عادي

ترميم 3 لوحات ترمز إلى «النهضة الثقافية اللبنانية»

20:18 مساء
قراءة دقيقتين

من بين عشرات اللوحات التي كانت في متحف سرسق للفن التشكيلي في بيروت وشوّهها انفجار مرفأ المدينة في 4 آب/ أغسطس 2020 ثلاث مرتبطة بشخصيات «ساهمت في نهضة الحياة الثقافية اللبنانية»، عادت الثلاثاء إلى مكانها بعد عملية إنقاذ لها في مركز بومبيدو الفرنسي.

تقول مديرة متحف سرسق للفن التشكيلي القديم والمعاصر كارينا الحلو: «إن اللوحات الثلاث التي عُلقت الثلاثاء أُرسلت إلى باريس لترميمها بعد الانفجار المروّع الذي طالت أضراره الأحياء القريبة من المرفأ، ويقع المتحف في أحدها؛ لأن تصليحها كان صعباً ومعقداً مقارنة بالقطع الفنية الأخرى المتضررة».

وأضافت الحلو «خضعت هذه اللوحات لأشهُر من العمل في قسم حفظ الأعمال الفنية في مركز بومبيدو»، الذي يُعد واحداً من أكبر متاحف الفن الحديث والمعاصر في العالم لتعود كما كانت.

بعناية فائقة، تولى مالك السطيف الذي يعمل في المتحف منذ نحو تسعة أعوام إخراج اللوحات المرممة في نهاية الأسبوع الفائت بدقة كبيرة من صناديقها الخشبية، وهو يضع قفازات.

تمثّل القطعة الأولى التي رسمها الهولندي كيس فان دونغن في ثلاثينيات القرن العشرين مؤسِسَ المتحف نقولا سرسق جالساً على كرسي، وقد تعرّضت لتمزّق عميق أفقي قرب العين. وستُثبّت اللوحة حيث كانت، في مكتب نقولا سرسق في الطبقة الثانية. ويقول السطيف: «كأنها كانت مريضة وسافرت لتتعالج».

وتروي الحلو أن دونغن الهولندي الأصل الذي كان يعيش في فرنسا زار بيروت يومها ورسم بورتريهات عدة في العاصمة اللبنانية لعائلات من هذه المنطقة ولرجال دين. وتشدد على أنّ «لهذه اللوحة معنًى مهماً في مجموعة المتحف؛ إذ تؤكد انفتاح لبنان على الغرب ودور بيروت الريادي؛ إذ كان الفنانون الأجانب يقصدونها».

وحين فتح مالك السطيف الصندوق الثاني أطلت منه لوحة زيتية للرسام اللبناني بول غيراغوسيان عنوانها «مواساة»، تنبض حناناً ويخيّم عليها اللون الأبيض، فخاطبها قائلاً: «اشتقت إليكِ». إذ هي من مجموعة المتحف الدائمة، وتمثّل طيف أسرة تحضن طفلها. وتوضح الحلو أن بول غيراغوسيان الذي يعد من أبرز وجوه الفن التشكيلي اللبناني «تأثر بالحرب، وتميز برسم الأم التي تحمل ابنها».

وتفحّصت الحلو بإعجاب ترميم التشققات في اللوحة الثالثة ذات الألوان النارية، ولاحظت العمل الدقيق في نسج كل خيط من خيوط هذا الرسم الشخصي (بورتريه) العائد إلى عام 1967 بريشة سيسي تمازيو سرسق، ويمثّل الرسّامة أوديل مظلوم التي أسست صالة عرض فنية في بيروت، «وكانت منذ الستينيات من أبرز الوجوه الثقافية البيروتية».

وتكمن أهمية اللوحات الثلاثة في كونها تعبّر عن «ذاكرة بيروت الثقافية والفنية»، بحسب الحلو التي تذكّر بأن «نقولا سرسق، وأوديل مظلوم، وبول غيراغوسيان ساهموا في نهضة الحياة الثقافية في لبنان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvb5rhym

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"