دبي: حمدي سعد
قال ممثلو شركات عالمية على هامش «جيتكس جلوبال 2022»: إن دولة الإمارات باتت مركزاً إقليمياً وعالمياً فيما يتعلق بتطوير مراكز البيانات وقيادة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي الذي يأتي ضمن أهم مكونات التحول الرقمي في الدولة.
وأضافوا أن الإمارات أصبحت بيت خبرة في هذا المجال، ما يتضح من انتقال الشركات الإماراتية والمحلية إلى التوسع في منطقة الخليج العربي والمنطقة وشمال إفريقيا لبناء مراكز بيانات للحكومات أو للقطاع الخاص.
حسن النقبي: «خزنة» تطور مركزاً بالشارقة وتدير 12 أخرى
وقال حسن النقبي، الرئيس التنفيذي، خزنة داتا سنتر عن إجمالي المشاريع التابعة للشركة، لاسيما بعد الإعلان عن المشروع المشترك بين (&e) و«جي 42»: بعد التوقيع الرسمي على اتفاقية دمج مراكز البيانات بين (&e)، و«جي 42»، أواخر 2021، تدير «خزنة داتا سنتر» حالياً شبكة مراكز البيانات المشتركة ال 12 الجديدة، بما يجعلها أكبر مزوّد لمراكز البيانات في الإمارات والمنطقة.
وأضاف النقبي، في الوقت الحالي، تدير (خزنة) العديد من منشآت مراكز البيانات ضمن مواقع مختلفة في الإمارات، وتستعدّ للتوسّع خارجها، ولترسيخ وجودها في أسواق جديدة مثل السعودية والكويت ومصر وإندونيسيا.
وتجري الآن خططاً ضخمة لتوفير قدرة استيعابية تصل إلى 300 ميجاوات، لتعزيز الاقتصاد الرقمي في الإمارات، وترسيخ مكانتها وجهةً مفضّلة لشركات التكنولوجيا العالمية.
ومن المقرر أن تستحوذ كلّ من «جي 42» و(&e) (مجموعة اتصالات) على 60%، و40% على التوالي من «خزنة داتا سنتر».
وعن إجمالي استثمارات «خزنة داتا سنتر» بحلول نهاية 2022 قال النقبي: تضاعف حجم استثمارات (خزنة) في عام 2022 ومن المتوقع أن تضاعف الشركة الإيرادات، مقارنة ب 2021.
الاستدامة
وحول التوجه إلى مراكز البيانات الخضراء، أوضح أن الاستدامة أصبحت ضرورة أساسية تشمل الأعمال في كلّ القطاعات تقريباً. وتبذل الإمارات جهوداً مدروسة لمستقبل أكثر استدامة، وقد قمنا في «خزنة داتا سنتر» بتركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية في مواقف السيارات، واستخدام إضاءة LED مع أجهزة استشعار الحركة في جميع المنشآت، والتي تستهلك قدراً أقلّ من الكهرباء وتولدّ حرارة أقلّ، الأمر الذي يقلّل الحاجة إلى تكييف الهواء وقد تمّ إنشاء مراكز البيانات الجديدة واعتمادها وفق معايير «4 لآلئ من استدامة» في أبوظبي، ومعايير «لييد جولد» للمباني الخضراء.
وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أطلقت «خزنة داتا سنتر» و«بيئة للرقميات» مشروعاً مشتركاً لإنشاء أول مركز بيانات من المستوى الثالث Tier III في الشارقة.
وبحلول نهاية عام 2023، تطمح «خزنة داتا سنتر» للوصول إلى سعة إجمالية في مراكز بياناتها تبلغ 300 ميجاوات في دولة الإمارات.
نعمت الجيار: 4.1% نمو السوق في الدولة حتى 2026
وقالت نعمت الجيار، مدير مركز التميز للذكاء الصناعي وعلم البيانات في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة هيريوت وات بدبي: تعد دولة الإمارات الدولة الأولى في الريادة في منطقة الخليج العربي في تأسيس مراكز البيانات فوفقاً ل MarkNtel Advisors، من المتوقع أن ينمو سوق مراكز البيانات في الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 4.1% خلال الفترة من 2021 إلى 2026.
وأضافت الجيار: من المتوقع أن ينمو سوق مراكز البيانات الخضراء عالمياً إلى 140.3 مليار دولار بحلول عام 2026 بمعدل نمو قدره 19.1% وتحرص دولة الإمارات دائماً على تبني أحدث التقنيات، وهو ما تجلى بوضوح في التطور السريع لشبكات الجيل الخامس وموجة التحول الرقمي لدعم رؤية الحكومة بالنظر إلى الاعتماد المتزايد على الاقتصاد الرقمي.
وقالت الجيار: وفقاً لتقرير «موردورإنتيليجنز» بلغت قيمة سوق مراكز البيانات الخضراء 53.19 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 181.91 مليار دولار بحلول عام 2026، مسجلاً معدل نمو سنوياً مركباً بنسبة 23.01% خلال فترة التوقعات (2021 - 2026). أدى القلق بشأن النسبة المئوية المتزايدة لاستهلاك الطاقة من قبل مراكز البيانات إلى تنبيه الحكومات على مستوى العالم لتنظيم استهلاك الطاقة، وهو العامل الأساسي لقيادة سوق مراكز البيانات الخضراء.
وأوضحت الجيار أنه من المتوقع أن يزداد نمو سوق مراكز البيانات الخضراء كنتيجة للمزايا التي نشهدها في حال تطبيق تلك الاستراتيجيات والتقنيات الحديثة مثل المدخرات طويلة الأجل وعائد الاستثمار.
وتعد مراكز البيانات الخضراء مستقبل القطاع في السنوات المقبلة؛ حيث إنه يمكن للتقنيات الخضراء الجديدة أن تساعد مراكز البيانات التقليدية على أن تصبح أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الطاقة.
ويمكن لمركز البيانات الأخضر توفير ما يصل إلى 60% في كلفة الأجهزة وزيادة بنسبة 32% في كفاءة استخدام الطاقة إذا تمت إدارته بشكل مناسب.
الكُلفة العالية
وأشارت الجيار إلى أن التحديات التي تواجه مراكز البيانات الخضراء تتمثل أولاً في الكُلفة العالية في البنية التحتية؛ حيث الاستثمار الأولي في بناء مركز بيانات أخضر موفر للطاقة أعلى نسبياً من كُلفة بناء مركز بيانات تقليدي لكن من الجيد القول إن ظهور أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في التبريد والطاقة، زاد من فرص نمو القطاع فمن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دوراً كبيراً في المستقبل لتشغيل مراكز البيانات وتبريدها بكفاءة في جميع أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال، تعمل غوغل مع شركة DeepMind البريطانية للذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي تساعد في تقليل الطاقة اللازمة لأغراض التبريد من دون الحاجة إلى عمليات نقل مكلفة لمراكز البيانات.
كامل الطويل: تمكن «الصغيرة والمتوسطة» من النمو
من جانبه قال كامل الطويل، المدير الإداري لشركة إكوينيكس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: شهدت دولة الإمارات استثمارات متنامية ومتسارعة في قطاع مراكز البيانات، ويعود ذلك في الأساس إلى زيادة وتيرة الرقمنة في الدولة؛ حيث تتبنى المزيد من المؤسسات العامة والخاصة استراتيجيات رقمية لتوسيع نطاق عملياتها، وتعزيز تجارب عملائها، وإطلاق العنان لقيمة التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. وإضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المتزايد لاستراتيجيات «الحوسبة السحابية أولاً» إلى دفع مستويات الطلب والنمو في قطاع مراكز البيانات؛ حيث نشهد المزيد من عملاء المؤسسات والشركات الذين يطالبون بتوفر سعة إضافية للبيانات.
وأضاف الطويل، ندير حالياً العديد من مراكز البيانات في دولة الإمارات وتعد مراكز بيانات إكوينيكس نقطة تجميع طبيعية للاتصال الإقليمي والدولي ومركزاً للأعمال التجارية الدولية في المنطقة وشمال إفريقيا.
وتحظى دولة الإمارات بمكانة عالمية في تبني ونشر التقنيات المبتكرة وتستثمر دولة الإمارات في مجالات الرقمنة لتحفيز الوصول إلى الاقتصاد الرقمي المستقبلي.
وتتوقع شركة ماكينزي أن يصل حجم سوق البيانات المفتوحة من 3 إلى 5 تريليونات دولار سنوياً.
ومن شأن الاستخدام الأكبر للبيانات المفتوحة أن يفيد الشركات في دولة الإمارات على عدة مستويات وتشجيع الابتكار واستحداث العديد من الفرص التجارية وإزالة الحواجز التي تواجه الشركات الصغيرة وتمكّنها من اكتساب نفس الرؤى التسويقية والتجارية التي تتمتع بها المؤسسات الكبيرة وبكلفة منخفضة.
