عادي
تنديد وشجب غربي.. وكييف تدعو إلى تجاهل موسكو

روسيا تنسحب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
2
شاحنة أثناء تحميل القمح في حقل بمنطقة زابوريزهجيا، أوكرانيا (رويترز)

أعلنت روسيا، أمس الاثنين، سحب ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب الأوكرانية، وغلق الممر الإنساني في البحر الأسود، ما أثار ردود فعل أوكرانية وغربية تراوحت بين الشجب والتنديد والمناشدة، وقال الاتحاد الأوروبي إنه يدعم جهود الأمم المتحدة لاستئناف صفقة الحبوب.

تعليق المشاركة في الاتفاقية 

قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الاثنين، إن روسيا تسحب ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب الأوكرانية وتغلق الممر الإنساني في البحر الأسود. وذكرت الوزارة أن روسيا ستكون مستعدة للنظر في استئناف صفقة الحبوب فقط إذا تم الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود والتأكيدات.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن روسيا أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة رسميا بأنها تعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود.

وأشارت الوزارة إلى أنه بعد مرور عام على إبرام المبادرة التي سمحت لأوكرانيا بتصدير منتجاتها الزراعية عبر ثلاثة موانئ على البحر الأسود، تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ المبادرة مخيبة للآمال. وشددت الوزارة على أن تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا، بقي حتى اللحظة الأخيرة يهدف إلى خدمة مصالح كييف ورعاتها الغربيين.

ووفقاً لبيان الوزارة، تم استخدام الموانئ التي تسيطر عليها كييف والممر الآمن الذي فتحته روسيا لتصدير الحبوب الأوكرانية، لتنفيذ الهجمات الإرهابية. وأضاف البيان أن أقل من 3٪ من المواد الغذائية ذهبت إلى أفقر البلدان في صفقة الحبوب، وأكثر من 70٪ ذهبت إلى البلدان ذات الدخل المرتفع.

من جانبها قالت زاخاروفا، إنه تم قبل عام تقريباً، في 22 يوليو 2022، التوقيع على اتفاقيتين مترابطتين في اسطنبول - «مبادرة البحر الأسود» بشأن تصدير المواد الغذائية الأوكرانية والأمونيا الروسية، ومذكرة روسيا والأمم المتحدة بشأن تطبيع عملية الصادرات الروسية من المنتجات الزراعية والأسمدة. وبعد مرور عام، تبدو نتائج العمل بشأن تنفيذ هذه الاتفاقات مخيبة للآمال. فلقد تم التخلي عن الأهداف الإنسانية المعلنة وتحويل تصدير المواد الغذائية الأوكرانية على الفور تقريباً إلى أساس تجاري بحت. وأما مذكرة روسيا والأمم المتحدة، فهي عملياً لم تدخل حتى في حيز التنفيذ، بسبب العوائق التي وضعتها واشنطن وبروكسل(الاتحاد الأوروبي) ولندن أمام مدفوعات البنوك الروسية وتعقيد عمليات النقل اللوجستية.

 يجب فعل كل شيء

 نقل سيرغي نيكيفوروف، المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، عن الرئيس قوله إنه يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب. وأضاف،«حتى بدون روسيا ، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام ممر البحر الأسود هذا. لسنا خائفين».

تنديد أوروبي

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين«أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب». من جانبه، أعرب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، عن أسفه للإعلان مشيراً أنه «سيعرض الأمن الغذائي في العالم وقدرة جميع سكان العالم على الحصول على إمدادات الحبوب والأسمدة».

وأعلن عن خطط لدعم جهود الأمم المتحدة لاستئناف صفقة الحبوب،. وتابع:«وجنباً إلى جنب مع خطوط التضامن مع الاتحاد الأوروبي (من خلال الأنهار والطرق البرية من أوكرانيا إلى البلدان الحدودية للاتحاد الأوروبي لتصدير المنتجات الزراعية)، فهي توفر وصول الحبوب إلى الدول الأكثر عرضة للخطر حول العالم. ونحن ندعم جميع جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لاستئناف الصفقة».

وقال دنيس مارشوك، نائب رئيس المجلس الزراعي الأوكراني، المنظمة الزراعية الرئيسية في أوكرانيا، إن الطرق البديلة مثل الموانئ النهرية أكثر كلفة في النقل.

وغادرت آخر سفينة أوكرانيا بموجب الاتفاق الأحد.

أمل تركي

وذكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استمرار الصفقة، مضيفاً أنه سيناقش الأمر حين يلتقي ببوتين شخصياً في أغسطس/آب.

خيبة أمل

أعلنت الحكومة البريطانية أن إعلان روسيا إنهاء الاتفاقية «مخيب للآمال» وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك «من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات». 

ودعت الحكومة الألمانية روسيا إلى تمديد العمل بالاتفاقية مؤكدة أهميتها للأمن الغذائي العالمي.

وقال المتحدثة باسم الحكومة كريستيان هوفمان للصحفيين«نواصل دعوة روسيا إلى السماح بتمديد إضافي لاتفاقية الحبوب». ورأت أن«النزاع يجب ألا يتم خوضه على حساب الأكثر فقراً على هذا الكوكب». وأعربت هوفمان عن أمل برلين«بألا يقتصر هذا الاتفاق في المستقبل على مهلة زمنية محددة أو لمهلة قصيرة، بل أن يصبح متاحاً تصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا على مدى طويل».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2z3n72nk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"