في أحدث مثال لفن إنسان «نياندرتال»، وجد علماء الآثار نقشاً عظمياً عمره 51 ألف عام في كهوف جبلية بألمانيا، ليكون من أقدم الأعمال الفنية التي تُكتشف على الإطلاق.
وقال العلماء أن النقش يعود ل«غزال عملاق»، واقترح التأريخ بالكربون المشع أنه يبلغ من العمر 51 ألف عام على الأقل.
وحُفر على سطح العظم سلسلة من الخطوط التي تخلق نمطاً فنياً، ومن الواضح أن من قام بنحت العظام استغرق الكثير من الوقت والاهتمام، ويُظهر التحليل المجهري للنقوش أن الخطوط محفورة بعمق كبير، ما يشير إلى أن العظم قد تم غليه قبل النحت لتليين سطحه. ولم تكن الغزلان العملاقة شائعة جداً في المنطقة في ذلك الوقت، وتشير كل هذه الأدلة إلى فكرة أن فن النقش كانت لديه أهمية كبيرة آنذاك.
وقال توماس تيربيرجر، الأستاذ وعالم آثار ما قبل التاريخ في جامعة «جوتنجن» الذي شارك في دراسة هذا الاكتشاف:«من الواضح أنها زخرفة ذات طابع رمزي، ويمكنك حتى تسميتها البداية الأولى للفن، وهو أمر لم يتم عن طريق الصدفة، ولكن مع وجود نية وتخطيط مسبق لذلك».
وتم اكتشاف العظم في كهف في جبال «هارتز»، على بعد حوالي 150 ميلاً جنوب غربي برلين.
ويعد هذا الاكتشاف أقدم نموذج للفن التشكيلي لإنسان النياندرتال، ودليلًا على وجود التفكير المجرّد لدى هذا الإنسان البدائي، وقدرته على صناعة قطع فنيّة لها معنى رمزي، وذلك قبل فترة طويلة من وصول بشر الكرومانيون إلى أوروبا الوسطى.
