عادي

الإنسـان ركيـزة البنيـان

23:02 مساء
قراءة 6 دقائق
1
1

استضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يوم الثلاثاء 01 سبتمبر/ أيلول 2020، عدداً من الكوادر التعليمية والطلبة خلال يومهم الدراسي عن بعد، وذلك على هامش ترؤسه اجتماعاً لمجلس الوزراء في قصر الوطن بأبوظبي.

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن التقدم والتطورات المتلاحقة التي تشهدها دولة الإمارات منذ تأسيسها وحتى الآن قامت على العلم وسوف تستمر بالعلم الذي يعد ضمانة لمستقبل مشرق للأجيال الحالية والمستقبلية، حيث قال سموه: «من مقاعد الدراسة نؤسس ركيزة لبنيان مستقبل دولتنا والتعليم لن يتوقف سواء من المنزل أو المدرسة».

كما أكد سموه أن التعليم في الإمارات لطالما كان أولوية قصوى تسخر الجهود من أجلها وسط حرص دائم على تطوير المنظومة التعليمية ورفدها بعوامل النجاح والتقدم رغماً عن كل الظروف حتى أصبح لدى الإمارات نظام تعليمي قوي وقادر على الاستمرار بلا توقف في أصعب الظروف، حيث قال سموه: «سيظل التعليم أولوية وغاية نسخر له ومن أجله كل الجهود، وستظل عجلته مستمرة ولن تتوقف سواء من المنزل أو المدرسة لأنه المستقبل».

وأضاف سموه: «استثمرنا في التعليم أعواما عديدة وأثبتت منظومتنا نجاحها وقوتها وجاهزيتها في أصعب الظروف وسنعمل لرفع قدرتها لمستويات أكثر تطوراً وابتكاراً».

وتوجه سموه بكلمة للمشاركين في الاجتماع من طلبة ومعلمين وأولياء الأمور، حيث قال: «لولي الأمر نقول من عزيمتك نحن نتقدم ونبني الوطن، وللمعلم نقول من عملك وإخلاصك نصنع المجد، وللطالب نقول من حلمك وصفك ننطلق للمستقبل».

«المدرسة الرقمية» 

وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المدرسة الرقمية، أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومُعتمَدة، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية، ومن أي بلد في العالم، مستهدفةً بالدرجة الأولى الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم، حيث تقدم المدرسة الرقمية، التي تستهدف أكثر من مليون طالب في السنوات الخمس الأولى، منهاجاً تعليمياً عصرياً، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يعزز من قدرات الطلاب على التعلّم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.

كما دشّن سموه «تحالف مستقبل التعلُّم الرقمي» من أجل حشد كافة الخبرات التخصصية، في قطاع التعليم والتكنولوجيا، لدعم وتطوير التعلّم الرقمي والإشراف على تأسيس وتطوير المدرسة الرقمية.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «هدفنا توفير أعلى جودة تعليمية بأفضل طريقة ممكنة لجميع الطلاب وخاصة في مناطق اللجوء والنزاعات والمجتمعات الأقل حظاً»، مؤكداً سموه أن: «التعليم الرقمي هو تعليم المستقبل ومستقبل التعليم، ونريد أن نكون في قلب التغيرات الجديدة في هذا المجال». ولفت سموه: «التعليم الرقمي هو أقصر مسافة بين واقعنا التعليمي العربي وطموحاتنا المعرفية لأجيالنا العربية»، مضيفاً سموه: «دعمنا لبناء المنصات التعليمية هو استثمار في الإنسان ومعرفته ومستقبله».

وأشار سموه إلى أن «تحالف مستقبل التعلّم الرقمي سيسهم في توحيد الجهود العالمية في مجال التعليم الرقمي لتحقيق تقدم حقيقي فيه».

جاء ذلك خلال احتفالية خاصة نظمتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في أبراج الإمارات، في دبي، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.

وأعقب الاحتفالية التي حضرها محمد عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل مشروع المدرسة الرقمية وتحالف مستقبل التعلّم الرقمي، بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.

توظيف الذكاء الاصطناعي

توفر المدرسة الرقمية نموذجاً تعليمياً متقدماً يتجاوز المناهج الدراسية التقليدية، ويوظّف الذكاء الاصطناعي من خلال توفير خطة تعلّم شخصية ذكية لكل طالب وأنشطته وتفاعله بناءً على أنظمة تحليل البيانات، وتخصيص عملية التعلّم وفقاً لأداء ومهارات كل طالب على حدة، مع الاستفادة من المعلّم الرقمي لدعم الطالب في خطته للتعلم ومتابعة تحصيله، إضافة إلى توفير آلية تقييم شامل 360 درجة، وبشكل مستمر ضمن مراحل التعلّم.

وتتضمن مناهج المدرسة الرقمية دروساً ومواد تعليمية رقمية في مواد الرياضيات، والعلوم، واللغة العربية، والحاسوب، واللغة الإنجليزية وغيرها، وستوفر جلسات الفصول الدراسية بطريقة افتراضية، تعتمد على التعلّم الذاتي والمحاكاة التفاعلية، والتعلّم القائم على الألعاب، وجميعها مدعومة بأنظمة تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، بما يعزز بيئة الإبداع والابتكار، ويواكب أحدث الاتجاهات والأساليب التربوية والتعليمية في القرن الحادي والعشرين

تحالف مستقبل التعلّم الرقمي

ويُعدّ «تحالف مستقبل التعلّم الرقمي» الذي دشّنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأول من نوعه في المنطقة والعالم. وإلى جانب دوره في دعم وتطوير التعلّم الرقمي والإشراف على تأسيس المدرسة الرقمية، سيعمل التحالف على تمكين المدارس الرقمية من إطلاق أحدث المبادرات والابتكارات في مجال التعليم، وتطوير آليات وممارسات وتقنيات التعليم الرقمي، ووضع المعايير وأدلة العمل لمستقبل التعليم الرقمي وخدماته.

ويضمّ التحالف في عضويته مجلس المستشارين، وهم نخبةٌ من المتخصصين في التعليم التقليدي والتعليم الرقمي من جامعات عالمية مثل جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد وجامعة نيويورك ومعهد ماساتشوستس للتقنية MIT، إضافة إلى مستشارين من مؤسسات ومنظمات غير ربحية مثل تحالف mEducation.. ويسهم هؤلاء المستشارون في وضع أسس المدرسة الرقمية، ورؤيتها، وأهدافها، واستراتيجيتها، إلى جانب تطوير الأفكار والرؤى.

الاستثمار في العنصر البشري

ويأتي إطلاق المدرسة الرقمية في هذا الوقت بعدما أسهمت جائحة فيروس كورونا المُستجَد «كوفيد-19» في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها التعليم اليوم، حيث تسبب الوباء العالمي في تعطّل العملية التعليمية في كثير من البلدان، واضطرار بعض المنظومات التعليمية التقليدية إلى إلغاء الفصل أو العام الدراسي الحالي.

وتضاف المدرسة الرقمية، كمبادرة حيوية، إلى الجهود العالمية للمحافظة على استمرارية التعليم في جميع الظروف، وبمعزل عن تداعيات تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، خصوصاً وأن كثيراً من المجتمعات حول العالم تواجه تحديات على صعيد منظومات التعليم التقليدية والرقمية على حد سواء، وهو ما يتجلى في نقص الموارد والإمكانات وصعوبة الحصول على تعليم جيّد، بسبب قلة عدد المدارس وارتفاع تكلفة بنائها والتناقص المستمر في عدد المعلمين، إلى جانب الصعوبة التي يواجهها ملايين الطلبة المحرومين أو اللاجئين الذين يعيشون في مناطق نائية أو معزولة في الوصول إلى المدارس، ما يؤثر سلباً في جودة التعليم ومخرجاته.

وتندرج المدرسة الرقمية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ضمن محور نشر التعليم والمعرفة الذي يشكل أحد أبرز قطاعات عمل المؤسسة في إطار رؤية تقوم على أهمية دعم العمل الثقافي والمعرفي والارتقاء بالمنظومات التعليمية في الوطن العربي وفي المجتمعات الأقل حظاً، من خلال عشرات البرامج والمشاريع والحملات التي تنفذها مختلف المؤسسات والمبادرات المنضوية تحت المؤسسة الأُم.

وستسهم المدرسة الرقمية في تمكين الطلبة اللاجئين أو الأقل حظاً وضمان توفير تعليم عالي الجودة، عبر توفير مواد دراسية وإثرائية رقمية توائم المناهج العربية والعالمية، وتتيح الفرصة للتفاعل بين المعلمين والطلاب عبر صفوف دراسية افتراضية، وتقدم في المستقبل شهادات معتمدة دولياً، تمكّن الطلاب من إكمال دراستهم الجامعية أو الحصول على وظائف في المؤسسات والشركات.

أبرز إنجازات 2020

- إطلاق مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية لبحوث الأمراض السائدة 

- برنامج لتطوير إمكانات معالجة الأمراض الوبائية 

- «دبي العطاء» تنضم إلى التحالف العالمي للتعليم من أجل الاستجابة للوباء 

- المشاركة في مبادرة «إنسانية ملهمة» لجمع أكثر من 110 ملايين درهم 

- حملة «التعليم دون انقطاع» لتمكين 40,000 طالب وطالبة من التعلم عن بعد

- «منصة مدرسة» تطلق حملة «كن واعياً» لتثقيف ملايين الأطفال العرب صحياً

- «اليونسكو» توصي بمنصة «مدرسة» كمصدر موثوق للمحتوى التعليمي بالعربية

- مشروع منصة مدرسة قدم في 1000 قرية نائية أجهزة لوحية لدعم التعلم عن بعد

- حزمة برامج شاملة خارجية ومحلية لدعم جهود مكافحة «كوفيد - 19»

- المشاركة في تنفيذ حملة «10 ملايين وجبة» في الإمارات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"