عادي

حرب الكوريتين.. جنود قدامى تطاردهم الذكريات ويحلمون بالسلام

18:44 مساء
قراءة 3 دقائق
سيؤول(أ ف ب)
يحتفظ المقاتل السابق الكوري الجنوبي ريو جاي سيك برصاصة أطلقها جندي صيني من رشاش قبل 70 عاماً، واستقرت في جسمه، في ذكرى لا يمكن نسيانها من نزاع لم يضع أوزاره بعد.
كان ريو تلميذاً عندما تم تجنيده في جيش كوريا الجنوبية، بعد أن هاجمتها كوريا الشمالية الشيوعية في 25 يونيو 1950، حينما كانت بيونغ يانغ تحاول بالقوة إعادة توحيد شبه الجزيرة التي قسمتها موسكو وواشنطن في نهاية الحرب العالمية الثانية.
يريد ريو البالغ 91 عاماً أن يعرف قبل وفاته ماهية الخاتمة الحقيقية للحرب بين الكوريتين.
وانتهت الحرب الكورية بهدنة تم توقيعها في 27 يوليو 1953 وليس باتفاقية سلام، ما يعني أن الكوريتين ما زالتا نظرياً في حالة حرب.
تردت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود، مع تهديد كوريا الشمالية برئاسة كيم جونغ أون والتي تملك السلاح النووي، كوريا الجنوبية بـ «الإبادة»، في حين عززت سيؤول التعاون العسكري مع حليفتها واشنطن.
وقال ريو لوكالة فرانس برس: «لقد عشت 70 عاماً مع رصاصة رشاش من الجيش الشيوعي الصيني مغروسة في جسدي»، مشيراً إلى أن الصور المرعبة للمعارك الدامية لا تزال تراوده منذ سن المراهقة.
واضاف «يجب ألا تندلع الحرب من جديد» معرباً عن خشيته من نشوب نزاع جديد على الحدود النهائية للحرب الباردة.
وكان ريو قد أصيب بجروح خطرة على يد جندي صيني في معركة كومسونغ لكنه عاد إلى الجبهة فور تعافيه.
«معاناة لم تجدِ نفعاً»
وأشار بحسرة إلى أنه كان يأمل في «إعادة توحيد الشمال والجنوب لتحقيق شبه جزيرة موحدة، لقد عانينا خلال الحرب، لكن هذه المعاناة لم تجد نفعاً لأننا تركنا للأجيال القادمة بلداً منقسماً إلى جزأين».
وشبه الجزيرة الكورية مقسمة بين الشمال والجنوب، تفصلهما منطقة منزوعة السلاح، كما سلك البلدان مسارين مختلفين للغاية.
يقول بعض المحاربين القدامى الذين قاتلوا إلى جانب ريو، إن ذكريات رفاقهم الذين قتلوا في المعارك لا تزال تطاردهم.
قال كيم يونغ هو، الذي سيبلغ 93 عاماً الشهر المقبل «في 30 مايو 1951، كنّا عائدين من التدريب في يانغو عندما أطلقوا النار على رفاقي».
وأضاف «غالباً ما أتذكرهم، ربما لأنني أقترب من حافة الموت».
قُتل ما يناهز ثلاثة ملايين كوري، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة غير دقيقة، نظراً لحجم النزاع والبيانات المتناقضة التي قدمها كل جانب.
وأوردت وزارة الدفاع في سيؤول مقتل 520 ألف جندي كوري شمالي و 137 ألف كوري جنوبي.
«حرب حقيقية»
لا يزال عدد الضحايا الصينيين مثيراً للجدل، وتشير التقديرات الغربية عموماً إلى 400 ألف قتيل بينما تقدره المصادر الصينية بنحو 180 ألفاً.
قُتل نحو 37 ألف جندي أمريكي، إضافة إلى موظفين في الأمم المتحدة، من ضمنهم أكثر من ألف جندي بريطاني و251 فرنسياً.
وأشار الجنرال أندرو هاريسون، نائب قائد قيادة الأمم المتحدة المشرفة على الهدنة الكورية إلى أنه «تم التغاضي بشكل كبير عن حجم الدمار» في شبه الجزيرة خلال الحرب.
وقال للصحفيين: «إنني أميل إلى تبني الأطروحة التي يدافع عنها كثيرون، والتي تفيد بأنه على الرغم من مقتل نحو ثلاثة ملايين شخص بين 1950 و1953، فإن الحرب الكورية لا تزال في طي النسيان في جميع أنحاء العالم».
لم يستطع شين جونغ كيون (91 عاماً) كبت مشاعره عند استحضار ذكريات الحرب.
وقال باكياً «كل الذين شاركوا معي في الحرب الكورية قضوا، يؤسفني أنني
ما زلت على قيد الحياة».
وأسف جميع المحاربين القدامى الذين التقتهم وكالة فرانس برس، لأن الجيل الشاب في كوريا يبدو أنه غير مدرك لأهوال الحرب، في حين تضاعف بيونغ يانغ تهديداتها.
في منتصف يوليو، أطلقت كوريا الشمالية صاروخ هواسونغ 18، أحدث صاروخ باليستي محلي الصنع عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب، وطلب كيم من جيشه تكثيف التدريبات، ليكون جاهزاً لخوض «حرب حقيقية».
ذكَر لي شون أوك (88 عاماً) أن «الحرب قد تندلع في أي وقت في ظل الهدنة، الكوريون الشماليون يلاحقون دائماً كوريا الجنوبية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr42am47

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"