- أبوظبي - دبي: عدنان نجم وأنور داود
تباينت توجهات المقيمين والمواطنين لقضاء عطلة الربيع لعام 2021، مع تزايد الطلب على السياحة الداخلية في دولة الإمارات أكثر من السفر إلى الخارج؛ بسبب القيود التي لا تزال تفرضها الدول على حركة المسافرين الدولية؛ حيث تشير المؤشرات الأولية إلى تسجيل مستويات مرتفعة من الإشغال الفندقي على مستوى الدولة خلال موسم الربيع.
وبحسب مصادر في قطاع السياحة في الإمارات، فإن السوق الداخلي لا يزال يسهم بحصة مهمة من نزلاء الفنادق؛ بسبب القيود المفروضة على السفر في العديد من بلدان العالم، موضحين أن السياحة من الإمارات إلى الخارج لأغراض الترفيه محدودة في عدد من الوجهات المفتوحة والتي لا تفرض أي قيود أو حجر صحي.
وترجح المصادر أن تواصل السياحة الداخلية نشاطها في مختلف أنحاء الدولة خلال عطلة الربيع، بدلاً من السفر إلى الخارج، متوقعين أن تستقبل بعض الوجهات الدولية القريبة نسبياً بعضاً من السياحة الصادرة من الإمارات.
وأطلقت الإمارات استراتيجية السياحة الداخلية؛ لتطوير منظومة سياحية متكاملة وتنظيم السياحة المحلية بين إمارات الدولة السبع، بالتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي. وتعزيز دور قطاع السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني.
وكانت السياحة الداخلية، قد شهدت نشاطاً في عام 2019، بفضل حزمة من المشاريع والمبادرات الترويجية التي اجتذبت قطاعاً عريضاً من المجتمع الإماراتي. وقد بلغ حجم مساهمة السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني 41.2 مليار درهم، ما يعادل 11.2 مليار دولار في العام الماضي.
وتبلغ حصة السياحة الداخلية نحو 23% من إجمالي عائدات القطاع السياحي في الدولة، مقارنة بـ77% للسياحة الدولية؛ حيث تسعى استراتيجية السياحة الداخلية إلى مضاعفة الرقم وتغيير النسب لتحقيق توازن أكبر، بحلول عام 2030.
وقال محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة «تايم للفنادق»: «في ظل الأوضاع الحالية بسبب استمرار تفشي فيروس «كوفيد- 19» في العديد من البلدان، لا تزال السياحة الداخلية تعتبر الخيار الأول للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات؛ وذلك لتجنب المتغيرات السريعة على متطلبات السفر؛ بسبب القيود المفروضة».
وأضاف عوض الله: عطلة الربيع المقبلة وإجازات المدارس، ستدفع العائلات للتوجه إلى السياحة الداخلية بدلاً من السفر إلى الخارج، في المقابل، تتطلع الفئة الشابة نحو السفر إلى وجهات قريبة لا تفرض أية قيود على السفر، تسهم العروض والخصومات التي توفرها المنشآت الفندقية في تعزيز الإشغال الفندقي خلال فترة الربيع.
ولفت عوض الله إلى أن السوق المحلي يسهم بحصة مهمة من نزلاء فنادق الإمارات؛ حيث نجحت الحملات السابقة في الترويج إلى «سياحة الإمارات»، في ظل الظروف الاستثنائية التي يتعرض لها العالم، ووجود قيود ومتطلبات لدخول العديد من البلدان، سواء كانت لأغراض السياحة والترفيه أو زيارة الأهل والأقارب».
وأوضح عوض الله: إن الإجراءات التي تتخذها الفنادق في الإمارات؛ تعزز ثقة المقيمين والمواطنين بالقطاع السياحي المحلي، ما يجعله الخيار الأول لهم خلال الفترة المقبلة.
متطلبات الدخول
ومن جانبه، قال رياض الفيصل الخبير السياحي: «إن توجهات السفر خلال عطلة الربيع تختلف بين جميع فئات المجتمع، وخاصة العائلات التي تفضل السياحة الداخلية؛ بسبب الأوضاع الحالية في العالم، والقيود على السفر في العديد من البلدان».
وأضاف: إن متطلبات الدخول إلى بعض البلدان أو إجراءات العودة منها تعد عائقاً أمام السفر إلى الخارج؛ ولذلك من المتوقع أن تكون السياحة إلى الخارج خلال عطلة الربيع ضعيفة، مقارنة بالسنوات الماضية؛ حيث أسهم تفشي الوباء في تغيير العديد من أنماط السفر وخطط المقيمين والمواطنين.
ولفت الفيصل إلى أنه في حال كان السفر لأغراض السياحة والترفيه، فالقطاع السياحي في الدولة غني ومتنوع، وبالتالي يمكن أن يكون خياراً بديلاً عن السفر إلى الخارج، موضحاً أن دولة الإمارات نجحت في بناء وجهة سياحية عالمية متكاملة تلبي تطلعات السياحة الداخلية والدولية على حد سواء.
تشير التوقعات إلى زيادة الطلب على السياحة الداخلية في دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع عطلة الربيع، والإجازة المدرسية، بدعم من الطلب على حجوزات الليالي الفندقية من السوق المحلية من قبل العائلات.
وقال طارق مدانات، مدير فندق ديوكس النخلة: «إجازة عطلة الربيع مهمة جداً بالنسبة لنا، فهي تلعب دوراً رئيسياً في رفع نسب الإشغال الفندقية بشكل كبير وتأتي الزيادة هذا العام من السياحة الداخلية. خلال الأيام التي نمر بها وصعوبة السفر خاصة من قبل العائلات نرى أن العديد من المواطنين والمقيمين قرروا تمضية الإجازات داخل الدولة؛ حيث يعمد الكثير من سكان دبي وبقية إمارات الدولة إلى الإقامة في الفنادق؛ للتمتع بالإجازة».
وأضاف مدانات: نحن في فندق ديوكس النخلة أطلقنا مجموعة من العروض والباقات المميزة لسكان الدولة، وبما ينسجم مع استراتيجية السياحة الداخلية في الدولة، وتشمل عروض خيارات تأجير مرنة وتخفيضات على المأكولات والمشروبات في مطاعم الفندق «جريت بريتيش» و«خيبر» و«ويست فورتينث»، والترقيات المجانية، إلى جانب الدخول المجاني إلى المسبح الخارجي والداخلي، والنهر الهادئ، والنادي الصحي، ونادي الأطفال «ديوكسي».
زيادة الزوار
وقال أحمد حسيب الرئيس التنفيذي لمجموعة جيون لإدارة الفنادق: «لقد جرى الإعلان عن طرح عروض متنوعة بمناسبة فصلي الربيع والصيف للعام الجاري؛ وذلك لاستقطاب المزيد من السياح والنزلاء والتمتع بالخدمات المميزة لدينا، فنحن نسعى إلى تنشيط الحركة السياحية في الإمارة عن طريق طرح العروض المميزة تزامناً مع فصل الربيع، وما يشهده من زيادة في أعداد الزوار والسياح؛ للاستمتاع بالأجواء المشمسة الدافئة، وقضاء أوقات أطول في الفنادق».
وأضاف حسيب: «ومع إجازة الربيع، فإن جميع المؤشرات الحالية تبشر بصيف جيد من حيث نسب الإشغال؛ بسبب أن السياحة المتجهة إلى أوروبا وآسيا من الممكن أن تشهد تباطؤاً شديداً؛ بسبب وباء كورونا؛ الأمر الذي سيصب في مصلحة الإمارات، ونتوقع أن يكون للسياحة الداخلية حضورها القوي أيضاً، وبالتالي نحن نطرح عروضاً بأسعار تنافسية ومناسبة».
وتابع: «إن نسب الإشغال في الفترة المقبلة ستكون مرتبطة بمدى الحوافز التي توفرها الفنادق في عروضها، والالتزام بمعاير الصحة والسلامة».
الاستمتاع بالأجواء
من جانبه، يقول إسماعيل إبراهيم مدير عام فندق رامادا داون تاون أبوظبي: «إن أسعار الغرف الفندقية مناسب جداً في الوقت الراهن؛ الأمر الذي يشجع المواطنين والمقيمين على قضاء إجازاتهم في الدولة، والاستمتاع بالأجواء الجميلة لفصل الربيع». وأضاف: «إن الإجازة المدرسية المقبلة ستسهم أيضاً في زيادة حجم الإشغالات والإقبال على الغرف الفندقية، خاصة أن السياحة الداخلية ستلعب دوراً كبيراً في تحسين أداء الفنادق؛ حيث إن المواطنين والمقيمين يفضلون البقاء في الدولة في ظل الظروف الراهنة».
أداء إيجابي
من جهته، قال أسامة شروف نائب الرئيس للتسويق والمبيعات لدى فنادق ومنتجعات جنة: «لقد قمنا بعدد من التحضيرات لموسم الربيع، وطرحنا عروض مارس/ آذار التي تستمر إلى منتصف إبريل/ نيسان، كما طرحنا عروضاً للعائلات بالتعاون مع دبي باركس أند ريزورتس، ويمكن للزوار والنزلاء الاستمتاع بفنادقنا في أبوظبي ودبي ورأس الخيمة».
تنشيط حركة السياحة
وقال وسام خوران المدير العام لفندق سوفتيل أبوظبى كورنيش: «نقدم مجموعة فريدة من العروض الحصرية من أجل تنشيط حركة السياحة الداخلية ودفع القطاع السياحي في أبوظبي، كما يقدم الفندق مجموعة من العروض المميزة على خدمات الأغذية والمشروبات إلى جانب عروض الغرف الفندقية من أجل تشجيع القطاع السياحي في أبوظبي واستقطاب عدد من الزوار من جميع أنحاء الإمارات».