أصبحت «أبل» أول شركة مدرجة بقيمة سوقية 3 تريليونات دولار، ما يمثل علامة فارقة أخرى لقوة تقنية أعادت تشكيل المجتمع من خلال مجموعة من المنتجات المبتكرة التي تحقق أرباحاً مذهلة.
أغلقت أسهم «أبل» على ارتفاع بنسبة 2.3% عند 193.97 دولار يوم الجمعة، لتصل قيمتها السوقية إلى 3.04 تريليون دولار. «أبل» هي واحدة من عدد قليل من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «مايكروسوفت» وصانع الرقائق «إنفيديا»، الذي ساعد على دفع المؤشر «إس آند بي» إلى مكاسب تقارب 16% في النصف الأول، فيما تجاوزت مكاسب «ناسداك» 31%.
الشركة البالغة من العمر 47 عاماً والتي شارك في تأسيسها أسطورة وادي السيليكون ستيف جوبز، كانت قد تجاوزت لفترة وجيزة القيمة السوقية البالغة 3 تريليونات دولار في يناير/ كانون الثاني 2022، لكنها لم تتمكن من الصمود عند هذا السقف مع إغلاق السوق يومها. وبدلاً من ذلك، انزلقت أسهم «أبل» في هبوط مطول دفع قيمتها السوقية لفترة وجيزة إلى أقل من تريليوني دولار في بداية العام الجاري 2023، وسط تباطؤ في النمو وتوتر المستثمرين بشأن ارتفاع أسعار الفائدة التي أثرت في قطاع التكنولوجيا بأكمله.
ولم تقترب شركة «أبل» من عتبة 3 تريليونات دولار مرة أخرى حتى وقت سابق من الشهر الماضي، عندما كشفت الشركة في أول أسبوع من يونيو /حزيران عن منتج كبير هو الأكبر في الحقيقة منذ ابتكارات الراحل ستيف جوبز. سماعة رأس عالية الثمن تسمى «فيجين برو» تدفع المستخدمين إلى إعدادات اصطناعية تدمج الواقع الافتراضي بالواقع المعزز.
بين يناير ويونيو 2023، استعادت الشركة قرابة التريليون دولار إلى قيمتها السوقية، وفي ذلك مؤشر على ما المأمول من قبل المستثمرين للمرحلة المقبلة، وهل تطرق الشركة أبواب التريليون الرابع في 2024؟
- 9 ملايين منزل
على الرغم من الأهمية الرمزية إلى حد كبير للوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 3 تريليونات دولار، إلا أن حجمها لا يزال يخطف الأنفاس.
على سبيل المثال، يمكن بـ 3 تريليونات دولار أن تشتري ما يقرب من 9 ملايين منزل في الولايات المتحدة، بناءً على متوسط سعر المبيعات خلال العام الماضي حسب حساب «زيلو». وإذا تم توزيع 3 تريليونات دولار بالتساوي على كل شخص في الولايات المتحدة، فسيحصل كل شخص على حوالي 9000 دولار.
بـ 3 تريليونات ممكن أن تشتري ملياري جهاز آيفون 14 الجديد أو ربما ملياري ماك بوك.
مايكروسوفت هي ثاني أكبر شركة مدرجة بقيمة فوق 2.53 تريليون دولار. بينما تبلغ القيمة السوقية لعملاق النفط السعودي «أرامكو» 2.08 تريليون دولار. «ألفابيت»، الشركة الأم لـ «غوغل» و«أمازون» و«إنفيديا»، لديها قيم سوقية 1.52 تريليون، و1.34 تريليون و1.04 تريليون دولار على التوالي.
- طريق التريليونات
استغرق الأمر أقل من عامين لإغلاق سهم شركة «أبل» بقيمة سوقية تبلغ 3 تريليونات دولار بعد أن تجاوزت مستوى 2 تريليون دولار لأول مرة في أغسطس 2021، والتي حدثت بعد حوالي عامين من وصول الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها إلى تريليون دولار لأول مرة.
كانت إمبراطورية التكنولوجيا التي بنتها «أبل» مدفوعة بالتريليونات المتتالية منذ عودة جوبز إلى الشركة في العام 1997 بعد سنوات من إبعاده من قبل الرئيس التنفيذي الأسبق جون سكالي في العام 1985. في وقت عودة جوبز، كانت شركة أبل مفلسة وفي حاجة ماسة إلى المساعدة وقد تحولت إلى منافستها «مايكروسوفت» ذات مرّة من أجل ضخ النقود.
اليوم، تجني «أبل» الكثير من الأموال بحيث يمكنها دفع 105 مليارات دولار سنوياً على شكل أرباح مستثمرين وإعادة شراء أسهمها، ولا يزال في أرصدتها البنكية ما يقرب من 56 مليار دولار نقداً كما في نهاية الربع المالي الأخير.
لا يزال جهاز «آيفون» الثوري الذي كشف عنه جوبز في العام 2007 بسمته المميزة، جوهرة التاج في مملكة «أبل». في العام الماضي، استحوذ الجهاز على أكثر من نصف مبيعات الشركة التي بلغت حوالي 400 مليار دولار.
تتدفق بقية إيرادات «أبل» من منتجات أخرى مثل كمبيوترات «ماكنتوش» وأجهزة «آيباد» وساعات «أبل وتش» و«الإيربودز» وقسم خدمات يتضمن الموسيقى وتدفق الفيديو وبرامج الضمان والرسوم المحصلة من خلال متجر تطبيقات «آيفون» والعمولات الإعلانية التي تدفعها «غوغل» كمحرك بحث على «آيفون».
على الرغم من أن معظم ابتكارات «أبل» كانت موجودة أثناء إدارة جوبز للشركة، فقد تم تكوين معظم ثروتها في عهد الرئيس التنفيذي الحالي، تيم كوك، الذي تولى منصبه قبل وقت قصير من وفاة جوبز في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. يومها كانت القيمة السوقية لشركة «أبل» 350 مليار دولار فقط.
