فرضت الصين ليلاً حجراً على مدينة صناعية تضم تسعة ملايين شخص وأعلنت عن أكثر من أربعة آلاف حالة إصابة بالفيروس، أمس الثلاثاء، في وقت تواجه استراتيجية «صفر كوفيد» موجة إصابات بالمتحور أوميكرون، بالتزامن مع دعوة كبار علماء هونج كونج الحكومة إلى تغيير استراتيجية «صفر كوفيد» التي تعتمدها الصين، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العديد من الدول الأوروبية تسرعت جداً في رفع تدابير مكافحة كوفيد.
وسجلت السلطات الصحية 4770 إصابة جديدة في أنحاء البلاد غالبيتها في مقاطعة جيلين (شمال شرق) فيما فرضت إغلاقاً على مدينة شينيانج بمقاطعة لياونينغ المجاورة في ساعة متأخرة الاثنين. وحذرت السلطات من مخاطر الإغلاق على النمو الاقتصادي في وقت تسعى لتحقيق توازن بين الأزمة الصحية ومتطلبات ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وسجلت مدينة شيناينج، وهي منطقة صناعية تضم مجمعات مثل مصنّع السيارات بي إم دبليو، 47 حالة إصابة بالفيروس، أمس الثلاثاء، بينما تسعى السلطات لوضع جميع المنشآت تحت «إدارة مغلقة» ومنعت الأهالي من المغادرة من دون إبراز فحص كوفيد سلبي أجري قبل 48 ساعة.
من جهة أخرى، حض كبار علماء هونغ كونغ، أمس الثلاثاء، الحكومة على تغيير استراتيجية «صفر كوفيد» التي تعتمدها الصين قبل الموجة المقبلة من الوباء إلا إذا كانت المدينة التي تعد مركزاً مالياً مهما تريد أن تبقى «ميناء مغلقاً إلى الأبد». وفرضت هونغ كونغ قيوداً مشددة على السفر لإبقاء الفيروس بعيداً عن المدينة على مدى سنتين، لكن هذه القيود تركت المدينة العالمية معزولة بشكل متزايد وأدى انتشار المتحور أوميكرون منذ كانون الثاني/ يناير إلى نزوح سكان وعمال هرباً من لائحة القيود المتزايدة. وقال كبير علماء الأوبئة غابرييل ليونغ الذي يقود فريقا من العلماء العاملين على الفيروس، للصحفيين، أمس الثلاثاء، إن «الشهرين الماضيين كانا تجربة خسارة مؤلمة جداً بالنسبة لنا ولا تسمح لنا بالانتظار».
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدداً من الدول الأوروبية بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، رفعت «فجأة» تدابير مكافحة كوفيد-19 وتجد نفسها تواجه مجدّداً ارتفاعاً واضحاً في عدد الإصابات بفعل تأثير النسخة الثانية من المتحوّر أوميكرون المسمّاة «بي ايه.2» (BA.2). وقال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه في مؤتمر صحفي عقده في مولدافيا إنه «متيقظ» للوضع الوبائي الحالي في القارة، مؤكدًا أنه يبقى «متفائلاً». في الوقت الحالي، عدد الإصابات بكوفيد آخذ في الارتفاع في 18 دولة أوروبية من أصل 53، وفقاً للمنظمة.
(وكالات)
