عادي

«كورونا» والأزمات المشتعلة تتصدر أجندة قمة الاتحاد الإفريقي الافتراضية

20:15 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أديس أبابا: «أ ف ب»
يبدأ الاتحاد الإفريقي، السبت، قمة تستمر يومين عبر اجتماعات بالفيديو، مخصصة لمكافحة وباء «كوفيد ـ 19» وإمدادات اللقاحات في القارة والأزمات العديدة التي طغى عليها فيروس كورونا.
وتنظم هذه القمة بشكل استثنائي عبر الإنترنت لتجنب أي عدوى، وتأتي بعد عام تماماً على اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا في مصر.
وفي ذلك الوقت أثار وصول الوباء إلى إفريقيا مخاوف من حدوث انفجار في الأنظمة الصحية الهشة في القارة، لكن هذا السيناريو المروّع لم يتحقق.
وما زالت إفريقيا بمنأى نسبياً عن كورونا حالياً، وسجل فيها 3,5% من الإصابات، و4% من الوفيات المسجلة رسمياً في جميع أنحاء العالم، حسب مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
لكن العديد من البلدان تواجه حالياً موجة ثانية مثيرة للقلق، وتكافح من أجل الحصول على اللقاحات، ويُظهر القادة الأفارقة مزيداً من الاستياء من السباق المحموم الحالي الذي لا يمكنهم التنافس فيه بمساواة.
وفي مقابلة مؤخراً، دان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، هيمنة «النزعة القومية» في مسألة اللقاحات و«الدول الغنية التي لها الأولوية، حتى إن بعضها يطلب أكثر مما يحتاج إليه».

حملات تلقيح

ومن المقرر أن تبدأ المناقشات المغلقة السبت، بكلمة لرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، بشأن الجهود الحالية للقارة في مواجهة الوباء، وسيتولى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي الرئاسة الدورية السنوية للمنظمة خلفاً له.
وسيتم التطرق إلى مسألة تمويل حملات التلقيح في القارة، على حد قول مدير وكالة الصحة العامة التابعة للاتحاد الإفريقي جون نكينجاسونج.
ولكن الرهان كبير، فبتحديد جرعتين لكل شخص، تحتاج إفريقيا إلى 1,5 مليار جرعة لتطعيم ستين بالمئة من سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، وتحقيق مناعة جماعية.
وستنشغل الدول الأعضاء بالانتخابات الداخلية للاتحاد الإفريقي أيضاً، وهي قضية مهمة لتحديد قدرتها على مواجهة الوباء، وتحديات القارة في مجالي الاقتصاد والأمن.
وفكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق، هو المرشح الوحيد لولاية جديدة على رأس المفوضية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في مذكرة مؤخراً، إنه سيتعين عليه الفوز بثلثي الأصوات وتجاوز الاتهامات التي يرفضها «بنشر ثقافة التحرش الجنسي والفساد والترهيب داخل المفوضية».

ملفات حساسة

وينظر العديد من الدبلوماسيين إلى النيجيري بانكولي أدييوي، على أنه المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مفوضية عليا تجمع بين الشؤون السياسية وإدارة السلام والأمن، لكن قواعد الاتحاد الإفريقي التي تفرض توزيع المناصب الرئيسية بين مختلف مناطق إفريقيا، يمكن أن تكذب هذه التوقعات.
وسيلعب الفائز في هذه الانتخابات دوراً مهماً إلى جانب فكي في محاولة حل العديد من الأزمات الداخلية في القارة التي يتهم الاتحاد الإفريقي بإهمالها.
فمجلس السلم والأمن مثلاً، بالكاد تناول النزاع بين الحكومة الكاميرونية والانفصاليين الناطقين بالإنجليزية، أو الصعود المقلق لمتشددين شمالي موزمبيق.
وتعد الأزمة في تيغراي التي هزت لمدة ثلاثة أشهر، إثيوبيا، مقر الاتحاد الإفريقي، واحدة من أكثر القضايا حساسية. ومع اندلاع القتال في هذه المنطقة الواقعة شمالي إثيوبيا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، دعا فكي إلى وقف الأعمال العدائية بين حكومة أديس أبابا والسلطات في تيغراي.
لكن رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام في 2019 آبي أحمد، رفض أي وساطة للاتحاد الإفريقي في عملية «فرض القانون» التي تقع تحت سيادة البلاد.
وتتزامن هذه القمة أيضاً مع إعلان الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن السياسة الدبلوماسية الجديدة للولايات المتحدة، موضحاً أنه يريد إعادة الاتصال بالمؤسسات المتعددة الأطراف مثل الاتحاد الإفريقي.
وتعهد بايدن في فيديو نشر، الجمعة، بأن تتبع إدارته «دبلوماسية طويلة الأمد بالاشتراك مع الاتحاد الإفريقي للتعامل مع الصراعات التي يسقط فيها ضحايا في القارة».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"