عادي

تعرف إلى تطورات علم نفس الطفولة

16:23 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»
هذا كتاب عن الطفولة وبراءتها، عندما تتجلى في حوار بين طفل وأبيه، الكتاب بعنوان «عن أحلام الطفولة» ويتخذ أكثر من عنوان جانبي، منها «يوميات وأحلام طفل مصري في طشقند» فقد جرت هذه الحوارات في طشقند.
المؤلف د. مجدي زعبل، يؤكد أن الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، وسرد لحكايات حقيقية، يستمتع بها الصغار، لكنه موجه للكبار قبل الصغار، والهدف استحضار حق أصيل وغائب، من حقوق الطفولة، وهو استعادة الوعي لأطفالنا، حين كانوا لا يملكون الذاكرة الكافية، وتبصيرهم بما كانوا عليه في بواكير أيامهم.
كان مؤلف الكتاب يحتفظ بتسجيلات خاصة لأطفاله، منذ أول لحظات النطق، كان الهدف هو توثيق هذه الفترة التي يكون فيها وعي الأولاد غائباً، حتى إذا كبروا، يمكنهم استرداد ما فقدوه من ذكريات، فيبقى لديهم سجل ثري من الأحلام، وطعم الكلمات الأولى والذكريات والصور، ما يعكس لهم نسبياً الصورة، التي كانوا عليها في الصغر.
كانت فلسفة التسجيل هي محاولة الإمساك باللحظة، قبل أن تفر وتختفي مع الوقت، أو تنسحب من تلافيف الذاكرة، كما أنها حفظ لتاريخ اللحظة الإنسانية، التي تحمل الرؤى والمشاعر لمن يهمه الأمر في مقتبل العمر، هذه الحوارات مع الأطفال، وهذه التسجيلات، تمثل قيمة تربوية مهمة، فهي تعطي للطفل إحساساً بأهميته في الأسرة، وأهمية ما يقوله، ويحلم به، ثم إن الحوار مع الأب أو الأم، يمثل عنصر ثقة للطفل في هذه السن، لأنه يعطيه الفرصة للتحدث والتعبير عن ذاته الصغيرة البريئة، بكل عفويتها وتلقائيتها.
يقترب هذا الكتاب في فكرته وهدفه من العمل الكبير «الطفولة في التاريخ العالمي» لمؤلفه بيتر ستيرنز الذي دون فيه من منظور تاريخي تطور واقع الطفولة وتحدياتها منذ القدم، في مختلف المجتمعات العالمية، وفي عصور مختلفة.
تاريخياً يمكن القول إن جون لوك في القرن السابع عشر هو أول من نادى بضرورة دراسة الطفل، وكان هدفه من ذلك يرمي إلى تكوين عادات جديدة للطفل، تتماشى مع القيم الاجتماعية لجماعته، بل وطالب بالعمل على قمع الميول الطبيعية للطفل، التي لا تتفق مع العادات الاجتماعية السائدة.
على العكس من ذلك وفي القرن الثامن عشر جاء الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، فنادى بأهمية إعطاء الطفل حريته، ليتمكن من التعبير عن ميوله الطبيعية ودوافعه الفطرية، وفي القرن التاسع عشر جاء فروبل الذي يعد أول مؤسس لرياض الأطفال في شكلها المعاصر، والذي نشر عام 1828 كتابه «تربية الإنسان» الذي سجل فيه ملاحظاته عن سلوك الأطفال في البيت والمدرسة.
خلال سنوات متلاحقة، وفي عام 1882 نشر بروير كتابه «عقل الطفل» وشرح فيه الأفعال المنعكسة للطفولة عند الميلاد وتفاعل تلك الأفعال بمراحل النمو، وتزامن في هذه المرحلة ظهور سيجموند فرويد وواطسون، وغيرهما، واتسع علم نفس الطفولة، حتى وقتنا هذا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8uptne

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"