عادي

نادي تراث الإمارات ينظم ندوة عن دور التراث في بناء الدولة

15:32 مساء
قراءة 4 دقائق
نادي تراث الإمارات

نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، الأحد، ندوة بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، جاءت بعنوان «التراث ودوره في بناء دولة الاتحاد وتعزيز رؤيتها الحضارية»، تحدث فيها محمد سعيد الظنحاني مدير الديوان الأميري بحكومة الفجيرة نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والباحث في التراث جمعة خليفة بن ثالث، وإسماعيل الحمادي مدير إدارة التراث المادي بوزارة الثقافة والشباب، وأدارها الدكتور محمد فاتح زغل الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث.
واستهلت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث الندوة بكلمة افتتاحية أكدت فيها أن التراث كان حاضراً دائماً في المشهد الوطني، وقالت إنه بعد مرور 49 عاماً يمكننا القول إن تجربة دولة الإمارات نجحت في تحقيق التوازن الخلاق بالجمع بين الأصالة والمعاصرة في صيغة فريدة ميزت الإمارات، وهو توازن صنعته حكمة الآباء المؤسسين ووعي القيادة الرشيدة بطبيعة الدولة وأدوارها المأمولة، وأشارت إلى أن الندوة تجيء من أجل تسليط الضوء على دور التراث في بناء الدولة وبيان الجهود الرسمية التي بذلتها القيادة السياسية للدولة من أجل الاهتمام بالتراث، وذلك إيمانًا منها بأهميته في الحفاظ على الهوية الوطنية.
فيما تناول المتحدثون محور الندوة المتمثل في التراث في فكر الشيخ زايد والآباء المؤسسين، وتجليات هذا التراث في بناء الدولة وتأسيس الاتحاد بوصفه رصيداً حضارياً للدولة.
وأكد محمد سعيد الظنحاني أن التراث هو المرآة الحقيقية التي تعكس تاريخ وثقافة الشعوب، مؤكداً أن الإمارات قبل قيام الاتحاد ظل يجمعها تراث موحد وثقافة واحدة ومحبة متبادلة، وهو ما بنى عليه الشيخ زايد والآباء المؤسسون من أجل لمّ شمل الإمارات في دولة واحدة، حيث كان هذا التراث المشترك من العوامل المهمة التي سهلت قيام الاتحاد، كما نوّه إلى أن المغفور له الشيخ زايد والآباء المؤسسين كانوا ملتزمين ومتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم، وزرعوا هذا التوجه لدى الأجيال اللاحقة.
ودعا الظنحاني إلى دور مؤسسي أكبر من أجل تنظيم وحفظ التراث، لاسيما الشفوي الذي قال إنه لايزال بحاجة إلى عناية لجمعه، كما دعا إلى إيصال تراث الدولة إلى العالم بأن تتبنى وزارة الثقافة جمع المؤسسات ذات الصلة في الدولة تحت مظلة اتحادية تقوم بتنظيمها ودعمها بحيث تكون هذه المظلة هي الجسر الذي يوصل التراث إلى المنظمات العالمية والمشاركات الخارجية لإبرازه. كما دعا المؤسسات والهيئات التراثية إلى البحث عن المهتمين بالتراث من كبار المواطنين أو الشباب الطامحين إلى لعب دور في المحافظة على التراث.
أما الدكتور عبد العزيز المسلم، فأكد أنه لولا وجود الشيخ زايد «طيب الله ثراه» لما كانت للتراث هذه القيمة الاجتماعية والثقافية الموجودة الآن، وقال إنه حافظ على ثلاثة أشياء رئيسية حافظت بدورها على تراث الدولة، حيث حافظ على الشعر الذي يمثل حافظة الأدب الشعبي الإماراتي من حكايات وأمثال ولهجة وأسماء وأماكن وتاريخ، كما حافظ على الإبل، وحافظ على الهيئة التراثية للإماراتي.
كما أشار المسلم إلى الانعكاسات التي حدثت من التراث على الشكل المعماري للدولة، بجانب اهتمام الشيخ زايد بالتشجير والزراعة الذي جاء من باب تراثي أيضاً حيث اهتم بالغاف والنخل باعتبارها أشجار الدولة، وقال إن اهتمامه بالتراث انعكس مستقبلاً على البيئة والثروات الطبيعية، حيث خلق منظومة كاملة من التطور العصري إلا أنه دخل إليها من باب التراث.
فيما أبان جمعة خليفة بن ثالث أن الشيخ زايد باهتمامه بعناصر التراث فتح باب رزق للكثيرين، لاسيما تشجيعه على المحافظة على رياضات الهجن والخيل والصيد بالصقور والسباقات البحرية وغيرها.
وأشار إلى أن المغفور له كانت لديه نظرة بعيدة في الحفاظ على التراث حتى وصلنا اليوم إلى أن تكون الإمارات هي الدولة الأولى تقريباً على مستوى الخليج في المحافظة على التراث. ودعا إلى التمسك بالتراث وحث الأبناء على الاهتمام به، متمنياً أن يصبح التراث جزءاً من المنهج الدراسي للطلاب.
أما إسماعيل الحمادي فأشار إلى أن التراث بالمفهوم الشامل يتضمن التراث المعنوي والآثار والتراث الطبيعي والتراث المغمور بالمياه والتراث الحديث. وأشار إلى أن العام 2019 شهد الاحتفال بمرور 60 عاماً على الآثار في دولة الإمارات، حيث جاءت في أواخر الخمسينات البعثة الدنماركية إلى أبوظبي واكتشفت موقع أم النار، لكن الشيخ زايد بنظرته المستقبلية وجه البعثة لعمل مسوحات بمدينة العين، ومن ثم وجه بعد ذلك بإنشاء متحف العين الوطني في عام 1969، حيث كان المتحف الوطني الوحيد في الإمارات الذي يحوي المقتنيات التراثية والأثرية التي تم اكتشافها في تلك الفترة.
وعرّج الحمادي على إصدار الشيخ زايد في عام 1970 قانون الآثار لإمارة أبوظبي وهو ما دل على وعيه المبكر بأهمية الآثار، ثم بعد الاتحاد تم توقيع اتفاقية تعاون مع الجمهورية العراقية لإرسال فرق بحث وتنقيب عملت في جميع أنحاء الدولة.
وفي اتجاه آخر أشار الحمادي إلى أن لوزارة الثقافة دوراً مهماً في حفظ التراث، وقال إنه من منطلق حرصها عليه أسست مجلس التراث ويضم الإدارات المحلية ويركز على المشاريع التراثية المشتركة بين هذه الجهات.
وفي ختام الندوة التي حظيت بحضور نوعي من الباحثين والمهتمين والإعلاميين، أكدت فاطمة المنصوري خلاصة الندوة بأن التراث شكّل حجر الزاوية لقيام الاتحاد، حيث كان الشعب متحداً سلفاً تحت مظلة هذا التراث المشترك. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"