موسكو تسعى لتثبيت الهدنة على وقع القتال في كاراباخ

تواصل القتال والعمليات العسكرية بين الجيش الأذربيجاني والقوات الأرمينية في إقليم ناجورنو كاراباخ، الأربعاء، مع استمرار انهيار الهدنة التي أعلنت يوم الأحد الماضي؛ لكنها انتهكت منذ لحظاتها الأولى، وأعلنت قوات الإقليم أنها أسقطت مُسيّـرة أذرية؛ لكن باكو نفت ذلك، فيما اعتبر رئيس الوزراء الأرميني، أنه لا يوجد «حلّ دبلوماسي» في النزاع مع أذربيجان حول إقليم ناجورنو كاراباخ، ودعا مواطنيه للتطوع على الجبهة، في حين عقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو اجتماعين منفصلين مع نظيريه الأرمني، والأذربيجاني؛ لبحث قضايا ملحة مرتبطة بتنفيذ اتفاقي وقف إطلاق النار اللذين أقرا من قبل، وإيجاد الظروف اللازمة؛ لتسوية دائمة للنزاع في كاراباخ.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، الأربعاء، أن قوات إقليم ناجورنو كاراباخ أسقطت طائرة مُسيّـرة أذربيجانية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، عن قصف أرميني على مناطق مدنية في مدينة تارتار وقرى مجاورة لها صباح أمس.
وأعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، في تصريح مسجل بث عبر صفحته في «فيسبوك»، إن «الشعب الأرميني لن يستطيع التوصل إلى حل مقبول له لنزاع كاراباخ إلا بالسلاح»، مضيفاً: «علينا الإدراك أن قضية كاراباخ، في المرحلة الحالية على الأقل، لا يمكن حلها دبلوماسياً». ولفت باشينيان إلى أن أذربيجان ترفض اقتراحات الجانب الأرميني لتسوية النزاع على أساس حلول وسط متبادلة، ولا تقبل أي حلول سوى استسلام جمهورية كاراباخ (المعلنة ذاتياً والمدعومة من أرمينيا). وشدد على أن موقف بلاده ثابت ولا يشكل موضع نقاش منذ أوائل التسعينات؛ وهو يقضي بأنه «لا أرمينيا بدون أرتساخ» (الاسم الأرميني لمنطقة كاراباخ). وتابع: تكمن قضيتنا في مواصلة الصراع حتى النهاية وبالكامل من أجل حقوق شعبنا، مهما كان سيحصل في المستقبل. ودعا المسؤول جميع مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية إلى تنظيم وحدات متطوعين؛ لقتال إلى جانب المقاتلين في ناجورنو كاراباخ ضد أذربيجان. وتطرق باشينيان إلى المستجدات الميدانية في كاراباخ، مقراً بأن الوضع معقد، والأعمال القتالية تتواصل في جنوب المنطقة المتنازع عليها. 
 من جانبه، قال مكتب رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان  إنه توجه إلى بروكسل؛ لبحث الصراع في إقليم ناجورنو كاراباخ مع حلف شمال الأطلسي ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي. وأضاف: إن ساركيسيان سيلتقي خلال الزيارة بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إلى جانب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. كما تابع أن أرمينيا تنتظر من قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي فعل كل ما هو ممكن؛ لوقف القتال وإحياء اتفاق لوقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الروسية في بيان مقتضب، أن المفاوضات التي أجراها لافروف مع نظيريه الأرميني زغراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بيراموف تناولت المسائل الملحة المتعلقة بتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً بشأن وقف إطلاق النار في منطقة نزاع كاراباخ وتهيئة الظروف الملائمة؛ لتسويته على أساس مستدام. وأكدت الوزارة أن الاجتماعين عقدا تطويراً للاتصالات الهاتفية التي أجراها مؤخراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. واتفقت أرمينيا وأذربيجان، في مشاورات استضافتها موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري، على إعلان هدنة إنسانية في كاراباخ، إلا أن طرفي النزاع شرعا في تبادل الاتهامات بخرق نظام وقف إطلاق النار منذ أولى دقائق سريان الهدنة.
(وكالات)