانيا والسودان.. دورة منتظمة لدائرة الثقافة في الشارقة، وفي قلب هذه الدورة تأتي جائزة الشارقة للتكريم الثقافي التي تحتفي بأدباء عرب في بلدانهم، البعض منهم يكاد يطويه النسيان في الوطن العربي وفي بلده، والبعض اختار الكتابة في صمت بعيداً عن الإعلام والأضواء ومجتمع الصحافة الثقافية العربية الذي يقوم في بعض مكوّناته المهنية على العلاقات وقربى الصداقة والميول الشخصية.

الكتّاب العرب الذين تذهب إليهم الدائرة في أوطانهم اختاروا العمل الأدبي بعصامية أدبية وأخلاقية، منهم من هو من جيل الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات، وقد اعتمد هؤلاء على أقلامهم وأرواحهم الكتابية النظيفة، والبعض نأى عن النقد الأدبي، أو أن النقد الأدبي نأى عنهم، ربما، لاعتبارات أيديولوجية كانت تحكم هذه الشريحة من النقاد العرب.

نعم، بعض الكتّاب العرب كان ولا يزال خارج الأطر السياسية والحزبية والأيديولوجية، فقط كان هؤلاء في أطرهم المستقلة غير التابعة لأحد، وغير الناطقة باسم أحد سوى التعبير الصريح عن ذواتهم وضمائرهم الثقافية.

لقد ظلم النقد الأدبي المسيّس، والفكر النقدي المؤدلج هؤلاء الكتاب، وبالتالي، لم يُسَلط عليهم الضوء الإعلامي ولا الثقافي، وبالمناسبة، أيضاً، قد يكون هذا التجاهل الذي وقع عليهم هو بالذات الدافع الذاتي عندهم للإمساك باستقلاليتهم الأدبية والأخلاقية، وبالتالي الانصراف الكلّي للأدب والكتابة والحرية الشخصية غير المحكومة بتيار أو مؤسسة أو كيان سياسي أو أيديولوجي.

جاء وقت الإنصاف إذاً، وجاء وقت احترام الأدب المستقل والثقافة الإنسانية المستقلة النظيفة، وفي ضوء هذه الرؤية التكريمية لدائرة الثقافة، فقد ذهب هذا الاستحقاق الأخلاقي إلى عشرات وربما مئات الكتاب العرب منذ أن انطلقت جائزة التكريم الثقافي من الشارقة. ونشير هنا إلى أن هذا التكريم ينطوي في معناه وفي جوهره على نوع من الاعتبار النقدي الأدبي لهؤلاء الكتّاب العصاميين، أي أن تكريمهم المادي والمعنوي هو أيضاً فرصة لإعادة قراءة إنتاجاتهم الأدبية القديمة، وفي الوقت نفسه هذه فرصة متاحة لدور النشر والناشرين والمؤسسات الثقافية في بلدان هؤلاء الكتّاب العرب كي تعمل على إعادة نشر الكتب النافدة من المكتبات، وإصدارها في طبعات جديدة، وحفظ حقوق النشر لهؤلاء الكتّاب العرب الذين عملوا لسنوات طويلة في الظل، وربما في الهامش الثقافي على الرغم من إبداعية هؤلاء الكتاب وتميّز تجاربهم الشعرية والروائية والقصصية والكتابية بشكل عام.

رسالة دائرة الثقافة تصل إلى البريد المُستَحق، وفي الوقت المناسب، وفي الصيغة الاحترامية المناسبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6wrf5s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"