عادي
مكالمة متوترة بين بايدن ونتنياهو.. «لا تعتمد علينا» إذا واصلت التصعيد

إسرائيل تهدد.. وتطلب مساعدة الحلفاء لمواجهة الرد الإيراني

00:39 صباحا
قراءة 4 دقائق
يجلس الناس على رصيف بالقرب من أنقاض المباني المدمرة خلال القصف الإسرائيلي على مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين،
(ا ف ب) أطفال يلعبون بينما تمشي امرأة قرب ملاجئ مؤقتة في مخيم المغازي

كشف مسؤولان أمريكيان، أمس الجمعة، أن الرئيس بايدن طالب خلال مكالمة «صارمة»، الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة، والتحرك فوراً نحو اتفاق بشأن احتجاز الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار، في وقت طلبت إسرائيل مساعدة الأصدقاء والحلفاء؛ لمواجهة ما سمته «التهديدات الإيرانية»، بينما وجه الجيش الإسرائيلي رسالة تهديد لكل دول الشرق الأوسط، وبينما شُيّع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إلى مثواه الأخير في قطر، أكد التلفزيون الإيراني أن التقارير المنتشرة حول تفاصيل عملية اغتيال هنية غير دقيقة وتكهنات غير رسمية.

استعدادات عسكرية

وأوضح المسؤولان أن بايدن اتصل بنتنياهو لمناقشة الاستعدادات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، للرد على الهجمات المحتملة من جانب إيران و«حزب الله»، ولكن أيضاً لتوضيح أنه غير راضٍ عن الاتجاه الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، وفق موقع «أكسيوس». فيما قال أحدهم، إن بايدن اشتكى لنتنياهو من أن الاثنين تحدثا للتوّ الأسبوع الماضي في المكتب البيضاوي حول تأمين صفقة الرهائن، لكن نتنياهو بدلاً من ذلك مضى قدماً في الاغتيال في طهران.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن بايدن أخبر نتنياهو بعد ذلك أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في هزيمة أي هجوم إيراني، ولكن بعد ذلك لا يتوقع المزيد من التصعيد من الجانب الإسرائيلي والتحرك الفوري نحو صفقة الرهائن.

تحذير بايدن

 كذلك أشار إلى أن بايدن حذر نتنياهو أيضاً من أنه إذا صعّد مرة أخرى، فلا ينبغي له الاعتماد على الولايات المتحدة لإنقاذه. وفي نهاية الاجتماع مع نتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الخميس الماضي، أصبح بايدن عاطفياً، ورفع صوته وأخبر نتنياهو أنه بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن غزة في أقرب وقت ممكن، وفقاً لما قاله ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الاجتماع لوكالة «أكسيوس». وكشف مسؤول إسرائيلي كبير أن «بايدن رفع صوته، وقال إنه يريد التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوع إلى أسبوعين»، فيما طلب نتنياهو زيادة كميات الأسلحة والذخيرة، وتحرير القنابل الذكية، فوعده بايدن بذلك من دون أن يبدي تحفظاً على القنابل الذكية التي كان قد قرر تأخير إرسالها لإسرائيل.

وكان البيت الأبيض أعلن، الخميس، أن الرئيس بايدن بحث في محادثة هاتفية مع نتنياهو إمكانية تنفيذ «انتشار دفاعي عسكري» أمريكي لدعم إسرائيل، وأكد «التزام» واشنطن بأمن إسرائيل في مواجهة «أيّ تهديدات من إيران». كما اعتبر بايدن، أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لا يفيد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأعرب بايدن عن «قلقه الشديد» إزاء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وحضّ نتنياهو، على التوصل سريعاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

سقوط الاتصالات

من جهة أخرى، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن رسالتنا إلى كل الشرق الأوسط أن من يهاجم مواطنينا ودولتنا فنحن مستعدون للذهاب بعيداً. وأضاف، «نعرف كيف نجلب معلومات استخباراتية دقيقة للغاية، ونضرب ونقتل ونخاطر». وأشار، «هاجمنا في بيروت، ونهاجم في غزة، وسنكون أقوياء جداً في الدفاع، وبعد ذلك سنهاجم بقوة». كما التقي هليفي، مع رئيس أركان الجيش البريطاني، الأدميرال، توني راداكين، حيث أجريا خلال الاجتماع، «تقييماً مشتركاً للوضع؛ حيث بحثا القضايا الأمنية الاستراتيجية ومجالات التعاون في المنطقة»، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن الجيش. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن توزيع هواتف نقالة بالقمر الاصطناعي على الوزراء تحسباً لسقوط الاتصالات إذا اندلعت حرب مع إيران. وكان موقع أكسيوس الأمريكي ذكر أن إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل خلال أيام رداً على اغتيال هنية في طهران.

مقاتلات أمريكية

ومن جانبها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة تستعد لإرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط «في أسرع وقت ممكن»، لمواجهة الهجوم المتوقع من إيران وحلفائها في المنطقة على إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، في ظل حديثه عن مسائل عملياتية، أن «القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تتخذ (التدابير اللازمة) لزيادة الجاهزية القتالية وحماية القوات الأمريكية وحلفائها ضد أي تهديدات من إيران أو الجماعات المسلحة المدعومة من إيران».

تفاصيل غير دقيقة

في غضون ذلك، أكد التلفزيون الإيراني، أن «التقارير المنتشرة تحت عنوان تفاصيل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، غير دقيقة وتكهنات غير رسمية». وسبق أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريراً يفيد بأن اغتيال إسماعيل هنية، تمّ بعبوة ناسفة هُرّبت سراً إلى دار الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني في طهران منذ نحو شهرين.

إلى ذلك، وُوري جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثرى في مقبرة لوسيل في قطر، أمس الجمعة، بعد جنازة شعبية ورسمية شهدت حضور مسؤولين من دول عربية وإسلامية. وبدأت مراسم تشييع هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان بأداء صلاة الجنازة، التي أمّها عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب. وشهد التشييعَ أميرُ قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والأمير السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولون آخرون، إضافة إلى حضور شعبي غفير.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4p3fsx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"