عادي
طموحات ليس لها سقف أو حدود

الإمارات.. سباق مع الزمن في سبر أغوار الفضاء

00:13 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: يمامة بدوان
طموحات لا تنضب، ليس لها سقف أو حدود، تؤكد أن دولة الإمارات تعمل دائماً بطموح لا يعرف المستحيل، وهمة لا تتوقف، من أجل تحقيق مستقبل أفضل، يؤسس لحقبة جديدة في علوم الفضاء، ويشكل نقلة معرفية كبيرة في مجال استكشاف الفضاء.

ولأن الإمارات وشعبها لا يعرفان المستحيل، ولأن القمر يعد جزءاً من الفضاء، فإنه لم يغب عن طموح القيادة الرشيدة، فكان يوم 11 ديسمبر/ كانون أول 2022، حدثاً تاريخياً، يُضاف إلى سجل الدولة، بإطلاق المستكشف «راشد» إلى سطح القمر، لتكون الإمارات الأولى عربياً التي تهبط على سطح القمر في حال تكللت المهمة بالنجاح.

يعود إعلان مشروع الإمارات لاستكشاف القمر إلى 29 سبتمبر/ أيلول 2020، حيث تم تطوير المستكشف بجهود إماراتية 100%؛ ومن المتوقع أن يصل وجهته أواخر إبريل/ نيسان 2023، قاطعاً مسافة 384 ألف كم، وسيهبط في منطقة لم تتم دراستها من قبل، ما يجعل الإمارات توفر بيانات هي الأولى من نوعها للعالم.

هذا كان أبرز أحداث العام الجاري، في مجال الفضاء وتطوير تقنياته وعلومه، ما جعل الإمارات تسبق الزمن في سبر أغواره العميقة، بمشاريع عملاقة، جعلتها تتبوأ مكانة تنافسية مع بلدان عالمية، بما أضحت معه محط أنظار العالم ومحل اهتمامه، وهي تضيف بصمة جديدة إلى تاريخها.

ولم يكن اهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء والفلك وليد اللحظة؛ بل يرجع إلى سبعينات القرن الماضي، عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فريق وكالة «ناسا»، والذي كان يضم 3 رواد فضاء، ومعهم الدكتور فاروق الباز، المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر؛ حيث كان هذا اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الدولة بالفضاء منذ 5 عقود، ما أدى إلى ولادة قطاع وطني للفضاء مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات في إبريل/ نيسان 1997 ومؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «إياست» في فبراير/ شباط عام 2006 وشركة الياه للاتصالات الفضائية «ياه سات» عام 2007 ووكالة الإمارات للفضاء عام 2014 ومركز محمد بن راشد للفضاء في فبراير/ شباط عام 2015.

برنامج وطني للأقمار

وفي 17 يوليو/ تموز 2022، وبدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أطلقت الإمارات البرنامج الوطني للأقمار الصناعية الرادارية «سرب»، لتطوير سرب من الأقمار الرادارية الذي يوفر تصويراً رادارياً على مدار الساعة، وفي جميع الأحوال الجوية، في حين أُعلن تأسيس صندوق وطني بقيمة 3 مليارات درهم، لدعم قطاع الفضاء.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، سجلت دولة الإمارات قفزة كبرى، لتعلن في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وضمن مشاريع الخمسين عن مهمة جديدة، بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تشمل بناء مركبة فضائية إماراتية تنطلق في عام 2028، وتقطع 3.6 مليار كيلومتر، في مهمة علمية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، تستمر حتى عام 2033، لتكون الإمارات أول دولة عربية، ورابع دولة عالمياً، ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.

«مسبار الأمل»

يشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» أهمية كبرى، كونه يعزز حضور الإمارات في صفوف المجتمع الدولي المعني بقطاع الفضاء، ما يتيح الحصول على صورة فعلية هي الأولى من نوعها عن الغلاف الجوي للمريخ.

وفي ظل وجود قيادة رشيدة، تؤمن بأن لا شيء مستحيل، شقت دربها طوال 204 أيام، وتحديداً فجر 20 يوليو/ تموز 2020، حتى وصلت إلى الكوكب الأحمر، عبر «مسبار الأمل»، لتعلن أن «المهمة تمت»، مساء 9 فبراير/ شباط 2021.

قانون الفضاء

ولم تقتصر ريادة الدولة في مجال المشاريع الفضائية فحسب؛ بل أعلنت في فبراير/ شباط 2020، تفاصيل قانون الفضاء الأول من نوعه عربياً وإسلامياً، ما يجعله مرجعاً للدول، التي تفكر في إصدار قوانين مشابهة؛ إذ يشمل أنشطة تعد حديثة نسبياً لم تتطرق إليها قوانين أخرى عالمية وأنشطة مستقبلية، تنوي الإمارات تطوير البنية التحتية المناسبة لها مستقبلاً.

في 5 ديسمبر/ كانون أول 2022، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، انطلقت النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء الأول من نوعه عالمياً، على مدى يومين، بمشاركة واسعة من أكثر من 300 صانع قرار وممثل عن وكالات الفضاء ووزراء وشركات متخصصة عالمية من أكثر من 47 دولة.

«المريخ 2117»

وفي 13 فبراير/ شباط 2017، أعلنت الإمارات مشروع «المريخ 2117»، الذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية، في استكشاف الكوكب الأحمر، كذلك بناء أول مستوطنة بشرية على المرّيخ خلال 100 عام، عبر قيادة تحالفات علمية بحثية دولية؛ لتسريع العمل على الحلم البشري القديم في الوصول إلى كواكب أخرى.

وفي مارس 2019، أطلقت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، وهي تحدد الإطار العام لقطاع الفضاء في الإمارات والأنشطة التي يعمل عليها خلال العقد المقبل.

مشاريع طموحة

بدأت الإمارات رحلة الأقمار الصناعية في 19 أكتوبر 2000، بإطلاق القمر «الثريا1»، أعقبه في 2003 إطلاق «الثريا 2»، وعام 2008 «الثريا 3»، ومن المتوقع إطلاق «الثريا 4» في الربع الأخير من عام 2023.

وفي 2009، أطلق القمر «دبي سات 1»، الذي شارك في بنائه مهندسون إماراتيون بنسبة 30%، ويعدّ أولى مراحل دخول الدولة عالم تصنيع الأقمار الصناعية، أعقبه في 2011 إطلاق «الياه 1»، وفي 2012 «الياه 2»، وخلال نوفمبر 2013، أعلن نجاح إطلاق القمر «دبي سات 2»، وشكل المهندسون الإماراتيون الذين عملوا على تصميمه وتصنيعه نسبة 70% من فريق العمل.

رواد ومحاكاة

في 25 يوليو/ تموز 2022، تم الإعلان عن اختيار سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي للقيام بأول مهمة إماراتية عربية طويلة الأمد على متن المحطة الدولية، ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» و«سبيس إكس كرو 6» التي ستنطلق في ربيع عام 2023، وتمتد 6 شهور

كما شكلت رحلة هزاع المنصوري إلى المحطة الدولية في 25 سبتمبر/ أيلول 2019، منعطفاً مهماً في تاريخ دولة الإمارات، ليكون أول رائد فضاء عربي يؤدي مهام علمية على متن المحطة.

وفي 25 يوليو 2022، اختير سلطان النيادي، للمشاركة في أول مهمة طويلة الأمد على متن المحطة الدولية، تستمر 6 أشهر في ربيع عام 2023.

وفي 3 يوليو 2022، غادر صالح العامري، رائد محاكاة الفضاء، كبسولة العزل في «سيريوس 21».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/hz9apt8b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"