دبي: «الخليج»
افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، عضو مجلس دبي، أمس الخميس الدورة الثالثة من معرض الكتب «بيج باد وولف».
وقامت سموها بجولة في أرجاء المعرض اطّلعت خلالها على نوعيات الكتب التي تغطي طيفاً واسعاً من التخصصات والمجالات العلمية والأدبية والإنسانية وغيرها، وبلغات عديدة.
وأكّدت سموها أهمية الدور الذي يلعبه المعرض في ترسيخ المكانة التي تتمتع بها دبي كمنارة للتنوع الثقافي، ومركز للإبداع والتفاعل الفكري والمعرفي، مشيرة إلى أنّ المعرض يتماشى مع العديد من الأولويات القطاعية لهيئة الثقافة والفنون في دبي، وعلى رأسها تعزيز الانتشار الثقافي، وجعل الثقافة في كلّ مكان وفي متناول الجميع، وفي مقدمتها ثقافة القراءة والمطالعة، التي تعتبر من أبرز الركائز المعرفية التي تُبنى على أساسها المجتمعات المتحضّرة والمستدامة.
قالت سمو الشيخة لطيفة: «لطالما سعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى نشر ثقافة القراءة وتمكينها في المجتمع، وغرس شغفها في عقول أجيال المستقبل، لتصبح عادة يومية لا يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي تمكينهم من إحداث نهضة فارقة في مجتمعات المنطقة والارتقاء بها، إلى جانب تحقيق أعلى مراتب الإبداع والابتكار في شتى المجالات».
وشدّدت سموها على أهمية استمرار جهود مختلف الأطراف، وفي مقدمتهم هيئة الثقافة والفنون في دبي للعمل على تعزيز مكانة دبي كمدينة نابضة بالحياة، توفر لسكانها وزوارها تجارب ثقافية فريدة، عبر العديد من المبادرات والفعاليات الثقافية، لتعكس عمق وثراء سماتها الثقافية التي تشكل نسيج المدينة، وبالتالي تمكين القطاع الثقافي والإبداعي ليكون رافداً أساسياً للاقتصاد المحلي.
يضم المعرض الذي تستضيفه مدينة دبي للاستديوهات ويستمر حتى 24 أبريل الجاري مليون كتاب تتوزع بين مختلف حقول المعرفة، ويقدم حسومات على أسعار الكتب تتراوح بين 50 و 80 %.
لكن الشيء الأكثر إبهاراً، ذلك التدافع الجماهيري في أول أيام المعرض، خاصة من فئات النساء والأطفال، فالكل يُمَنِّي نفسه بجمع حصيلة من المؤلفات من منصة هي الأرخص في العالم، ولعل ذلك الحضور الجماهيري الكبير يشير إلى أن القراءة باتت بالفعل تجد إقبالاً من الجميع، مما يؤكد نجاح توجه الدولة عبر برامجها ومشروعاتها الخاصة بالقراءة، كما أن المعرض يتيح الفرصة لأصحاب الدخل المحدود في اقتناء المؤلفات، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكتاب، وتلك هي ذات الفلسفة التي انطلق منها مؤسس المعرض الماليزي أندرو ياب الذي أقام، هو وزوجته جاكلين جي، مشروعاً صغيراً يهدف إلى منح الكتب للفقراء، مما أدى إلى إطلاق أول معرض لـ«بيج باد وولف» في عام 2009 بمدينة كوالالمبور في ماليزيا، ثم في عدد من المدن والعواصم الآسيوية، ليصبح من أكبر معارض الكتب في العالم، وفي تصريحات للمؤتمر الصحفي الذي سبق انطلاقة المعرض أعلنت جاكلين جي أنهم يسعون إلى أن يشمل المعرض مدناً وعواصم جديدة في مختلف أنحاء العالم.
تخصيص
بعض المؤلفات كانت لها خصوصية في طريقة الترويج والعرض، حيث وضعت ملصقات بأغلفة الكتب على لوح في واجهة مدخل المعرض، وهي كتب لمؤلفين عرب ومن مختلف أنحاء العالم، إلى جانب وجود أقسام متخصصة في المؤلفات الأكثر مبيعاً وهي تشمل كتباً ومؤلفات في مجالات الرواية والتنمية البشرية بصورة غالبة، كما يوجد قسم للمؤلفات الأقل في السعر، ومساحة للكتب ثلاثية الأبعاد، إلى جانب قسم للألعاب والهدايا للصغار، ومساحة للمؤلفات المتخصصة في الحرف والهوايات، وأخرى متخصصة في مؤلفات الخيال العلمي من روايات وغيرها، إضافة لقسم متخصص في الكتب المصنوعة من الورق المقوى والكرتون، ومساحة لكتب الموسيقى والأفلام.
إصدارات
ويتضمن المعرض إصدارات متنوعة حافلة بمفردات ومضامين ثقافات العالم المتنوعة، مكرساً أهمية ومكانة دبي بوصفها ملتقى للحضارات والفكر والتسامح والانفتاح، فهنالك مؤلفات الأطفال المتنوعة إلى جانب كتب المانجا والمؤلفات ثلاثية الأبعاد، وإصدارات متخصصة في التلوين والمسابقات والألعاب الذهنية، ويضم المعرض كذلك كتباً متخصصة في فنون الطبخ، وقسماً للمؤلفات الأدبية تضم أعمالاً لكبار الروائيين حول العالم، إضافة إلى مؤلفات في الاقتصاد والأعمال، وأخرى تتحدث عن تجارب كثير من الدول في النمو، وهناك كتب الخيال وروايات الفنتازيا والقصص البوليسية باللغة الإنجليزية، ولعل الملاحظة اللافتة وجود مؤلفات متخصصة في عدد من أقطاب التصوف العرب والمسلمين مثل جلال الدين الرومي والسهروردي وغيرهما.
الرواية الكلاسيكية
شهد المعرض حضوراً لافتاً للرواية الكلاسيكية باللغة الإنجليزية لكبار الكتاب الغربيين، فهناك الأعمال الكاملة للأخوات برونتي، ومؤلفات لتولستوي وهمنجواي وجورج أورويل وأوسكار وايلد وجين أوستين، إضافة إلى مسرحيات وليم شكسبير، وغيرهم من الكتاب الغربيين.
القسم العربي
يحتل القسم العربي 20% من مجمل مؤلفات وكتب المعرض، ولعل اللافت بصورة كبيرة وجود كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويضم الجناح المخصص للمحتوى العربي مختلف أشكال وحقول المعرفة، حيث توجد كتب ومراجع في مجالات الاقتصاد والعلوم إلى جانب مؤلفات الأطفال والمتخصصة في الأدب والرواية بصورة خاصة، ويضم القسم أعمالاً روائية عربية معروفة، وأخرى لأدباء من جيل الشباب للكتاب الإماراتيين والعرب، غير أن الجناح يكاد يخلو من الدواوين الشعرية في ما عدا القليل منها، مع وجود عدد ضخم للمؤلفات الفلسفية والفكرية والروحية.
