تغيرات المناخ قد تنتهي بكارثة صحية

علماء البيئة يدعون السياسيين للتحرك العاجل
04:48 صباحا
قراءة 10 دقائق

حذر تقرير طبي بريطاني صدر حديثا من مغبة ان يؤدي الفشل في التعامل مع مسألة تغييرات المناخ الى كارثة صحية عالمية. وكتب اطباء بريطانيون وايرلنديون كبار في مجلة (بريتيش ميديكال جورنال) ان اتخاذ خطوات لتخفيض انبعاثات غاز الكربون في العالم علاوة على اكل اللحوم بدرجة اقل والتحول الى استخدامات الطاقة النظيفة من شأنه ان ينعكس بالفائدة على صحة الاشخاص.

دعوا الاطباء في سائر ارجاء العالم الى ممارسة شتى الضغوط خلال اجتماع سيعقده السياسيون في كوبنهاجن في شهر ديسمبر/ كانون الاول المقبل لضمان التوصل الى اتفاق عالمي جديد لتخفيض انبعاث الغازات في العالم.

واعرب التقرير عن ضرورة انصات القادة السياسيين في العالم الى المشورة العلمية حول تغييرات المناخ وتطبيق الاستراتيجيات للتعامل مع انبعاث الغازات التي من شأنها الاضرار بصحة الاشخاص.

وحذر من ان الفشل في التفاوض بشأن اتفاق قوي من شأنه ان تكون له عواقب وخيمة في الدول الاكثر فقرا لاسيما فيما يتعلق بالصحة العامة وتزايد القحط والجفاف وندرة مصادر المياه وظهور العواصف والفيضانات والنزاعات.

واشار التقرير الى ان الخطوات اللازمة لمكافحة تغييرات المناخ تتماشى مع تلك اللازمة لضمان صحة افضل للاشخاص وبالتالي تخفيف العبء على الاجهزة الصحية والطبية.

واضاف ان التقليل من انبعاث غاز الكربون يعني حدوث تلوث اقل كما ان التقليل من اكل اللحوم وممارسة الرياضة يعني حدوث حالات سرطان اقل علاوة على البدانة والسكر وامراض القلب.

وكان عالمان أمريكيان هما أماندا ستاوت وهي عالمة مناخ في الاتحاد القومي للحياة البريّة، والدكتور بول إبستاين المدير المشارك في مركز الصحة والبيئة العالمية بكلية الطب بجامعة هارفارد، والذي يزاول مهنة الطب في مجال الصحة العامة الاستوائية، قد حذرا في حلقة نقاش حول الوضع البيئي نظمها مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء بعنوان الحلول الصحية للتغير المناخي من أن ظاهرة التغير المناخي تجري بصورة أسرع مما كان متوقعا وقد بدأت بالتأثير سلبا في الصحة.

وقالت ستاوت إن ثمة أدلة علمية متزايدة على أن تغير المناخ يحدث بوتيرة أسرع مما كان متوقعا حتى قبل سنوات قليلة، مشيرة إلى أن هذه التغيرات غير المتوقعة بدأت تؤثر في حياة الناس في العالم أجمع.

وأضافت: ثمة وعي متزايد بأن هذه التغيرات ستكون لا رجعة فيها... وقد بدأنا نتأثر بها أصلا. على وجه الخصوص فإن الطقس والأحوال المناخية القصوى والجفاف والفياضانات وهطول الأمطار الغزيرة والأعاصير وحرائق الغابات، كل هذه ظواهر تشير إلى أننا نختبر ظاهرة الاحتباس الحراري في حياتنا اليومية. وقال إبستاين في الندوة إنه سيواكب حصول هذه التغيرات في المناخ تفاقم الأخطار الصحية. فعلى سبيل المثال، فإن المناخ المتغير بسرعة سيؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.

وأضاف قائلا: إن لدينا أول دلالة على أن الأمراض المعدية موجودة في جبال إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وما نشاهده هو تقلص مساحات الأنهار الجليدية كما أن شتى أصناف النباتات بدأت تختفي في مناطق الجنوب لتظهر في الشمال، والبعوض ينتشر في مناطق مرتفعة.

ومع انتقال البعوض إلى مناطق مرتفعة ستنتقل كذلك معه الأمراض التي تتناقلها تلك الحشرات. وأشار إلى أن ذلك يؤدي إلى معدلات أعلى من الملاريا والحمى الصفراء مع اتساع رقعة الأراضي التي يتكاثر فيها البعوض.

وكانت الحكومة الأمريكية قد أصدرت يوم 16 حزيران/ يونيو تقريرا شاملا بعنوان التأثيرات العالمية لتغير المناخ في الولايات المتحدة، الذي يصف بالتفصيل كيف يؤثر التغير المناخي في الأمريكيين. وطبقا للتقرير فإن نفس الظروف المناخية التي يمكن أن تتسبب في موجات حرارة ترفع مستوى طبقة الأوزون على مستوى اليابسة. يذكر أن الأوزون يخفض من الوظيفة القصيرة الأجل للرئتين ويمكن أن يتسبب في تلف الخلايا في بطانة الرئتين.

ويتوقع التقرير المذكور أن تزداد حالات موجات الحرارة القصوى مما سيفضي إلى وفيات وأمراض لها علاقة بارتفاع بالحرارة. ونظرا لأن حالات اشتداد الطقس تتزايد سيمثل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات خطرا على صحة البشر. وغالبا ما تتسبب الأمطار الغزيرة بفيضانات مما يزيد من حالات الأمراض التي تنتقل عدواها بواسطة المياه.

وقال إبستاين إن على العالم أن يركز على الحلول الصحية مضيفا أنه يجب دمج طائفة من الحلول لإيجاد مجموعة من الخيارات شريطة أن يعمل كل من هذه الخيارات على التقليل من الآثار المدمرة لتغير المناخ. وتتراوح هذه الخيارات من اعتماد الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح وطاقة الحرارة الأرضية، إلى تحسين إدارة موارد الغابات.

وقال العالمان ان كثيرا من هذه الحلول تمثل طرقا غير مأسوف عليها لجعل تسخين حرارة الأرض أكثر استقرارا وهو سبيل يصفه إبستاين بأنه جيد حقا ومبشر. وقال ابستاين إن هذه الخيارات التي لا يؤسف عليها يمكن أن تستخدم بصورة مأمونة في الحال فيما أن خيارات غيرها مثل استخدام الوقود الحيوي وطاقة الوقود الأحفوري تقتضي دراسات أوفى قبل تنفيذها من أجل تقييم التبعات والعواقب الصحية والبيئية والاقتصادية المحتملة تقييما كاملا.

وقالت ستاوت إن التغيرات التي يمكن عكسها أو التراجع عنها أجبرت دعاة الحفاظ على البيئة على إعادة النظر في استراتيجيتهم الخاصة بمكافحة تغير المناخ. وقالت إن جماعات دعاة الحفاظ على البيئة تعالج بإقدام حاليا موضوع كيف سيؤثر الاحتباس الحراري في مهمته. إذ إنه منذ سنوات عديدة، ربما طوال تاريخ حركة الحفاظ على البيئة كان التشديد على إعادة أراضينا إلى حالتها البكر النقية. وهذا لم يعد الواقع. فنحن الآن نتعامل مع ظروف مناخية جديدة كليا. ولذا، فقد بات لزاما علينا أن نفكر نحن في مجموعة الحفاظ على البيئة في كيفية كل ما نقوم به بحيث يكون منطقيا في مناخ متغير.

وتعتقد ستاوت أنه رغم أن الوضع يمكن وصفه بالحرج فإن أمام العالم فرصة للمضي قدما. وقالت: أعتقد أن الفرصة الحالية فرصة تاريخية سانحة فعلا. وكل شيء بات يتوافق وينسجم وصار لدينا وعي متعاظم بالحالة الملحة. لذا، فإنه يتعين علينا وضع حد للتلوث الناتج عن الاحتباس الحراري. ولكن في الوقت ذاته تتوفر لدينا هذه الفرصة لإعادة شحن طاقة أمريكا والترويج لاقتصاد قائم على الطاقة النظيفة وحماية الحياة البرية لمستقبل أبنائنا. وهذا السبب الذي يحملني على المشاركة في هذا النشاط لأني أؤمن أنه من الأهمية بمكان أن نتخذ إجراء الآن لتوفير عالم أفضل لأبنائنا.

وكانت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان قد اصدرت تحذيرا مماثلا في ابريل/ نيسان الماضي بمناسبة يوم الصحة العالمي مشيرة الى ان البينات العلمية مافتئت تتزايد يوما بعد يوم، والمناخ آخذ في التغير وآثار ذلك محسوسة بالفعل، والأنشطة البشرية هي السبب الأساسي لهذا التغير.

وقد اختارت منظمة الصحة العالمية تغير المناخ موضوعا ليوم الصحة العالمي كي تلفت اهتمام واضعي السياسات إلى بعض البينات الدامغة المتأتية من قطاع الصحة. وفي حين أن تغير المناخ أصبح أمرا لا ريب فيه، فانه لا يزال بالإمكان التخفيف من عواقبه، وخصوصا بالنسبة إلى الصحة. كما أن وضع آثار تغير المناخ على الصحة في الحسبان يمكن أن يساعد القادة السياسيين على التحرك العاجل على النحو الملائم.

وقالت تشان ان الهاجس الأساسي في هذا الصدد محدد بدقة وهو أن تغير المناخ يهدد الصحة بطرق أساسية.

واضافت ان احترار كوكب الأرض سوف يحدث بصورة تدريجية، ولكن آثار الأحوال الجوية المتطرفة، كزيادة حدوث الأعاصير والفيضانات ونوبات الجفاف وموجات الحرارة، ستكون فجائية وذات وقع شديد. ومن شأن كلتا النزعتين أن تؤثرا في بعض من أكثر محددات الصحة الأساسية، أي: الهواء والماء والغذاء والمأوى والسلامة من المرض.

وعلى الرغم من أن تغير المناخ ظاهرة عالمية فإن عواقبه لن تكون موزعة بالتساوي. ويتفق العلماء على أن البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة ستكون أول المتضررين وأشدهم تضررا.

وقد حددت منظمة الصحة العالمية خمس عواقب رئيسية تترتب على تغير المناخ بالنسبة إلى الصحة وهي:

* أولا: يعد قطاع الزراعة قطاعا بالغ الحساسية للتقلبية المناخية. ويمكن أن يتضرر الأمن الغذائي من جراء ارتفاع درجات الحرارة وازدياد تواتر نوبات الجفاف والفيضانات. ومن المتوقع أن تكون زيادة سوء التغذية حادة بوجه خاص في البلدان التي توجد فيها أعداد غفيرة من السكان الذين يعتمدون على زراعة الكفاف المعتمدة على المطر في الري. ويتسبب بالفعل سوء التغذية، الذي كثيرا ما ينجم عن نوبات الجفاف الدورية، في ما يقدر عدده بثلاثة ملايين ونصف مليون وفاة سنويا.

* ثانيا: إن ازدياد تواتر الأحوال الجوية المتطرفة يعني المزيد من الوفيات والإصابات المحتملة من جراء العواصف والفيضانات. وبالإضافة إلى ذلك قد تعقب الفيضانات فاشيات أمراض مثل الكوليرا، وخصوصا عندما تتضرر خدمات المياه والإصحاح أو تتعرض للدمار. وتعد العواصف والفيضانات بالفعل من أكثر أشكال الكوارث الطبيعية تواترا وفتكا بالأرواح.

* ثالثا: إن ندرة المياه، وهي الضرورية للتصحح، وزيادتها على الحد بفعل زيادة تواتر وغزارة سقوط المطر يمكن لكل منهما أن يزيد عبء مرض الإسهال، الذي ينتشر عن طريق الغذاء الملوث والمياه الملوثة. ويحتل مرض الإسهال المرتبة الثانية بالفعل بين أهم الأمراض المعدية التي تتسبب في وفاة الأطفال، كما أنه يتسبب في ما مجموعه نحو 8,1 مليون وفاة سنويا.

* رابعا: إن موجات الحر، وخصوصا جيوب الحر في المدن، قد تؤدي رأسا إلى زيادة معدلات المرض والوفيات، ولاسيما في صفوف المسنين المصابين بأمراض قلبية وعائية أو تنفسية. وبصرف النظر عن موجات الحر، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الأوزون على مستوى الأرض وبداية موسم الطلع مبكرا، بما يسهم في حدوث نوبات الربو.

* خامسا: يتوقع أن يؤدي تغير درجات الحرارة وأنساق هطول الأمطار إلى تغيير التوزع الجغرافي لنواقل الحشرات التي تنشر الأمراض المعدية، ومن بينها الملاريا وحمى الضنك اللتان تثيران أعظم الهواجس في ما يخص الصحة العمومية. وخلصت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الى القول إن المشاكل الصحية سوف تتفاقم بسبب تغير المناخ، وهذه المشاكل ضخمة منذ الآن ومتمركزة إلى حد كبير في العالم النامي وتصعب مكافحتها.

ومن المنتظر ان يناقش مؤتمر كوبنهاجن الذي ستعقد نهاية العام الجاري بنود اتفاقية جديدة، تستبدل اتفاقية كيوتو الشهيرة الهادفة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويأتي هذا المؤتمر في ظل تصاعد الخلافات أثناء المحادثات الأولية الجارية حالياً، حول مدى الخفض المطلوب في انبعاث الغازات المسببة لظاهرة البيت الزجاجي، وكيف يمكن تمويل جهود حماية المناخ في الدول الفقيرة التي لا تمتلك المصادر المالية الكافية.

وتستمر هذه الخلافات رغم تراكم الأدلة على التأثيرات السلبية واسعة النطاق على الجوانب البيئية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والعسكرية إذا ما استمرت درجة حرارة المناخ في الارتفاع.

وعلى الرغم من أن غالبية هذه الجوانب المختلفة للتأثيرات المتوقعة لظاهرة الاحتباس الحراري قد درست بعناية كبيرة، إلا أن هناك جانباً آخر بالغ الأهمية لم يحظَ بنفس القدر من الاهتمام، وهو الجانب الصحي الطبي وذلك رغم بعض التوقعات بأنه سيكون الأكثر فداحة في المحصلة النهائية.

وقد أظهرت هذا الواقع المؤسف رسالة نشرت في دورية لانسيت، ووقع عليها ثمانية عشر من رؤساء أشهر المنظمات الطبية حول العالم.

وخلصت الرسالة إلى أن فشل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في توصل لاتفاق في اجتماعهم في ديسمبر المقبل، سوف يؤدي إلى كارثة صحية دولية بكل المقاييس.

ويذهب المشاركون في هذه الرسالة إلى مطالبة الأطباء وبقية أفراد المجتمع الطبي بأخذ زمام المبادرة، بناء على أن الخطر الحقيقي سيتمثل في عجز السياسيين عن اتخاذ القرارات الصعبة، خصوصاً في الوقت الذي يمر فيه العالم بأزمة مالية اقتصادية خانقة، ستجعل مثل هذه القرارات غير مستساغة أو مقبولة من قبل قاعدتهم الانتخابية.

والخلاصة هي أنه إذا لم تسفر قمة كوبنهاجن المقبلة عن قرارات حاسمة، أو لم تتوفر العزيمة السياسية القادرة على إحداث تغيرات جوهرية، فستكون النتيجة النهائية كارثية. وحسب مقال تحريري نشر بالتزامن مع هذه الرسالة، أكدت هيئة التحرير أن فقراء العالم وخصوصاً في الدول الاستوائية، سيتحملون العبء الأكبر لسلبيات التغيرات المناخية المتوقعة، وفي الوقت نفسه سيؤدي عكس هذه التغيرات إلى تحقيق فوائد صحية جمة، على صعيد نوعية الغذاء وارتفاع حجم الهواء النقي.

وتتطابق محتويات هذه الرسالة مع تقرير أعدته هيئة التحرير العلمية للمجلة بداية الصيف الماضي، بالتعاون مع باحثي جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن وأظهر أن أكبر خطر صحي يهدد أفراد الجنس البشري في القرن الحادي والعشرين سيتمثل في التغيرات المناخية، أو بالتحديد ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي وجهة النظر التي يقتنع بها الكثير من العلماء والباحثين في هذا المجال.

وقد بنيت هذه التوقعات على نتائج الدراسات التي تظهر أن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي حتماً إلى زيادة انتشار الأمراض المعدية، وسيقلل من حجم المتوفر من الغذاء ومياه الشرب النقية في الدول النامية، وسيزيد من عدد من يلقون حتفهم بسبب موجات الحرارة في المناطق الدافئة والحارة.

فعلى صعيد زيادة انتشار الأمراض المعدية، وخصوصاً تلك التي تعتمد على الحشرات في الانتقال إلى جسم الإنسان، فان الاحترار العالمي سيزيد من الرقعة الجغرافية المناسبة لمعيشة وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض، مثل حمى الضنك، وفيروس النيل الغربي، وطفيلي الملاريا، وهي أمراض تنتقل جميعها عن طريق البعوض.

ومن المعروف أن الدفء يزيد من معدلات تكاثر البعوض، ويفتح شهية أفراده للمزيد من وجبات الدماء، ويطيل من موسم التزاوج والتكاثر، وفي الوقت نفسه يقصر من الفترة اللازمة للميكروبات التي يحملها في لعابه للوصول إلى درجة النمو الكامل والانتشار من شخص إلى آخر. أي أن دفء المناخ يماثل جرعة منشطة لتجمعات البعوض، ويزيد من أعدادها ويفتح شهيتها، بالإضافة إلى تعاظم قدرتها على نقل الأمراض.

ومثل هذه العلاقة، ربما كانت هي السبب خلف انتشار أمراض أخرى تنتقل أيضاً عن طريق الحشرات إلى مناطق شمال البحر المتوسط، مثل مرض اللسان الأزرق الذي يصيب قطعان الماشية والأغنام والإبل، وينتقل عن طريق لدغات حشرة العثة الصغيرة. وهذا ما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن ظاهرة الإحماء العالمي، ستؤدي إلى زيادة هائلة في معدلات انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات إلى بريطانيا، وشمال أوروبا، مثل حشرة القراض التي تنقل مرض التهاب الدماغ، ومرض اللايم، أو ذبابة الرمل التي تنقل مرض الليشماني.

وبخلاف الحشرات، سيؤدي الإحماء العالمي إلى توفر ظروف أكثر ملاءمة لانتشار الميكروبات التي لا تحتاج إلى حشرات لانتقالها من مكان إلى آخر، أو من شخص إلى آخر. ومما يزيد الموقف تعقيداً، إدراك العلماء للنقص الحاد في حجم الدراسات والأبحاث التي توجه للقياس والتنبؤ بالتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الصحة الدولية. وإن كان الجميع يتفقون على أنه في عالم سيزداد غالباً تعداد سكانه بمقدار ثلاثة مليارات شخص خلال النصف الثاني من القرن الحالي، ستؤدي التغيرات المناخية إلى تأثيرات صحية شديدة الوطأة على غالبية سكان الكوكب خلال العقود القليلة القادمة، مما سيضع صحة وحياة المليارات من البشر في خطر داهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"