عادي
صيفنا قراءة

وضحى الغريبي: الكتب تصقل موهبة الفنان

14:47 مساء
قراءة 4 دقائق

«الصيف يمنحنا وقتاً ومساحة أكبر وفرصة أكثر من أجل القراءة وصنع العلاقة مع الكتاب»، بتلك الكلمات، تحدثت الفنانة التشكيلية د. وضحى حمدان الغريبي، عن أهمية الاطلاع، والبحث عن أي فرصة لتجمع المرء بالكتاب سواء الورقي أو الإلكتروني، وكذلك المصادر الأخرى للمعرفة خاصة بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مع الثورة الرقمية وفي مجال الاتصالات.
وذكرت وضحى الغريبي، أن المرء يتحرر من الكثير من المشاغل والالتزامات والضغوط في الصيف باعتباره موسم العطلات، الأمر الذي يوفر أمكانية كبيرة للاطلاع عى مختلف المجالات المعرفية والأدبية، لا أن تكون القراءة حكراً على المجال الذي يتخصص فيه الإنسان فقط، إذ إن التثقيف يتطلب أن يكون القارئ على اطلاع بأشكال وألوان مختلفة من المؤلفات، موضحة أنها، تقبل في كثير من الأحيان على قراءة علم الاجتماع والفلسفة والتنمية البشرية، إلى جانب اهتمامها بالفنون.
ولفتت وضحى الغريبي إلى أنها استطاعت أن تخلق علاقة قوية وباكرة بالقراءة، فمنذ الطفولة كانت تتابع مجلة ماجد التي تصدر في «أبوظبي»، منذ أن كانت أسبوعية إلى أن صارت شهرية، وقد تأثرت بوفاة مؤسس المجلة الصحفي أحمد عمر، حيث إن لديها شغفاً بتلك الإصدارة لا يزال حتى الآن، إضافة إلى القصص البوليسية، وبصورة خاصة مؤلفات الكاتبة أجاثا كريستي، حيث تعتبر هذه النوعية من الكتب ملاذاً لها وتخفيفاً من عبء الاطلاع على الكتب العلمية والمراجع الفنية المتخصصة، فقراءة الروايات البوليسية فسحة واستراحة.

الصورة
4


وأكدت أن القراءة مهمة جداً لأي فنان يريد أن يتطور في مجال الرسم والإبداع، فهي تصقل موهبته، وذلك ما حدث معها هي شخصياً، حيث عمق الاطلاع من تجربتها الفنية، إذ كانت بداياتها مرتبطة بمفردات الواقع والتراث والبيئة المحيطة، ولكن عبر القراءة استطاعت أن تتعرف إلى العديد من التجارب الجديدة، الأمر الذي تغيرت معه نظرتها للفن كثيراً، إذ تعرفت إلى تيارات ومدارس الانطباعيين والتكعيبيين والتجريديين الرواد، وتوسعت في معرفة الفن الغربي الحديث، خاصة اتجاهات ما بعد الحداثة، وكذلك التجارب الإفريقية والآسيوية، فضلاً على التيارات العربية، في مصر والعراق ومختلف الدول العربية، فالقراءة مهمة في معرفة ثقافة الشعوب.

الصورة
4


*رؤى وأفكار
ولفتت وضحى الغريبي إلى أن مجال التأليف يتطلب القراءة المتعمقة، وقد ألهمتها بعض المؤلفات بالكتابة في عدد من المواضيع مثل رغبتها في التعبير عما يتسم به هذا العصر من سرعة بحيث صارت العلاقات الاجتماعية قليلة، وكذلك الكتابة في مجال الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالفنون.
وفي جعبتها العديد من المؤلفات التي تعمل على الاطلاع عليها خلال الفترة القادمة، منها كتاب «آفاق جديدة للفن»، للكاتب الدكتور محسن محمد عطية، ويتناول العالم الداخلي والخارجي للمبدع، وتذوق الإبداع وما يتطلبه من فهم الرابطة بين الفن الحاضر وخلفيته الثقافية، والأساليب والاتجاهات العديدة التي ظهرت في سماء الفنون، إضافة إلى كتاب آخر لنفس المؤلف بعنوان: «اكتشاف الجمال في الفن والطبيعة».

الصورة
3


وهناك كتاب «أقنعة الحداثة... دراسة تحليلية في تاريخ الفن المعاصر»، للكاتب عقيل مهدي يوسف، ويبحث الكتاب في ما بعد انقـلاب أسس الفــن وعناصره، وتغيــر أنسقتـه التقليديــة في العصر الحديث، كما يعني بإعادة إنتـاج الأسئلة القلقــــة حول علاقـة الفنيّ بالتاريخي، وكيف يختلف تأويـل النتـاج الفنــي الواحـد، لما أنجزه كبـار الفنانيـن المرموقين من رواد الحداثــة وهم يتمردون على الثوابـت.

الصورة
3


كما تعمل وضحى الغريبي على قراءة كتاب «الفن التشكيلي المعاصر»، لمحمود أهمز، وهو يتناول الاتجاهات والتيارات الفنية الحديثة، إضافة إلى بعض المفردات والأنماط الإبداعية، وهناك أيضا كتاب «القرن الجديد... اتجاهات الفن التشكيلي في الإمارات بعد عام 2000». لعلي العبدان، وهو يقدم قراءة نقدية حول اتجاهات الفنون التشكيلية في الدولة، حيث مر الإبداع في هذا المجال في الإمارات بالعديد من المحطات المعاصرة وتمحورت في ضمنه تيارات فنية وفكرية متعددة.
أيضا في حوزة وضحى الغريبي كتاب «الفن والحياة»، لثروت عكاشة، وهو من المؤلفات الممتعة التي ترصد الاتصال الزمني الخفي بين الأعمال الفنية المتباينة التي تلتقي جميعها في لحن إنساني منسجم، ومتكامل، وقابل لإعادة التشكل، وهناك أيضا كتاب «فصوص النصوص.. مقاربات حول وحدة النصوص الكتابية والسمعية والبصرية»، للدكتور عمر عبد العزيز، وصدر عن دائرة الثقافة في الشارقة.

الصورة
3


*مؤلفات عالمية
وتستعد وضحى الغريبي كذلك للاطلاع على عدد من المؤلفات لكتاب عالميين مثل «الميديا»، لفرنسيس بال، ويعد واحداً من الكتب الأكثر شهرة في مجال الإعلام والصحافة، يتحدث عن موضوعات جديرة بالدراسة، مثل دور وتأثير وسائل الإعلام في المجتمعات الحديثة، وهناك أيضاً كتاب «فلسفة الفن»، للإيطالي كروتشه، وهو من المؤلفات الشهيرة التي تنتمي إلى فلسفة الجمال وتعكس الرؤية والتأملات في الفن في العصر الحديث، إذ يعد كروتشه واحداً من أهم الفلاسفة الذين نظروا لعلم الجمال وأضافوا إليه الكثير من المفاهيم، وهناك أيضاً كتاب «موسوعة النظرية الثقافية: المفاهيم والمصطلحات الأساسية»، لأندرو إدجار، ويتناول أهم التخصصات الاجتماعية والإنسانية مثل: علم الاجتماع، و الأنثروبولوجيا، ونظرية الأدب، وعلوم اللغة، ودراسات الاتصال، و التخليل النفسي، بل علم الاقتصاد أيضاً.

الصورة
الميديا


*طقس
وتهتم وضحى الغريبي بالقراءة وسط أجواء يسودها الهدوء التام، لذلك تفضل الاطلاع ليلاً في غرفة خصصتها للقراءة، وهي تشير إلى أن هناك أنوعاً من الكتب يمكن قراءتها في أي مكان مثل الروايات، أما المؤلفات العلمية فهي تحتاج إلى تركيز وأجواء خاصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/385x2phd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"