عادي

المعرفة ملكية مشتركة

23:14 مساء
قراءة دقيقة واحدة

يعرض روبرت فرودمان في كتاب «المعرفة المستدامة.. نظرية في الدراسات البينية» لنظرية مقترحة في مجال الدراسات البينية، بعد أن أخذ هذا المجال مكانه في صدارة مشهد الدراسات الإنسانية المعاصرة.

ويرى فرودمان أن سلوك بعض علماء التخصصات المستقلة أشبه بسلوك تاجر يفكر في جودة بضاعته فقط، من وجهة نظره، لكنه لا يفكر في تنوع طرائقه والاستجابة جزئياً، لحاجات المستهلك، الذي تغيّر موقعه من العملية الإنتاجية للمعرفة، وتغيّرت الظروف المحيطة به، وكان جزء من هذا التغيير راجعاً إلى ثمار ما أنتجه العلماء أنفسهم من وسائل إشاعة وتخزين المعرفة.

ويشير المؤلف إلى أن الفلسفة البينية اشتقاقية في طبيعتها، لأننا لا نستطيع أن نتحدث عنها إلا بعد إنشاء التخصصات، ويرجع تاريخ التخصصات إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر.

ويؤكد فرودمان أنه إذا ما سألنا بعد ذلك: ما البينية؟ نجد الإجابات السلبية والإيجابية معاً، فمن الناحية السلبية يعني صعود البينية نهاية الحداثة، أي انهيار الفصل بين المجالات العامة، وعزل نوع واحد من المعرفة، وهو المعرفة العلمية، عن أنواع الخطاب الأخرى، كما أنه ينذر بنهاية الاستقلالية التخصصية، لأن المعرفة ستصبح ملكية مشتركة للمجتمع كله، غالباً عبر انتشار التعليم العالي وعبر الشبكة.

أما من الناحية الإيجابية، فالبحث البيني هو البحث الذي يعترف بالحدود، والحداثة قد عرفت بازدرائها للحدود، وعلى النقيض تتأسس الرأسمالية على النظام الاقتصادي القائم على تجاوز كل الحدود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd6n3utv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"