عادي

كيف سقطت بوركينا فاسو في قبضة روسيا بعد انهيار تحالفها مع فرنسا؟

18:14 مساء
قراءة 3 دقائق
بوركينا فاسو
بوركينا فاسو
واغادوغو - أ ف ب
في مبنى ضمن السوق الرئيسي في عاصمة بوركينا فاسو التي شهدت انقلاباً قبل أسبوع، عاد عمل الحسن إلى طبيعته بعدما قضى عطلة نهاية الأسبوع الماضي منشغلاً في «خياطة الأعلام الروسية»، التي ازداد الطلب عليها.
وكان مشهد الأعلام الروسية بألوانها الثلاثة التي رفعها المتظاهرون في واغادوغو نهاية الأسبوع الماضي لافتاً، في ظل الاضطرابات التي تشهدها الدولة الواقعة في منطقة الساحل.
ونزل محتجون مؤيدون لروسيا إلى الشوارع في ذروة ثاني انقلاب عسكري تشهده البلاد في غضون أقل من تسعة أشهر.
وتم تنصيب الكابتن إبراهيم تراوري البالغ 34 عاماً رئيساً للمجلس العسكري.
تزعّم تراوري مجموعة من الضباط الساخطين على الوضع وأطاح باللفتنانت كولونيل بول-هنري سانداوغو داميبا الذي سبق أن أطاح بدوره برئيس البلاد المنتخب في يناير/كانون الثاني.
ودافع كلاهما عن انقلابيهما على أساس أن كلاًّ منهما هو الأقدر على التحرّك ضد التمرّد الدامي الذي تنفذه مجموعات جهادية متطرفة.
لكن البعض يقولون إن خلاصة ما حصل، والذي ترافق مع تظاهرات مناهضة لفرنسا ومؤيدة لروسيا، تحمل مؤشرات جديدة.
فهل بوركينا فاسو بلد آخر حليف لفرنسا في إفريقيا يسقط في قبضة الكرملين؟

نظرية الدومينو

أقامت روسيا علاقات وطيدة في جمهورية إفريقيا الوسطى، ومن ثم مالي المجاورة لبوركينا فاسو، تجسّدت في دعم عسكري روسي وتراجع الهيمنة الفرنسية.
على سبيل المثال، شمل دعم موسكو للمجلس العسكري في مالي تقديم طائرات حربية ومروحيات وعناصر مقاتلين وصفهم الجيش بأنهم مدرّبون، لكن الدول الغربية أشارت إلى أنهم مرتزقة من مجموعة «فاغنر».
ومع توتر علاقاتها مع مالي وارتفاع أسهم روسيا، سحبت فرنسا آخر جنودها المنتشرين ضمن قوة لمحاربة المتطرفين منذ عام 2013.
وفي منطقة الساحل وغيرها من مناطق غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، استُهدفت فرنسا بحرب إعلامية. فازداد التنديد بها على وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية ماضيها الاستعماري الذي انتهى مطلع ستينات القرن الماضي، ونتيجة تدخلاتها خلال حقبة ما بعد الاستقلال.
لكن مراقبين يحذرون من التسرّع في استنتاج أن بوركنا فاسو هي آخر بلد حليف لفرنسا ينتهي به الأمر في فلك روسيا.
وقال دبلوماسي من الساحل: «سنرى ما الذي سيحصل في الأشهر القليلة المقبلة لتصبح لدينا صورة كاملة»، وهو ما اتفقت معه مصادر أخرى أحدها بوركيني.

علاقات تاريخية

ويوضح هنري كوبيزارا، الذي ترأس مجموعة الصداقة البرلمانية بين روسيا وبوركينا فاسو بين العامين 2015 و2020، أن العلاقات «لطالما كانت قائمة بين البلدين، رغم أنها كانت أقل وضوحاً في الماضي».
وكما هي الحال بالنسبة لمالي، فإن العلاقات السياسية والتبادلات التعليمية مع موسكو تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي السابق وبداية فترة ما بعد الاستعمار.
لكن بدأت العلاقات تخفّ في منتصف ثمانينات القرن الماضي مع انطلاق فترة الإصلاحات السوفييتية (بيريسترويكا)، ومن ثم اصطدمت بانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، بحسب كوبيزارا.
وأضاف أن روسيا عادت اليوم «لتشعر بالارتياح» في إفريقيا؛ حيث تحظى بتقدير الجيل الجديد.
ويعدّ مؤسس مجموعة «على فرنسا المغادرة» لاسان ساواداغو من بين الشخصيات الشابة المؤيدة لروسيا التي برزت خلال العقد الأخير.
وتشمل القائمة الفرنك الإفريقي الذي أسسته فرنسا كعملة موحدة لتسهيل التعاملات المالية بين مستعمراتها السابقة، والذي ترى فيه مجموعات ناشطة دكتاتورية نقدية، إضافة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
كما تُتّهم فرنسا بالتدخل لإبرام عقود تصب في مصلحة شركاتها والاستيلاء على معادن استراتيجية.
وأفاد كوبيزارا بأن على موسكو ألّا تتحول إلى هوس بالنسبة للمراقبين المعنيين ببوركينا فاسو.
لكنه أشار، على غرار الأشخاص الذين تظاهروا في واغادوغو، إلى أن قوات بوركينا فاسو المسلحة بحاجة ماسة إلى الدعم العسكري الروسي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9262y7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"