عادي

المرشح المرفوض من المحتجين الأوفر حظاً للفوز برئاسة سريلانكا

19:48 مساء
قراءة 3 دقائق
رانيل ويكريميسينغ

يبدو سياسي مخضرم يحظى بدعم حزب الرئيس السريلانكي الذي أطاح به المتظاهرون غوتابايا راجابكسا الأوفر حظاً لخلافته، وفق ما ذكر محللون بعدما انتهت مهلة تسمية المرشحين الثلاثاء.

ثلاثة مرشحين

تولى رانيل ويكريميسينغ رئاسة الوزراء ست مرّات في السابق وبات رئيساً بالإنابة بعد استقالة راجابكسا، لكنه مرفوض من المتظاهرين الذي أجبروا سلفه على مغادرة السلطة. ويحظى ويكريميسينغ بدعم رسمي من حزب راجابكسا SLPP، أكبر كتلة في البرلمان الذي يضم 225 عضواً والذي سينتخب الرئيس غداً الأربعاء. وسيكون خصمه الأبرز وزير التعليم السابق المنشق عن SLPP دولاس ألاهابيروما الذي يحظى بدعم المعارضة. وسيتولى الفائز من بين ثلاثة مرشحين زمام بلد في حالة إفلاس ويجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ في وقت يعاني السكان البالغ عددهم 22 مليوناً نقصاً شديداً في الغذاء والوقود والأدوية.

ونفدت العملات الأجنبية في سريلانكا؛ إذ لم يعد من الممكن تمويل حتى الواردات الأساسية في ظل أزمة تسبب بها فيروس كورونا، لكنها تفاقمت بفعل سوء الإدارة، بحسب معارضين. وبلغت أشهر من التظاهرات ذروتها مع فرار راجابكسا من قصره قبل أن يتوجّه إلى المالديف ومن ثم سنغافورة، من حيث قدم استقالته. وبصفته رئيساً بالإنابة، مدد ويكريميسينغ حالة الطوارئ التي تمنح سلطات واسعة للشرطة وقوات الأمن للتعامل مع مثيري الاضطرابات. وأمر الأسبوع الماضي الجنود بإخراج المحتجين من المباني الحكومية التي احتلوها.

الأكثر صرامة

وقال نائب معارض إن موقف ويكريميسينغ المتشدد حيال المتظاهرين يلقى ترحيباً في أوساط النواب الذين يتعرّضون لعنف العصابات، مشيراً إلى أن معظم مشرّعي SLPP سيدعمونه. وأوضح النائب عن التاميل دارمالينغام سيثادتان بأن «رانيل يبرز كمرشح القانون والنظام». ووافق المحلل السياسي كوسال بيريرا على أن ويكريميسينغ يتمتع بـ«ميزة بعض الشيء» على الرغم من أن حزبه لم يضمن إلا مقعداً واحداً في انتخابات أغسطس/آب 2020. وقال بيريرا «استعاد رانيل القبول من الطبقات المتوسطة في المدن عبر إعادة توفير بعض الموارد مثل الغاز وقام بالفعل بإخلاء المباني الحكومية، ما يعكس صرامته». ويعتقد مراقبون بأن ويكريميسينغ سينفّذ حملة أمنية قاسية في حال فوزه بالرئاسة وهو ما سيدفع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته ويتهمونه بحماية مصالح راجابكسا، للنزول إلى الشارع. ويخطط المتظاهرون الذين تمكنوا من الإطاحة براجابكسا للخروج في مسيرة جديدة في العاصمة في وقت لاحق الثلاثاء للمطالبة أيضاً باستقالة ويكريميسينغ. ولا يزال الرئيس السابق ماهيندا راجابكسا، الشقيق الأكبر لغوتابايا وزعيم العائلة التي هيمنت لسنوات على الحياة السياسية في سريلانكا، في البلاد؛ حيث ذكرت مصادر حزبية بأنه يضغط على نواب SLPP لدعم ويكريميسينغ.

اتفاق في الكواليس

في المقابل، لا يواجه الصحفي السابق ألاهابيروما الكثير من الرفض من قبل المتظاهرين، على الرغم من كونه عضواً في SLPP. وتعهّد في تغريدة قبل ثلاثة أيام بتشكيل «حكومة توافق حقيقية لأول مرة في تاريخنا». وقبل لحظات من تسمية المرشحين رسمياً في البرلمان، أعلن زعيم المعارضة ساجيت بريماداسا انسحابه من السباق لصالح ألاهابيروما (63 عاماً). وقال بريماداسا على «تويتر»: «من أجل مصلحة بلدي الذي أحبه والشعب الذي أعتز به، أعلن سحب ترشحي لمنصب الرئيس».

كان ألاهابيروما مدافعاً عن حقوق الإنسان أواخر ثمانينات القرن الماضي عندما حكم والد بريماداسا الراحل راناسينغ البلاد بقبضة من حديد.

وذكر نائب من حزب بريماداسا SJB بأنهما توصلا إلى اتفاق خلال الليل ينص على تولي بريماداسا رئاسة الوزراء في حال انتُخب ألاهابيروما رئيساً الأربعاء. وقال المشرّع: «لدينا برنامج مشترك في الحد الأدنى اتفقنا عليه.. كانت لدينا نقطة واحدة عالقة بشأن الشخصية التي ستتولى الرئاسة تمّت تسويتها الليلة الماضية». أما المرشح الثالث فهو أنورا ديساناياكي (53 عاماً) زعيم حزب «جبهة تحرير الشعب» JVP اليساري الذي يشغل ثلاثة مقاعد في البرلمان. وسيضع النواب ترتيباً للمرشحين بحسب الأفضلية في الاقتراع السري، وهي آلية تمنحهم حرية أكبر من الاقتراع المفتوح. وسبق أن شهدت انتخابات سابقة اتهامات بعرض رشى تم قبولها مقابل منح الأصوات. ويحتاج المرشحون إلى أكثر من نصف الأصوات ليتم انتخابهم. وفي حال لم يتخط أي منهم العتبة كأول خيار، فسيتم استبعاد المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات ويتم توزيع الأصوات التي حصل عليها وفقاً للأفضلية الثانية. وسيتولى الرئيس الجديد السلطة على مدى الفترة المتبقية من ولاية راجابكسا التي تستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وفي حال وقع الاختيار على ويكريميسينغ، يتوقع أن يعيّـن وزير الإدارة العامة دينيش غوناواردينا رئيساً للوزراء علماً بأن الأخير كان صديقاً له منذ أيام الدراسة وهو موالٍ بشدة لراجابكسا.

(ا ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"