عادي
تشارلز الثالث يلتقي ممثلي الكومنولث.. وأستراليا ونيوزيلندا تسميانه ملكاً

مواكب جنائزية تودّع إليزابيث الثانية

17:27 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

احتشد آلاف الأشخاص بصمت، أمس الأحد، مع انتقال نعش إليزابيث الثانية من بالمورال إلى إدنبرة في رحلة بطيئة استمرت ست ساعات، عبر الأرياف الإسكتلندية العزيزة على قلب الملكة الراحلة. وغادر النعش قاعة الحفلات في قصر بالمورال حيث توفيت الملكة، الخميس، بعدما نقلَه إلى سيارة دفن الموتى ستة من حراس الصيد في الدارة الملكية. وكانت تلك اللحظات الأخيرة في قصر بالمورال إحدى الدارات الملكية المفضلة لدى إليزابيث الثانية، حيث كانت تمضي جزءاً من فصل الصيف.
وانطلق الموكب بعد ذلك تحت شمس ساطعة. وعند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (9 ت غ)، اجتازت السيارة التي تحمل النعش المصنوع من خشب السنديان بوابة القصر.
وقد غطى النعش العلم الملكي الإسكتلندي وإكليل من الورد الجبلي والأضالية، وسلة الزهور من حدائق قصر بالمورال. ومر الموكب المؤلف من سبع سيارات ببطء أمام باقات الزهر الموضوعة عند أبواب الدارة الملكية.
تكريم ووفاء
وما إن أعلنت وفاة الملكة المحبوبة جداً في بلادها، الخميس، حتى بدأ أبناء المنطقة يتقاطرون إلى المكان لينضم إليهم لاحقاً أشخاص أتوا من كل أرجاء إسكتلندا ودول أخرى. وقال الأستاذ الجامعي مارك ليندلي هايفيلد البالغ 47 عاماً، والمقيم في إنفرنس على بعد نحو ساعتين من بالمورال: «شعرت بالحاجة لآتي إلى بالمورال» تكريماً للملكة.

الصورة
1

وأوضحت نيا غراي وانل وهي عالمة تقيم في بلدة بالاتير المجاورة: «هي الملكة الوحيدة التي عرفتها طوال حياتي».
وكانت بالاتير أول بلدة يجتازها الموكب. وقد انتشر مئات الأشخاص على طول الشارع الرئيسي وارتدى كثيرون منهم الأسود. ووقف أمام كنيسة البلدة رجال دين، وقد انحنى بعضهم عند مرور النعش، وممثلون للسلطات المحلية باللباس الإسكتلندي التقليدي. ونثر البعض الورد عند مرور الموكب.
وقالت إليزابيث ألكسندر البالغة 69 عاماً ووُلدت في يوم تتويج الملكة عام 1953: «لقد كانت مثل فرد من العائلة، يغمرنا الحزن لأنها لن تكون معنا»، بينما قالت نيكولا جيبسون وهي تبكي: «قطعنا مسافة طويلة اليوم للمجيء إلى هنا، لكننا شعرنا بأنه من المهم حقاً أن نأتي ونبدي التقدير عند مرورها من بالاتر.. أشعر مثلي مثل غيري بالكثير من المشاعر». وعبر الموكب بعد ذلك بلدات عدة في بانكوري وعلا التصفيق بينما انهمرت دموع على وجنة امرأة حاضرة.
مراسم دينية
واجتاز الموكب نحو 300 كيلومتر عبر الأرياف الإسكتلندية الخضراء ليصل بعدها إلى قصر هولرودهاوس المقر الرسمي للملكة في إسكتلندا في العاصمة إدنبرة قرابة الساعة 15:00 (ت غ). وسيبقى النعش في القصر خلال الليل. وسيسجى جثمان الملكة بعد ذلك مدة 24 ساعة في كاتدرائية سانت جيل، حيث ستقام مراسم دينية. ومساء الثلاثاء ينقل النعش جواً إلى لندن حيث يظل في قصر بكنغهام ثم يُنقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك مكشوفاً لأربعة أيام. ويتاح في هذه الأيام الأربعة المجال أمام عشرات آلاف الأشخاص لإلقاء النظرة الأخيرة على ملكتهم الراحلة.
وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء ليز تراس للصحفيين: «من البديهي القول إننا يمكن أن نتوقع أعداداً كبيرة من الناس». وتنضم تراس التي كان تعيينها رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي آخر عمل علني للملكة، إلى الملك تشارلز ليقوم الرئيس الجديد للدولة ورئيسة الوزراء بجولة في دول المملكة المتحدة الأربع في الأيام القليلة المقبلة.
والموكب البطيء هو الحدث الأول ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنتهي بالجنازة الرسمية في كنيسة وستمنستر في لندن في 19 من سبتمبر/أيلول. وأثارت وفاتها حزناً عميقاً وإشادات حارة، ليس فقط من المقربين في عائلتها والكثيرين في بريطانيا، ولكن أيضاً في جميع أنحاء العالم في انعكاس لحضورها الذي استمر على الساحة الدولية لسبعة عقود.
جنازات ملكية
وعلى الرغم من أن وفاة إليزابيث لم تكن مفاجأة بالكامل نظراً لعمرها وحقيقة تدهور صحتها في الفترة الأخيرة ورحيل زوجها الأمير فيليب العام الماضي بعد زواج دام 73 عاماً، اتسم استقبال النبأ بنوع من الصدمة. وقال حفيدها الأمير وليام، الذي أصبح الآن وريث العرش، للمعزين أمس الأول السبت، لدى لقائه الحشود عند قلعة وندسور: «كنا جميعاً نظن أنها لا تُقهر».

الصورة
1

وأعلن قصر باكينغهام، السبت، أن مراسم الجنازة الوطنية ستقام في 19 من أيلول/سبتمبر في دير ويستمنستر في لندن، المكان الذي تُقام فيه الأعراس والجنازات الملكية ومراسم تتويج الملوك منذ قرابة ألف عام. وفي هذه الكنيسة بالذات تزوّجت إليزابيث الثانية التي كانت لا تزال أميرة تبلغ 21 عاماً، فيليب ماونتباتن في تشرين الثاني/نوفمبر 1947، كما توّجت فيها ملكة في الثاني من حزيران/يونيو 1953.
ويُتوقع حضور شخصيات مرموقة من العالم كلّه مراسم التأبين بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، إضافة إلى عدد كبير من الملوك. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw8d4vwu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"