أعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوتشول، تأجيل تنفيذ خطة تسعير الازدحام المثيرة للجدل في مانهاتن، ما يكشف عن رؤى متضاربة حول مستقبل اقتصاد المدينة.
وصرحت هوتشول بأن سبب قرارها ذاك يعود لمخاوف بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة في نيويورك والتعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19. مؤكدة أن الحضور إلى المكاتب في مانهاتن لم يعد بعد إلى مستويات ما قبل الوباء، ولا تزال المنطقة تتعامل مع معدل شغور تجاري يتجاوز 20%.
وقالت حاكمة نيويورك: «بالنظر إلى هذه الضغوط المالية، لا يمكنني إضافة عبء آخر على سكان المدينة من الطبقة العاملة والمتوسطة، أو خلق عقبة أخرى أمام تعافينا المستمر».
- خطة تسعير الازدحام
في عام 2007، قدم عمدة مدينة نيويورك آنذاك مايكل بلومبيرغ خطة تسعير الازدحام، لكنه لم يتمكن من الحصول على دعم كافٍ في عاصمة الولاية. وتم طرح الخطة في مانهاتن لأول مرة عام 2019، في عهد حاكم نيويورك السابق أندرو كومو. وتهدف إلى فرض نظام رسوم للسيارات التي تدخل المناطق الأكثر ازدحاماً جنوبي مانهاتن، وتحديداً شارع الستين، خلال ساعات الذروة.
وكانت هذه المبادرة جزءاً من جهد أوسع للحد من الازدحام المروري، وتقليل التلوث، وتوفير إيرادات لهيئة النقل الحضري تساعدها على دعم التحسينات في البنية التحتية للنقل العام. على أن تتراوح قيمة الرسوم المقترحة بين تسعة دولارات و33 دولاراً.
غير أن ولاية نيوجيرسي، اعترضت على خطة تسعير الازدحام، ورفعت دعوى قضائية ضد وزارة النقل الأمريكية في عام 2023 لموافقتها على الرسوم. وطالبت إدارة الولاية الحكومة الفيدرالية بإجراء دراسة أكثر شمولاً للأثر البيئي للخطة.
- لماذا خطة تسعير الازدحام؟
وتتدفق أكثر من 700 ألف سيارة خاصة وأجرة وشاحنة يومياً إلى منطقة جنوبي مانهاتن، وهي واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً في العالم، والأكثر تعرضاً للاختناقات المرورية في الولايات المتحدة بشكل خاص.
وتسير المركبات بمعدل متوسط 7.1 ميل في الساعة فقط، وغالباً ما تزداد بطئاً. ووفقاً لأحد التقديرات، يخسر سكان نيويورك حوالي 117 ساعة في المتوسط كل عام وهم عالقون في الازدحام، ما يكلفهم حوالي ألفي دولار من الإنتاجية المفقودة والتكاليف الأخرى.
وصممت الرسوم لتقليل عدد المركبات التي تدخل منطقة الازدحام بنسبة 10% يومياً، وخفض عدد الأميال التي تقطعها السيارات داخل المنطقة بنسبة 5%.
