الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
يَعتبر كثيرون أن 2020 عام الكوارث والنوائب بامتياز، حيث لم يسلم منها بشرٌ أو حجر، ابتداءً بجائحة كورونا التي غيَّرت شكل العالم بالكامل، وخلَّفت آثاراً مدمّرةً على مختلف الصعد، مروراً بالكوارث الطبيعية من حرائق وفيضانات، وزلازل وبراكين، فضلاً عن الحوادث التي كانت من صنع البشر أنفسهم، والتي وقعت في بلدان مختلفة حول العالم، وراح ضحيّتها أناسٌ أبرياء، وقد شهدت مجمل هذه الكوارث والأحداث تفاعلاً كبيراً من جانب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ما يسمى بـ«الوسم»، فما أكثر الأحداث تفاعلاً خلال هذا العام المضطرب؟. تنوعت المواضيع التي لاقت تفاعلاً كبيراً من قبل مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما موقع التدوينات القصيرة «تويتر» الذي شهد أكبر نسبة تفاعل، ومن بين تلك المواضيع، جائحة «كوفيد 19» التي كان لها حصة الأسد من الانتشار، تلتها حادثة مقتل رجل أمريكي من أصول إفريقية على يد شرطي بطريقة مفجعة، كما كان للانتخابات الأمريكية نصيب وافر من الاهتمام، وما أعقبها من تصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وغيرها الكثير.
«كوفيد 19»
كان من البديهي أن تنال أزمة فيروس كورونا الحيّز الأكبر من اهتمام الناس حول العالم، حيث تركت هذه الأزمة ندوباً إنسانية، صحية، اقتصادية وسياسية على خارطة البشرية، وخلّفت آثاراً مدمّرةً ستظهر نتائجها بشكل أوضح لاحقاً، وقد تسببت الجائحة إلى جانب الخسائر البشرية الكبيرة، في فقدان الاستقرار في عديد دول العالم، لا سيما تلك التي تعتبر اقتصاداتها هشّةً بالأساس، وعليه اجتاح وسم «كوفيد 19» مواقع التواصل الاجتماعي، وحلَّ أولاً في عام 2020، ففي تويتر وحده، استُخدم الوسم لأكثر من 400 مليون مرة بحسب القائمين على الموقع؛ وجاء وسم «لازم المنزل»، وهو الآخر مرتبط بالجائحة؛ في المركز الثالث من حيث التداول.
حياة السود مهمة
في الخامس والعشرين من مايو/أيار 2020، تصدرت المشهدَ من جديد حركةُ «حياة السود مهمة» الناشطة في مجال مكافحة العنف والتمييز ضد العرق الأسود، والتي نشأت في المجتمع الأمريكي الإفريقي منتصف عام 2013، وذلك عقب حادثة مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد؛ على يد شرطي في «مينيابوليس» بطريقة وحشية أثارت غضباً عارماً داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء وسم «حياة السود مهمة» في المرتبة الثانية من حيث التداول، وأعاد نشره مئات ملايين مستخدمي وسائل التواصل حول العالم؛ خصوصاً موقع تويتر.
الانتخابات الأمريكية
كان للانتخابات التي جرت في مختلف بلدان العالم خلال 2020، في مقدمتها الانتخابات الأمريكية، حيّز واسع من الاهتمام في مواقع التواصل؛ لما تشكله الانتخابات من أهمية كبرى في تحديد شكل ومصير الدول والشعوب خلال مرحلة جديدة مقبلة، وقد أفاد موقع تويتر على سبيل المثال، بأن «أكثر من 700 مليون تغريدة متعلقة بالانتخابات نُشرت خلال 2020»، أما أكثر الشخصيات التي تم التغريد حولها هذا العام؛ فكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كما كان لدونالد ترامب نصيبٌ منها من خلال تصريحاته الغريبة حول نتائج الانتخابات الرئاسية.
بوسمان وبراينت
شهدت أحداث أخرى متفرقة نسب تداول كبيرة جداً؛ من بينها وفاة الممثل الأمريكي تشاوديك بوسمان الذي اشتهر بأداء دور البطولة في فيلم «بلاك بانثر»؛ حيث حصلت التغريدة التي نشرتها عائلته من حسابه الخاص على 7.5 مليون علامة إعجاب، وهي أعلى حصيلة على الإطلاق منذ انطلاق موقع تويتر؛ فضلاً عن إعادة نشر التغريدة لأكثر من مليوني مرة؛ أما التغريدة التي نشرها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن مصرع لاعب كرة السلة الأمريكي كوبي براينت في حادث مفجع؛ فحصدت نحو 4 ملايين علامة إعجاب.
