عادي

عودة إلى الماضي.. محاولة تحديد مصدر «كوفيد-19»

22:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1

باريس - أ ف ب
تمر مكافحة كوفيد-19 بالتطلع إلى المستقبل عبر التوصل إلى لقاحات، لكن أيضاً عبر العودة إلى الماضي من أجل تحديد مصدر هذا المرض الذي ظهر قبل سنة في الصين، في عملية دقيقة وصعبة.

متى ظهر «كوفيد-19»؟
لا يمكن جزم هذا الأمر بدقة. كل ما نعرفه هو أن الحالات الأولى رصدت في مدينة ووهان الصينية قبل عام، ثم انتشر الفيروس في آسيا فالعالم. وتقول منظمة الصحة العالمية على موقعها «نعتقد أن الحالات الأولى في ووهان تعود إلى مطلع كانون الأول/ديسمبر العام 2019».
وأضافت «لكن المكان الذي رصد فيه الوباء أولاً ليس بالضرورة بؤرة الفيروس»، موضحة أنه «ليس من المستبعد أن يكون الفيروس تفشى في مكان آخر من دون أن يرصد».
وفي الأشهر الماضية، أكد باحثون في دول عدة أنه كان هناك حالات قبل كانون الأول/ديسمبر 2019، لكنها لم ترصد مستندين في ذلك إلى تحاليل لمياه الصرف الصحي وفحوص لعينات دم أجريت لاحقاً.
لكن هذه المعلومات «غير مؤكدة بعد» على قول اتيان سيمون-لوريار المسؤول عن وحدة تطور الفيروسات في معهد باستور في باريس.
ولوضع الخارطة الجينية للفيروس يستند الباحثون إلى علم الوراثة. وتقول منظمة الصحة إن هذه التحاليل «تسمح بفهم طرق انتقال العدوى بشكل أفضل خصوصاً طريقة تطور الفيروس مع الوقت وكيف يمكن لعدة بؤر أن تكون مرتبطة ببعضها البعض».
وشكلت منظمة الصحة فريقاً دولياً كلف بالعودة إلى جذور الفيروس. ويتعين على الفريق دراسة الحيوانات المشبوهة والطريقة التي انتقلت بها العدوى إلى أول المصابين.

كيف ولد الفيروس؟
أجمع العلماء على أن الفيروس انتقل إلى الإنسان من حيوان. وصرح سيمون-لوريار «السؤال الغامض هو ما الذي دفع الفيروس للانتقال من الحيوان إلى الإنسان».
وأضاف أنه يرجح أن تكون الخفافيش وراء انتشار كوفيد-19 «إذ تعد الخزان الرئيسي لفيروسات كورونا». ويبقى اكتشاف المضيف الوسيط بما أنه من المستبعد أن يكون كوفيد-19 انتقل مباشرة من الخفافيش إلى الإنسان.
ورجح أن يكون البانغولين (آكل النمل) المضيف الوسيط استناداً إلى تحاليل جينية، لكن هذا الأمر غير مؤكد بعد.
ومهمة منظمة الصحة ترمي لتوضيح هذه النقطة من خلال دراسة الحيوانات الأخرى التي كانت تباع في سوق هونان في مدينة يوهان التي ظهرت فيها أولى الحالات.
وأضاف سيمون-لوريار «يجوز أن يكون الوسيط حيواناً يلتقط الفيروس بطريقة قريبة جداً لأسلوب التقاط الإنسان له».
واللاقط ليس سوى بروتينة «آي سي إي2» التي يستخدمها الفيروس للتسلل إلى الخلايا، لكن لحيوانات المينك والنمس لواقط تعد قريبة جداً من البشر، وهذا أمر لا ينطبق على الحيوانات الأخرى.
لكن هذا لا يعني أننا وجدنا الجواب الشافي. وتقول منظمة الصحة إن «انتشار فيروس جديد بين البشر أحد أكبر الألغاز التي يمكن لخبير أوبئة فكه». ويضيف سيمون-لوريار «إنها عملية بحث عن خيوط غير محسومة النتائج. ولم نتمكن حتى الآن من فك شيفرة وباء إيبولا».

لماذا معرفة مصدر الفيروس مهمة؟
أعلنت منظمة الصحة أن «كشف سبب تفشي وباء هو أمر أساسي لتفادي انتشار فيروسات أخرى بين البشر». ويقول سيمون-لوريار إن الهدف «اتخاذ تدابير لتجنب ظهور أنواع جديدة من فيروس كورونا أكثر تطوراً».
وترمي هذه التدابير «إلى تغيير أساليبنا في الاتصال مع الحيوانات التي قد تتسبب بنقل فيروسات جديدة» من خلال حظر تربية أنواع معينة مثلاً. ولدى تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد في 2002 ساهم حظر تناول أنواع محددة من الحيوانات ووقف تربيتها في منع انتقال الفيروس إلى الإنسان.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"