عادي

بيترى تالاس: الإمارات نموذج يحتذى في تخفيف آثار التغيّر المناخي

23:42 مساء
قراءة 3 دقائق

قال البروفيسور الدكتور بيتري تالاس، السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن اقتصاد الإمارات يعتمد بنسبة أقل من 20 % على الوقود الأحفوري، ما يمثل نموذجاً جيدا للغاية في منطقة الخليج، وغيرها، مشيراً إلى أن هذا التوجه نحو خفض الاعتماد على الطاقة المستخلصة من الوقود الأحفوري يعد أمراً حيوياً للغاية عند الحديث عن النجاح في تخفيف آثار التغيّر المناخي، حيث على الدول أن تحذو حذو الإمارات وبدء إحلال مصادر طاقة الوقود الأحفوري بمصادر صديقة للمناخ.

وأضاف بمناسبة استضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» نهاية العام، أن المنتدى الاقتصادي العالمي أكد أن التغيّر المناخي يمثل مشكلة اقتصادية كبيرة، ويمكن أن يمثل مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، إذا فشلنا في التخفيف من حدة التغيّرات المناخية، أو إجراءات التكيف.

وأوضح أنه من جانب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإنها هي التي تستضيف الهيئة الدولية المعنية بالتغيّر المناخي، وتقدم تقريراً سنوياً عن حالة المناخ، والذي يؤكد حتى الآن أن المؤشرات سلبية، حيث وصلت نسبة كثافة غازات الدفيئة إلى مستوى قياسي، إذ سجلت المنظمة زيادة كبيرة في معدلات الاحترار في المحيطات، إضافة إلى تسارع في ذوبان الثلوج كما تضاعف ارتفاع مستوى البحار خلال العشرين عاماً الأخيرة، وبدأ العالم يشاهد أيضاً زيادة كبيرة في الكوارث المناخية.

ولفت البروفيسور تالاس إلى أنه إضافة إلى ذلك، ما ترصده المنظمة من تحديات أكبر على صعيد توفر المياه والجفاف وكذلك حرائق الغابات، وهذا كله له تأثير سلبي للغاية في الحياة البشرية.

وذكر أن العالم بدأ التحرك بالفعل لإيجاد حل، ولكن ليس بالسرعة الكافية حتى الآن، فيما يتعلق بالحفاظ على معدل 1.5 درجة مئوية مقارنة مع درجتين أو 2.3 درجة، وتحقيق هدف اتفاق باريس المناخي، محذراً من أن العالم سيواجه المزيد من المشكلات والتحديات إذا لم يسارع لتحقيق هذا الهدف.

وعن رؤيته لاستضافة دولة الإمارات لقمة الدول الأطراف المعنية بتغيّر المناخ في نهاية العام الجاري، قال إنه سعيد بزيارة أبوظبي مرتين هذا العام، وكذلك باللقاء مع الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف.

وأكد أن المنظمة سعيدة للغاية للخطوات التي تقوم بها دولة الإمارات، والتي تتمثل في ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات مثل الطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التي تدعم توجه المنظمة للتعامل مع قضايا التغيّر المناخي، وكذلك لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ارينا)، والتي تعد منظمة مهمة للغاية في هذا المجال.

وأعرب السكرتير العام للمنظمة الدولية عن أمله في أن يرى المزيد من الدول تتوجه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة كما تفعل الإمارات.

وقال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن لديه ثقة كبيرة للغاية في أن المشكلة المناخية تدركها الإمارات والدول المجاورة وغيرها جيداً، وبما يعني الحذو حذو الإمارات في ما يخص التعامل مع النشاطات التي تستخدم الوقود الأحفوري حتى تكون جزءاً من الحل للمشكلة، بتحويل نظم الطاقة إلى نظم تستخدم الطاقة الصديقة للمناخ.

وأضاف أن ما تأمل المنظمة في تحقيقه هو المسارعة في تحويل نظم الطاقة إلى الطاقة المتجددة، ما يمكن للإمارات أن تساعد في ترويجه وتشجيع الدول عليه في المؤتمر، خاصة أنها أصبحت من الدول السباقة في هذا المجال.

ولفت إلى أن الطموح الأكبر هو النجاح في تحقيق ما التزمت به مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قبل عامين في غلاسكو بالحفاظ على درجة الحرارة عن 1.5 مئوية، خاصة أن هذا سيمثل أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لتحقيق هدف رفاه سكان الكوكب والاقتصاد العالمي والغلاف الجوى.

وقال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن الإمارات نجحت في تحويل الهيكل الاقتصادي ليكون اعتماده في جزء صغير منه على الوقود الأحفوري، وهذا يجعل الإمارات مثالاً جيداً للغاية، ونموذجاً يمكن للدول الأخرى المماثلة أن تتبعه، وأن تحذو حذوه، خاصة أن الإمارات تستخدم مواردها لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة، الأمر الذي ترحب به المنظمة بشدة.

وقال البروفيسور تالاس، إن المبادرة التي تضعها المنظمة على الطاولة هي الطرق الجديدة لمراقبة غازات الاحتباس الحراري، من خلال المحطات الأرضية والأقمار الصناعية، إضافة إلى نظم رصد المحيط الحيوي، ما يعتبر أمراً مهما للغاية. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4xwczs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"