عادي

4 دروس من أسبوع السوق الجامح

06:13 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد العريان

سيذكر الكثير من المستثمرين تقلبات الأسبوع الماضي (ويوم الأربعاء على وجه الخصوص) بوصفها أمراً استثنائياً، مثيراً، ومخيفاً ومستنزفاً . فقد أثرت التحركات الجامحة على حدّ سواء في أسعار الأسهم (بما فيها تأرجح بقيمة 600 نقطة في متوسط "داو جونز" الصناعي في نصف ساعة فقط)، كما في سندات الخزانة الأمريكية التي هي في العادة أكثر استقراراً وثباتاً .
ومع ذلك فإن أهمية وتبعات التقلبات المتطرّفة التي شهدها السوق في الأسبوع تمتد لما هو أبعد من المستثمرين والتجار، لتشمل آفاق الاقتصادات بشكل عام، وتشير الدروس المرتبطة أيضاً إلى أنه، وبالتطلع نحو المستقبل، فإن هذه التقلبات السوقية ربما لا تثبت تلك الاستثنائية المفترضة .
وتجدر الإشارة هنا إلى أربعة دروس يمكن استخلاصها من الأسبوع الماضي:
1- إن حدوث خلخلة شديدة في الأسواق، سواء في اتجاه الصعود أو الهبوط، قد لا تستغرق الكثير:
من الصعب أن نشير إلى سبب واحد للسقوط المروّع في الأسهم يوم الأربعاء، والارتفاع المذهل في أسعار السندات الحكومية، وبدلاً من ذلك، فقد أدت مجموعة من الأحداث الصغيرة إلى نقطة حرجة، آخذة الكثير في السوق (وخارجها) على حين غرة .
بينما نسبت الارتدادات المثيرة للإعجاب التي حدثت في السوق تالياً في يوم الجمعة، إلى عامل واحد فقط - كلمات مطمئنة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي تفيد بأنهم سيحافظون على سياسات نقدية استيعابية عالية - ويبدو هذا كأنما هو تضييق لما يحدث على نطاق أوسع في الاقتصاد العالمي .
2- تبدو السيولة بعيدة المنال في حين يحتاج إليها معظم المتعاملين، وذلك حتى فيما يتعلق بالأعمق في جميع الأسواق:
يمكن أن يعزى الكثير من الحركة المتشنجة والمتطرفة في السعر لافتقار الأسواق إلى السيولة .
فقد ولت الأيام التي كان فيها باستطاعة السماسرة والمضاربين الحد من التقلبات الإرباكية، عن طريق الاحتفاظ بالمراكز غير المرغوبة ولكن الضرورية كذلك في موازناتهم العمومية، بدلاً من الانضمام إلى الآخرين في إلقاء اللوم عليها .
والأسواق اليوم لديها مقدرة ضعيفة على اتخاذ إجراءات مضادة لاستيعاب هذه المخاطر . وينخرط قطاع كبير من المجتمع الاستثماري في تبادلات مزدحمة توفّر عزاء جماعياً مفرطاً عندما تكون الأمور جيدة، ولكنها تبدو مثل "مصيدة الحشرات" عندما ينحسر المد .
3- وضع السوق والمخاطرة المرتبطة بها ليست بديلاً عن الأسس الصلبة:
تم رفع الأسعار في قطاعات معينة في السوق إلى المستويات التي أصبحت منفصلة عن أساسيات الاستثمار، مدفوعة بالمخاطرة التي كافأت المستثمرين مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة .
وبافتقارها إلى الركائز السليمة، أصبحت الأسواق حساسة بشكل مفرط للأخبار غير المتوقعة، مثل تفشي وباء "إيبولا"، أو، مع التأثير المعاكس بالضبط، إلى الاقتراحات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يبطئ خروجه من الجولة الثالثة من التيسير الكمي .
وعادة ما يتم تضخيم التقلبات الناتجة بصورة كبيرة، عبر الانتقاص من السيولة والتبادلات المزدحمة .
4- لا يملك مجلس الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن تلك القابلية الكبيرة للتقلبات المالية:
لم يستغرق الأمر طويلاً من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي للرد على تقلبات الأسبوع الماضي في محاولة منهم لتهدئة الأسواق .
جاءت الاستجابة في شكل الاقتراحات التي تقول إنه وباحتفاظه ببرنامجه الشهري لشراء السندات لفترة أطول قليلاً، فإنه يمكن للاحتياطي الفيدرالي أن يبطئ تراجعه عن السياسات النقدية التحفيزية للغاية؛ وقد كان لهذا وقع الموسيقى في آذان المستثمرين الذين كيفوا أوضاعهم الآن على الاعتماد إلى حد كبير على دعم الاحتياطي الفيدرالي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"