عادي

أبوظبي تحصد لقب «مدينة الموسيقى» من «اليونيسكو»

17:28 مساء
قراءة 4 دقائق

  • نورة الكعبي: نطوّر الصناعات الإبداعية وننمّي المواهب

  • محمد المبارك: الإمارات تمتلك تراثاً فريداً



حصدت إمارة أبوظبي تصنيف «مدينة الموسيقى» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). أعلن عن هذا التصنيف يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، من «شبكة المدن المبدعة» التابعة لـ«اليونيسكو».
ولطالما ركزت أبوظبي على الثقافة والإبداع كمحرّكين أساسيين للتنمية الاجتماعية والتنوع الاقتصادي، ولا سيما الموسيقى التي منحتها الإمارة اهتماماً واستثماراً بالغَين، إذ تعمل باستمرار على تعزيز مفاهيم التعبير والهوية التي تجسد التنمية المستدامة وتركز على الإنسان أولاً. خاصة أنها كانت، ولا تزال بمثابة جسر التقاء بين العالم العربي وآسيا وأوروبا، وقد ساهم هذا الإرث من الانفتاح والتبادل الثقافي بدعم رؤية العاصمة التنموية لقطاع الموسيقى، بما يعزز من فرص الاندماج والهوية عبر المجتمعات، وبين الأجيال.
ويسهم لقب «مدينة الموسيقى» في تعزيز موقع أبوظبي مركزاً متنامي الأهمية على خارطة الموسيقى العالمية باعتبارها موطناً لمنظومة موسيقية مرنة ومستدامة قائمة على الابتكار والتعاون والحوكمة المشتركة. وانضمت الإمارة إلى مصافِ المدن العالمية الكبرى، مثل ليفربول في المملكة المتحدة، وأوكلاند في نيوزيلاندا، وإشبيلية في إسبانيا، وتشيناي في الهند؛ والتي تعتبر مراكز رئيسية للإبداع الموسيقي ومحركات لخطط التنمية المستدامة.
وتمتلك أبوظبي تراثاً غنياً في مجال الموسيقى وعروض الأداء، إضافة إلى مشهد موسيقى عصري مزدهر. وتحتضن أفراداً من 200 جنسية، يحمل كل منهم ثقافته الخاصة وطريقته المميزة في التعبير الموسيقي. وتسعى الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي المحددة لخمس سنوات، والتي تديرها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، إلى جذب المزيد من الاهتمام إلى هذا التنوع الموسيقي، واستخدام الموسيقى في المساحات العامة للارتقاء بسوية المعيشة وتعزيز الإحساس بالمكان، مع إيجاد الطرق المناسبة لتوظيف الموسيقى كجسر يصل بين مختلف الأجيال.
دعم المبادرات
قالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: تمثل الموسيقى جزءاً من التراث الشعبي الإماراتي، وتزدهر وتتطور في أماكن مختلفة من الإمارات، وتسرد القصائد الغنائية المترافقة مع الموسيقى الشعبية، فخر الإماراتي بهويته، واعتزازه بنفسه وبيئته.
وأشارت إلى أن الموسيقى تعد أحد العوامل المشتركة في الحياة الثقافية لأكثر من 200 جنسية في الإمارات، وتعمل الوزارة على تطوير الصناعات الإبداعية وتنمية المواهب، ودعم المبادرات الهادفة إلى ترسيخ دور الموسيقى أداة فاعلة في إحياء ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وأضافت: لدينا في الإمارات ثلاث مدن إبداعية متميزة، تسهم في تعزيز مكانة الدولة على خريطة الإبداع الثقافي العالمي، وفوز أبوظبي بهذا اللقب، دليل على نجاح استراتيجيتها في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، لتكون أحد مراكز الإبداع الإقليمية الرائدة. فخورون بانضمام أبوظبي لشبكة مدن العالم المبدعة.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: تمتلك الإمارات تراثاً موسيقياً فريداً يتنوع بين عروض الشعر الغنائي التقليدي، والآلات الموسيقية القديمة، ومُغنّي البوب المعاصرين، ومع احتفائنا بهذا الإرث نؤكد انفتاحنا على كل أشكال التعبير والمصادر الموسيقية الجديدة سعياً إلى دمج التقليدي مع المعاصر لضمان ربط الأجيال والثقافات مع بعضها بعضاً. وتحتضن أبوظبي كنزاً مذهلاً من المواهب والتنوع الموسيقي، ولذا نحاول من خلال إقامة العديد من برامج ومبادرات عروض الأداء الفنية ترسيخ الموسيقى كعنصر أساسي في تكوين الحياة الثقافية في الإمارة، بما يضمن إبرازها كمدينة عالمية تعتمد على الإبداع والثقافة في التنمية الحضرية المستدامة. ونحن فخورون بتكريم جهودنا من قبل شبكة المدن المبدعة، ونأمل أن يدفعنا حصول أبوظبي على لقب مدينة الموسيقى في المساهمة في تحسين جودة الحياة في الإمارة.
ومن أبرز أبطال المشهد الموسيقي في أبوظبي بيت العود، وهو أكاديمية محلية تلعب دوراً كبيراً في توثيق التراث الموسيقي العربي والترويج له؛ و«موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»، سلسلة الحفلات الموسيقية المحبوبة التي تقام سنوياً في قلب العاصمة وتستعرض أفضل المواهب المحلية والإقليمية والدولية؛ إضافة إلى المؤسسات الخاصة، مثل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والتي تدعم المغنيين والموسيقيين الطموحين، وتقيم كل عام مهرجاناً موسيقياً شهيراً يعتبر من أبرز فعاليات الأجندة الثقافية للإمارة، عدا عن الكثير من النشاطات الأخرى التي تقوم بها. وتعاونت بيركلي أبوظبي مع البرنامج الموسيقي في جامعة نيويورك أبوظبي لاستثمار المكانة المجتمعية التي تحظى بها الموسيقى المحلية والإقليمية، والتي تعتبر أسرع مجالات قطاع الموسيقى العالمي نمواً، من خلال استمرارها في دعم واستقطاب المواهب الجديدة.
وبحصولها على تصنيف «اليونيسكو»، تنضم أبوظبي إلى نحو 250 مدينة حول العالم تشكل حالياً «شبكة المدن المبدعة»، والتي تعمل معاً لتحقيق هدف مشترك يتمثل بوضع الصناعات الإبداعية والثقافية في صميم خططها التنموية على المستوى المحلي، وحفز التعاون بينها على الصعيد الدولي. كما يسهم حصول أبوظبي على هذا التصنيف في تعزيز حضورها على الساحة الدولية، إضافة إلى دعم تطوير المشهد الموسيقي المحلي وصناعة التسجيلات الموسيقية، وتعزيز مساهمة الموسيقى في قطاعات السينما والتلفزيون والألعاب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"