خطر “سارس” في عدم اكتشاف علاج له

00:24 صباحا
قراءة 4 دقائق

د. جورج خياط: رأس الغموض في الالتهابات الرئوية

الالتهاب الرئوي كغيره من الأمراض يتسلل إلى الأجسام غير عابئ بحالها وأعمارها، يحلّ ضيفاً ثقيلاً تقتله المضادات الحيوية اذا كانت أسبابه بكتيرية، ويعشعش في الرئة دون رحمة بانتظار طرده من الجسم وفق مناعة ومقاومة المريض اذا كانت أسبابه فيروسية. وهنا يكون الصراع بأوجّه، فإما أن تدمّر مناعة الجسم هذا الفيروس الغامض المسمى سارس وإما أن تدمره هي فتحيله إلى عداد الأموات.

وما بين الالتهاب الرئوي والالتهاب الرئوي الغامض سارس يبقى الطب متابعاً لأبحاثه علّه يجد لقاحاً أو علاجاً يقي الناس شر بلاه.وللاطلاع على تفاصيل هذا المرض المنتشر التقت الصحة والطب الطبيب جورج خياط الأخصائي بأمراض الرئة وسألته:

ما الالتهاب الرئوي وما أسبابه؟

بداية، يجب أن نوضح ما الالتهاب بشكل عام، حتى يتسنى للناس معرفته أكثر وعدم الهلع منه. فالالتهاب هو كل ردة فعل تحصل في الجسم تجاه أي أمر قد يهاجمه.

أما بالنسبة إلى الالتهاب الرئوي، فهو التهاب حاد يصيب إحدى الرئتين أو الرئتين معاً، ويكون سببه اما بكتيري أو فيروسي أو فطري. وهناك حالات قليلة تحدث نتيجة حساسية أو استنشاق مواد كيميائية مهيجة.

أي من هذه الأنواع الأكثر شيوعاً؟

يعتبر الالتهاب البكتيري الأكثر شيوعاً فهو يصيب كل الفئات، بينما يعتبر الالتهاب الفطري نادر الحدوث وقد يظهر عند المرضى الضعيفين أو عديمي المناعة مثل مرضى الايدز، المدخنين.

أما الالتهاب الرئوي الفيروسي، فهناك أنوع منه، منها ما يكون شديد الانتشار ومنها ما هو أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي الغامض المعروف ب سارس (Sars).

وما هذا سارس الذي يوصف بالغموض؟

الالتهاب الرئوي المعروف ب سارس هو أحد الفيروسات من مجموعة كورونا فايروس التي تؤدي إلى التهابات خطرة في الجهاز التنفسي.

وفي ظهوره المفاجئ والضجة التي أثيرت حوله يكمن السبب الرئيسي في تميزه عن غيره من الفيروسات خصوصاً انه لم يتم حتى الآن اكتشاف لقاحات تقي الاصابة به أو علاجات تخفف من حدة عوارضه، فالشفاء منه نسبي، يعود إلى مناعة جسم المريض وتفاعله مع هذا الفيروس الذي قد يؤدي إلى الشفاء الكامل منه أو إلى الموت البطيء.

وهل صحيح أن انتشاره ارتبط نوعاً ما بحركة السفر العالمية؟

نعم، لهذا المرض ارتباط وثيق بحركة السفر العالمية، ذلك ان عدداً ليس بقليل من المرضى تمّ انتقال العدوى إليهم بسبب عدم معرفة المصاب بحمله للفيروس، وبالتالي، فإن احتمال الاصابة والانتشار يكون في ترحال هذا المسافر وحمله للفيروس من بلد إلى آخر. هذا طبعاً اضافة إلى انتقال العدوى إلى طاقم الطائرات والعاملين الصحيين الذين قاموا بالكشف على المرض وتقديم الرعاية الصحية لهم وذلك يعود اما إلى الأمكنة المغلقة في الطائرات والتي تساعد على انتشار الفيروس، وبالتالي إلى زيادة عدد المصابين به.

كيف يتم انتقال الالتهاب الرئوي وهل هو معدٍ؟

ان فرصة نقل العدوى للالتهاب الرئوي البكتيري ضعيفة اجمالاً، فيما فرصة العدوى بالالتهاب الرئوي الفيروسي عالية أكثر. اذ ينتشر المرض باستنشاق الهواء الملوث بالجراثيم من عطاس أو سعال شخص مصاب أو من استعمال أدوات المائدة الخاصة به.

ما أعراض الالتهاب الرئوي؟

الأعراض كثيرة وتختلف من شخص إلى آخر نذكر منها:

ارتفاع في درجة الحرارة، صعوبة في التنفس وهي تكون اما في زيادة عدد مرات التنفس عن المعدل الطبيعي واما بشعور المريض بصعوبة أو بثقل في صدره، السعال، ألم في الصدر، صداع، ألم في العضلات، وأعراض أخرى مثل القيء والشعور بالبرودة.

وكيف يتم التشخيص؟

يتم التشخيص بأخذ تاريخ المرض والفحص السريري للمريض، الا ان الفحص المؤكد للتشخيص يكمن في تصوير الصدر بأشعة إكس، حيث يتأكد مكان الالتهاب ونوعه. وفي حال الحاجة إلى توضيح نوع الجرثومة، يطلب من المريض اجراء فحص لإفرازات الجهاز التنفسي بطريقة متطورة لتحديد نوع الجرثومة والمضاد الحيوي المناسب لها.

هل من خصوصية في عوارض سارس؟

لا، خصوصية لعوارض سارس عن أي عوارض تتأتى عن أي التهاب فيروسي آخر، العوارض نفسها، والفرق يكمن بتطور وتفاعل الجسم مع هذا الفيروس اللئيم، فكلما قاوم الجسم وتفاعل كانت فرصة نجاته مؤكدة، وكلما ضعفت قوته ومقاومته سيطر عليه المرض وغلَبَه.

وما فترة حضانة المرض؟

تتراوح حضانة هذا المرض ما بين أربعة وعشرة أيام يعيش خلالها المصاب حياته طبيعياً، لكن فور ظهور العوارض لا بد من زيارة الطبيب والبدء بالعلاج.

ما العلاج المتّبع في حالة الالتهاب الرئوي؟

تساعد المضادات الحيوية على سرعة الشفاء من الالتهاب الرئوي البكتيري مع الاشارة إلى وجوب التقيّد بتعليمات الطبيب وإكمال فترة العلاج المقررة منعاً لحدوث الانتكاسات والمضاعفات في المستقبل.

أما في حال الالتهاب الرئوي الفيروسي أو ما يعرف ب(سارس) فالعلاج يتطلب تقوية جهاز المناعة لدى المصاب مع الاشارة لحاجة بعض هؤلاء المصابين لاستعمال مضادات الفيروسات التي تعطى في حالات الاصابة الشديدة أو للذين يعانون من نقص في المناعة.

هل من طرق للوقاية من الاصابة بمرض الالتهاب الرئوي؟

للأسف، لا يوجد حتى الآن لقاح ضد هذا المرض. تبقى الوقاية خير من قنطار علاج ونركز فيها على: الامتناع عن التدخين، التغذية الجيدة والرياضة.

من هم الأكثر عرضة للاصابة بمرض الالتهاب الرئوي؟

الالتهاب الرئوي عدوى تصيب كل الفئات العمرية خصوصاً كبار السن، كما يصيب الأطفال الصغار وممن يعانون اضطرابات صحية خطيرة من أمراض القلب والسكري وأنواع من السرطانات وغيرها من الأمراض الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"