وقفات

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

- لا ينسى المثقفون العرب إنفاق جامعة الدول العربية على ترجمة جميع أجزاء كتاب «قصة الحضارة» وإصداره في مجلّدات تليق بالكتاب وأهميته التاريخية والتعريفية بحضارات وثقافات العالم. والجامعة إذْ قامت بهذا الدور العظيم خدمة للثقافة العربية منذ ستينات القرن العشرين، فإنّها كانت تحرّك بفاعلية حيوية إحدى إداراتها المتخصصة، وكانت تحت مسمّى «الإدارة الثقافية»، ولا أدري إن كانت تعمل هذه الإدارة حتى الآن في إطار نشاط الجامعة أم لا، لكن المهم في استعادة هذا الكتاب هو طباعته في إصدارات جديدة متاحة بأسعار رمزية أو معقولة للقارئ العربي.

ترى هل يمكن أن يحدث هذا عن طريق جامعة الدول العربية أو أي جهة أو مؤسسة ثقافية تقدّم من جديد خدمة كبرى للكتاب والقرّاء العرب؟

- من اهتمامات القارئ المتخصص في الإمارات في هذا العام بالذات تلك الكتب والمؤلفات المتعلّقة بالثقافة الإغريقية واليونانية (اليونان ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة 2024). وهنا أذكر القارئين العربي والإماراتي بكتاب «الشعر الإغريقي» ومؤلفه د. أحمد عثمان.. وصدر الكتاب ضمن سلسلة عالم المعرفة في الكويت في مايو عام 1984، وأظن أن الكتاب يقع الآن في دائرة النسيان بعد أكثر من ثلاثة قرون على صدوره. هو أيضاً كتاب جدير بإعادة الطبع والصدور بعد كل هذه السنوات.

- وضع محمود قاسم موسوعة الأفلام الروائية في مصر والعالم العربي في جزءين، صدر الأول منهما في العام 2006 عن الهيئة المصرية العامّة للكتاب. الجزء الأول جاء في أكثر من 600 صفحة من القطع الكبير، ومن الجميل في هذا الجزء بشكل خاص ذلك الأرشيف بالأبيض والأسود لأفلام ظهر فيها، وعلى سبيل المثال، توفيق الدقن في فيلم «السيد البلطي»، وميرفت أمين ومحمود ياسين في فيلم «الساعة تدق العاشرة»، ويسرا في فيلم «سيدة القاهرة». ذاكرة بالأبيض والأسود مرة ثانية بعيداً عن خلطة بعض أفلام اليوم بتركيب مزعج من الألوان، والصراخ.

يا ترى، هل هناك قارئ مسكون بملاك المطالعة لا يحب الكتب القديمة؟ إن جزءاً من تلك الكتب هو جزء آخر من أعمارنا. وإذا كنت أنت الآن في الخمسين أو الستين أو السبعين من العمر، فإن كتباً إلى جوارك أو بعيدة عنك كانت قد ولدت في تلك العقود من تاريخ التأليف وتاريخ القراءة.. إنها توائم وإخوة وشقيقات...

- قراءاتك أيضاً هي تاريخك، ولكن جرّب قراءة كتاب كنت قد عرفته وأنت شاب في العشرين من عمرك مثلاً، وها أنت في شيخوختك تعيد قراءته وقد تتبعت تلك الهوامش بقلم الرصاص التي وضعتها على حواف الورق. أليست تلك الهوامش أياماً كانت قد مضت من عمرك؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/284v2xj9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"