عادي
حمد بوعميم مدير عام «غرفة دبي» لـ "الخليج":

المنتدى الإفريقي للأعمال.. آفاق اقتصادية وتجارية واعدة

22:40 مساء
قراءة 7 دقائق
3

دبي: فاروق فياض

قال حمد مبارك بوعميم، مدير عام «غرفة دبي»: إن المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال 2021 في دورته الحالية، يكتسب أهمية استثنائية تزامناً مع مرحلة النهوض الاقتصادي، ويمثل فرصة فريدة من نوعها لدفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي من خلال اكتشاف فرص استثمارية ولا سيما في إفريقيا التي تعد واحدة من أبرز الأسواق الاستثمارية عالمياً.

أضاف بوعميم في حوار ل«الخليج»: إن المنتدى ومنذ دورته الأولى في 2013، أسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية مع القارة الإفريقية؛ حيث احتلت 9 دول إفريقية قائمة أهم 40 من الشركاء التجاريين لدبي في 2020، وبإجمالي تجارة وصل إلى 113 مليار درهم، منوهاً إلى أن المنتدى سيعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين دبي والقارة الإفريقية من خلال بذل الجهود للتعريف بالفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها المنطقة.

وفيما يلي نص الحوار:

* ما أبرز ملامح مشاركة «غرفة دبي» في «إكسبو 2020» وما أهم الفعاليات التي تنظمها الغرفة؟

- «غرفة دبي» جزء رئيسي من قصة نجاح تاريخية عنوانها «إكسبو 2020»، وتبذل جهوداً حثيثة عبر العديد من المبادرات التي تهدف إلى رفع جاهزية مجتمع الأعمال المحلي وتحفيز الشراكات العالمية وفتح آفاق جديدة من التعاون التجاري والاستثماري بين الإمارات ودول العالم.

وبصفتها شريك تكامل الأعمال الرسمي لإكسبو 2020 دبي، تنظم «غرفة دبي» بالتعاون مع «إكسبو 2020 دبي» منتديات اقتصادية عالمية تعزز من مكانة دبي كمدينة عالمية للمال والأعمال وتبني جسوراً من التعاون الاستراتيجي بين أقطاب العالم؛ حيث ستنظم الغرفة الدورة السادسة للمنتدى العالمي الإفريقي للأعمال والدورة الأولى لمنتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان والدورة الرابعة للمنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية. إضافة إلى ذلك، تستضيف دبي المؤتمر الثاني عشر لغرف التجارة العالمية الذي سيجمع رؤساء غرف العالم وأصحاب القرار الاقتصادي تحت قبة واحدة لرسم تصورات اقتصادية تعزز من دور التجارة العالمية في إيجاد حلول مستدامة.

منصة عالمية

* كيف ترون حجم الزخم والمشاركة في «المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2021»؟

- تستقطب الدورة السادسة للمنتدى العالمي الإفريقي للأعمال التي تنظمها غرفة دبي وإكسبو 2020 دبي، برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «التجارة تقود مستقبل التحولات الاقتصادية» مشاركة رفيعة المستوى تضم ثلاثة رؤساء وأكثر من 45 وزيراً إفريقياً والعديد من كبار المسؤولين ورواد الأعمال من مختلف دول القارة السمراء. هذا الحضور والاهتمام الكبير يعكس مكانة المنتدى كمنصة عالمية رائدة للتعرف إلى الفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، ويؤكد في الوقت ذاته ريادة إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في قيادة مرحلة التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة فيروس «كورونا».

وتكتسب الدورة الحالية للمنتدى أهمية استثنائية؛ إذ يعقد في مرحلة النهوض الاقتصادي ويمثل فرصة فريدة من نوعها لدفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي من خلال اكتشاف فرص استثمارية ولا سيما في القارة الإفريقية التي تعد واحدة من أبرز الأسواق الاستثمارية عالمياً؛ حيث تعمل غرفة دبي بشكل دائم على بناء جسور التواصل بين قطاعات الأعمال بما يرسخ دور مدينة دبي باعتبارها شريكاً أساسياً ولاعباً رئيسياً في تحقيق التنمية الاقتصادية الإقليمية والعالمية من خلال دعم مجتمع الأعمال المحلي والشركات الوطنية لتعزيز حضورها عالمياً.

تحولات اقتصادية

* ما جديد المنتدى في دورة هذا العام، وما أهم المواضيع المطروحة على جدول الأعمال؟

- تحت شعار «التجارة تقود مستقبل التحولات الاقتصادية»؛ يضع المنتدى تعزيز آفاق فرص التعافي الاقتصادي في المقام الأول؛ حيث يهدف إلى رسم تصورات اقتصادية مستقبلية لاقتصادات دول إفريقيا بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية وزيادة حجم الاستمارات وتطور آليات العمل التجاري، لتواكب المتغيرات والتداعيات الاقتصادية التي القت بظلالها جائحة «كورونا».

يعمل المنتدى على جمع أصحاب القرار الاقتصادي لصياغة أسسٍ عملية تسهم في تسريع تبني التقنيات الحديثة المبتكرة، وإيجاد حلول مالية مستدامة للأهداف الاقتصادية الاستراتيجية، كما سيولي المنتدى أهمية بالغة في وضع حجر الأساس لبناء اقتصاد ذكي يسهم في تحول اقتصادات إفريقيا للاعتماد على القطاع الصناعي بما يخدم في تحقيق أهداف اقتصادية مستدامة.

روابط اقتصادية

* كيف سيسهم المنتدى في تعزيز علاقات التعاون التجاري بين دبي وإفريقيا وخاصة في فترة ما بعد «كوفيد 19»؟

- ساهم المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال منذ دورته الأولى في 2013 بتعزيز الروابط الاقتصادية مع القارة الإفريقية؛ حيث احتلت 9 دول إفريقية قائمة أهم 40 من الشركاء التجاريين لدبي خلال عام 2020، وبإجمالي تجارة وصل إلى 113 مليار درهم مع الإمارة. وقد وضعنا خططاً اقتصادية مدروسة تسهم في بناء شراكات استراتيجية بين دبي وأبرز اللاعبين الاقتصادين في القارة السمراء؛ حيث يشكل المنتدى مرجعاً مفيداً للمستثمرين في دبي والإمارات العربية المتحدة ومجتمع الأعمال الإفريقي لتقييم الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية.

ويلعب المؤتمر دوراً مهماً في تأسيس شراكات استثمارية وتجارية؛ حيث إنه حتى الآن وقبل انطلاق المنتدى، تم حجز أكثر من 400 اجتماع ثنائي بين المستثمرين في الدولة والمستثمرين الأفارقة، وهو من أعلى الأرقام في تاريخ اللقاءات الثنائية الإستثمارية التي تسهم بتأسيس شراكات أعمال مشتركة، ونتوقع مع انطلاق المنتدى أن يرتفع عدد اجتماعات الأعمال الثنائية إلى مستوى لم نعهده من قبل. 

 فرص واعدة

وتابع بوعميم: يستهدف المنتدى بشكل مستمر تحقيق استراتيجية الإمارات للأمن الغذائي من خلال تنمية الفرص الاستثمارية في أسواق الأغذية والمشروبات الإفريقية والعمل على بناء بيئة تجارية متطورة تسهم في تسريع وتيرة نمو وازدهار الأسواق بين دبي وإفريقيا.

وبدوره؛ سيعمل المنتدى على زيادة حجم التبادل التجاري بين دبي والقارة الإفريقية؛ وذلك من خلال بذل الجهود للتعريف بالفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها المنطقة وتقديم المعلومات والبيانات اللازمة لإيضاح المشهد الاقتصادي ونسب النجاح المتوقعة للاستثمار في قطاع اقتصادي معين ما يفتح الباب أمام رواد الأعمال والشركات الناشئة للأخذ بزمام المبادرة والبدء في رحلة استثمارية تنعش الحياة الاقتصادية وتدفع بعجلة النمو وتكافح نسب الفقر والبطالة.

وستشهد الدورة الحالية من المنتدى الذي سيحظى بمشاركة دولية واسعة إلى التأسيس لمرحلة ما بعد الجائحة من خلال البحث في قضايا التحول الرقمي للاقتصاد وتبني الابتكارات وزيادة حجم الاستمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية. وسيسهم احتضان «إكسبو 2020 دبي» لهذه الدورة في التأسيس لشراكات استراتيجية تسهم في تعافي الأسواق التجارية في مرحلة ما بعد الجائحة وتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة اقتصادياً وخلق فرص استثمارية واعدة في الأسواق الإفريقية الناشئة.

مناخ استثماري

* شهدنا مؤخراً زيادة في التركيز على مواضيع رواد الأعمال، ما الذي تتطلع إليه الغرفة في هذا المجال بالتعاون مع شركائها في القارة الإفريقية؟

- كعاصمة للمال والأعمال وكمركز ثقل تجاري في المنطقة، تعمل دبي بكل إمكاناتها على تعزيز مناخها الاستثماري الملائم لاحتضان الشركات الناشئة من شتى أنحاء العالم عبر رفد رواد الأعمال وأصحاب الشركات بالقدرات المهمة وتهيئة بيئة خصبة لنمو وازدهار أعمالهم. 

ويوفر المنتدى الفرصة لتسليط الضوء على الفرص الكبيرة للقارة السمراء في العديد من القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها القطاع الزراعي والقطاع التكنولوجي؛ حيث فرضت جائحة «كورونا» واقعاً جديداً أفرز معطيات متغايرة وسرّع من عمليات التبني الرقمي التكنولوجي للعديد من قطاعات الأعمال ولاسيما القطاع المالي بشكل عام والمدفوعات بشكل خاص؛ حيث تم اعتماد حلول الدفع الرقمية، ما دفع برواد الأعمال للإقبال على قطاع المدفوعات مستغلين زيادة الطلب وإمكانية الوصول لأصحاب الأموال والهيئات التشريعية التي تجتمع في المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال ما يؤمن البيئة الأمثل للعمل على تطوير المشروع التجاري بدءاً من الفكرة وانتهاءً بالتنفيذ الكامل.

وخلال هذه الدورة من المنتدى، سيكون لإكسبو 2020 دبي الأثر الإيجابي في تعزيز الإمكانات التي يوفرها المنتدى؛ وذلك من خلال وجود رواد الأعمال في محفل اقتصادي عالمي يجمع أقطاب العالم أجمع تحت مظلة تواصل العقول وصنع المستقبل؛ حيث سيقدم «إكسبو 2020» فرصة تاريخية لرواد الأعمال لإقامة علاقات تجارية تعاونية بما يعود بالنفع عليهم ويعزز من مكانة دبي كحاضنة للفرص الاستثمارية العالمية.

مركز عالمي

* ماذا ينتظر مجتمع الأعمال المحلي من هذا المنتدى، وما خططكم لزيادة تعريف رجال الأعمال في الإمارات بالفرص في القارة الإفريقية؟ 

- حرصت غرفة دبي منذ تأسيسها، على أن تكون صوت مجتمع الأعمال المحلي وداعمه الأول من خلال إطلاقها للعديد من المبادرات لحماية مجتمع الأعمال المحلي وضمان نموه وازدهاره؛ حيث تهدف الغرفة من خلال «المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال» إلى رفد التجار والصناعيين ورواد الأعمال المحليين بالدراسات الاقتصادية التي تفتح آفاق تعاون جديدة وتأسس لبناء شراكات استراتيجية بين الجهات الإماراتية والإفريقية بما يسهم في تحقيق النفع المشترك، وصياغة رؤى اقتصادية تعمل على تسهيل ممارسة الأعمال على الشركات المحلية في إفريقيا عن طريق الاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تقدمها دبي كمركز تجاري عالمي وغرفة دبي إلى جانب ممثليها وشركائها في إفريقيا.

بوابة دولية

* المكاتب التمثيلية لغرفة دبي لاعب بارز في تعزيز العلاقات مع دول القارة، ما الخطوات القادمة في هذا الخصوص؟

- تمتلك غرفة دبي أربعة مكاتب تمثيلية رئيسية في القارة الإفريقية في كل من إثيوبيا وغانا وموزمبيق وكينيا وتلعب دوراً محورياً في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كبوابة عالمية لبناء شراكات استراتيجية بين أبرز اللاعبين التجاريين بين الإمارات وإفريقيا، وتسهم في خلق مناخ ملائم للنهوض بالبيئة الاستثمارية الإفريقية لمستويات متقدمة؛ حيث تبحث غرفة دبي زيادة عدد مكاتبها في إفريقيا بناء على معطيات السوق والحاجة الاستثمارية التي تهدف إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين دبي والقارة السمراء.

تواصل العقول

* بصفتكم شريك تكامل الأعمال الرسمي لإكسبو 2020 دبي، كيف تنظرون إلى هذه الشراكة وانعكاسها على تعزيز ثقة شركاء الغرفة الدوليين بالمنتدى بنسخته السادسة؟

- تكتسب الدورة السادسة من المنتدى أهمية استثنائية؛ حيث يُعقد المنتدى تحت مظلة «إكسبو 2020 دبي» ما يشكل فرصة مهمة لتواصل العقول والعمل على صياغة رؤى اقتصادية جديدة من خلال مشاركة الأفكار مع المفكرين من 192 بلداً مشاركاً، ما يوفر بيئة ملهمة لصناعة شراكات استراتيجية تبشِر بغدٍ اقتصادي واعد؛ حيث سيؤمن «إكسبو 2020» الفرص الاستثنائية لرواد الأعمال والشركات المشاركة في المنتدى في دورته الحالية للتعريف بخدماتهم ومنتجاتهم في مناخ استثماري هو الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"