عادي
طفل ضحية في كل يوم..

الحرب في السودان.. مئة يوم من الدماء والدموع

19:11 مساء
قراءة 4 دقائق
أزمة السودان

الخليج - وكالات
 تجددت اشتباكات جديدة في السودان، الاثنين، مع حلول اليوم المئة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي حصد آلاف الضحايا من بينهم أطفال يتعرض أحدهم للقتل أو الإصابة بجروح دامية في كل ساعة، وفق تقرير لمنظمة «يونيسيف».

ودخل السودان في دوامة جديدة من العنف اعتباراً من 15 نيسان/إبريل، مع اندلاع قتال بلا هوادة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل، عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، علماً بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية هي أعلى بكثير.

ويشكل الأطفال إحدى الحلقات الأكثر ضعفاً في هذه الحرب التي تتركز خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب).

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، الاثنين، بأنها تلقت «تقارير عن 2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل - بمتوسط واحد على الأقل في الساعة».

ورجحت في بيان «أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وهي تذكير قاتم بالأثر اليومي للأزمة على أكثر الفئات هشاشة، في بلد يحتاج فيه حوالي 14 مليون طفل إلى دعم إنساني».

وأشارت إلى أن الأرقام المتوافرة في حوزتها تؤشر إلى أنه «قُتِل من لا يقلون عن 435 طفلاً في النزاع، وأصيب من لا يقلون عن 2025 طفلاً».

وأعربت المنظمة الأممية عن أسفها؛ لأنه «في كل يوم، يُقتل الأطفال ويصابون ويختطفون، ويشهدون المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة التي يعتمدون عليها وقد تضررت أو دُمرت أو نُهبت».
 «تجارب مماثلة»
وأبدى تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية للعمل الإنساني وعمليات الإمداد في المنظمة، أسفه لأنه «في كل يوم، يُقتل الأطفال ويصابون ويختطفون ويشهدون المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة التي يعتمدون عليها وقد تضررت أو دُمرت أو نُهبت».

وأضاف، «إن الآباء والأجداد الذين عاشوا دورات سابقة من العنف يشاهدون الآن أطفالهم وأحفادهم في مواجهة تجارب مروعة مماثلة».

ويحتاج أكثر من نصف عدد سكان البلاد الذين كان يقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، في وقت تتزايد التحذيرات من المجاعة في ظل نقص المواد الأساسية، وفي وقت بات أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة.

إلى ذلك، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك، ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.

وقال المجلس النروجي للاجئين في تقرير الاثنين: «تسببت المئة يوم الأولى من الحرب في السودان بخسائر فادحة في أرواح المدنيين والبنية التحتية، لكن الأسوأ لم يأتِ بعد».

وأضاف، «أصبح البلد على حافة الانهيار، يصارع سلسلة من الأزمات التي لم يسبق لها مثيل مجتمعة».

وكانت لجان في أحياء العاصمة وضواحيها فتحت في الأيام الماضية باب التبرع من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم، ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء المعارك.
الحر علاوة علي الحرب
وسارع السودانيون في بورتسودان لملء الخزانات، بسبب انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة، مما أدى إلى تفاقم معاناة سكان المدينة الذين يتعرضون أيضاً لموجة حارة شديدة.

وقالت السودانية نعمات إسحاق لوكالة رويترز: «الصيف ده بدأ بدري، والكهرباء ما مستمرة، يعني يوم فيه، يوم ما فيه، 3 ساعات 4 ساعات، غايته الحمد لله رب العالمين. تاني حاجة، الصيف ده بدأ بدري، فالمية ما جاتنا هسه قريب، يامة العيد قطعوها، هسه نشتري، بناخد المية، نمشي لناس يقولوا المية بتجي، ما فيه مية، لكن الواحد بس يقول الحمد لله رب العالمين، نعمل شنو، نقول الحمد لله».

وتؤوي المدينة حالياً آلاف السودانيين، الذين فروا من الحرب المستعرة في العاصمة الخرطوم بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي دخلت يومها المئة أمس الأحد (23 يوليو/تموز).

وذكرت نعمات «البلد هسي والحرب، والناس جت من الخرطوم، من الولايات جت، قاعدة ما لاقية سكن، ما لاقية إنها تقلب، إللي عنده ناس تقلب معاهم، وإللي ما عنده ناس، نحمد الله ونكون من العبيد الشاكرين».

وأدى تدفق النازحين السودانيين إلى اضطرابات في بورتسودان التي تعاني بالفعل من ضعف البنية التحتية.

وأضافت نعمات، «فيه ناس كبار، فيه ناس عجايز، فيه ناس عيانين، أنا واحدة من الناس، لما الكهرباء تقطع قاعدة أتعب تعب شديد، مرات أكون قاعدة برا، مرات هنا، يقولوا الكهرباء فيه، الكهرباء هنصلحها، هنصلحها، لكن الواحد بس غايته، الحمد لله رب العالمين».


وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد، كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة.

وسجّلت في الأيام الماضية في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، اشتباكات بين طرفي الصراع، نظراً لموقع المدينة الاستراتيجي على الطريق الذي يربط دارفور بالعاصمة، فضلاً عن وجود ثالث أكبر مطار بالبلاد فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/zy8dz7ba

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"