عادي
الإمارات ودول عربية أخرى أبدت رغبتها في الانضمام إليه

«تحالف العظماء»..تكتل اقتصادي جديد لمنافسة مجموعة السبع

23:56 مساء
قراءة 3 دقائق
دبي: حازم حلمي

 

في سبتمبر من عام 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولدت فكرة تأسيس تحالف العظماء «البريكس». بعدها بثلاث سنوات، وفي صيف عام 2009، عقد رؤساء تلك الدول الأربعة اجتماعهم الثاني، ورفعوا درجة التعاون دول «بريك» إلى مستوى القمة، ثم أعلن الرؤساء تأسيس تكتل اقتصادي عالمي لمستقبل أفضل لبلدانهم.

قررت جنوب إفريقيا في إبريل من عام 2011، الانضمام رسمياً إلى التكتل الرباعي، وغيرت الدول آنذاك اسم المجموعة من «بريك» إلى «بريكس».

يقول محمد حلمي خبير اقتصادي: «إن تحالف «البريكس»هو عبارة عن تكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وكلمة بريكس (BRICS) بالإنجليزية، عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول».

الصورة
1

 

ويرى حلمي أن المجموعة أصبحت أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظراً لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التحالف مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى، التي ما فتئت ترغب في الانضمام إليهم.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن تحالف العظماء سيعمل على ولادة تكتل اقتصادي جديد يرسم خريطة العالم الاقتصادية بين الدول المنضمة إليه، وإعادة تشكيل نظام عالمي جديد، وتكتلات جيوسياسية واقتصادية، بجانب حاضنات أعمال آمنة لمجموعات اقتصادات الدول الأعضاء في حال وجود انهيارات أو انكسارات أو تحديات مستقبلاً، وإعادة التوازن للاقتصاد العالمي الذي تضرر لعقود عدة.

  • أهميته للدول العربية

وأشار حلمي، إلى أن أكثر من 22 دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى تكتل «بريكس»، من بينها، دولة الإمارات والسعودية ومصر والجزائر وإيران والمكسيك والأرجنتين ونيجيريا وغيرها من الدول.

وقال حلمي: «هناك سبعة فوائد ستجنيها الدول العربية عند انضمامها إلى«بريكس»، وهي؛ الخروج من قيود السويفت SWIFT (نظام التحويلات المالية)، عبر الاعتماد على نظام دفع متعدد الأطراف، يكون بديلاً ل«السويفت» بين البنوك العالمية، من شأنه أن يوفر قدراً أكبر من الضمان والاستقلالية لدول المجموعة، ووجود نظام مالي ونقدي جديد بعد تشتت النظام العالمي، وزيادة الطلب على مصادر الطاقة».

وأضاف: «كما سيعمل انضمام الدول العربية إلى تحالف العظماء إلى توسيع القاعدة الاقتصادية وزيادة النفوذ السياسي لها، وتوطيد مكانتها الاقتصادية والسياسية في العالم، والتحول السريع من نظام أحادي إلى نظام متعدد القوى، والحصول على ميزات تجارية مستقبلية للدول العربية».

  • أهداف «البريكس»

ووفقاً لمحمد حلمي، فإن أهداف تحالف «البريكس»، تتمثل في زيادة المساحة الجغرافية بين الدول رغم التباعد، والتعاون على نحو أفضل في المستقبل، وخلق نظام اقتصادي عالمي قوي، وإنشاء بنك التنمية الجديد NDB، وتدشين صندوق احتياطي في شنغهاي، والاتفاق على عملة موحدة للتبادل التجاري بالاعتماد على الذهب والمعادن النفيسة، والعمل على أن تكون هذه الاقتصادات الأسرع نمواً بالعالم، وضم أعضاء دول جدد لها.

وقال حلمي: «من أهداف التحالف، إيجاد خيارات اقتصادية بديلة، وتمويل مشروعات البنية التحية والتنمية المستدامة في دول البريكس والدول النامية، وتحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء على الفقر ومعالجة البطالة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وتوحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو عن طريق تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات، وزيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء».

وأضاف: «كما سيعمل القائمون على التحالف، إلى تعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي، والالتزام بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات المالية».

وتابع: «العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار، وتحقيق الأهداف الإنمائية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذلك الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف، والتنسيق والتعاون في مجال ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية».

بجانب تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي، والتعاون بين الدول في العلوم والتعليم والمشاركة في البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي المتقدم.

وقالت الدول الأعضاء، إن تحقيق هذه الأهداف من شأنه أن يعطي زخماً جديداً للتعاون الاقتصادي على المستوى العالمي.

تشكّل دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة «مجموعة السبع» (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4affkfnu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"