عادي

لماذا خسرت «أبل» 200 مليار دولار في 3 جلسات؟

14:54 مساء
قراءة 4 دقائق
متجر «أبل» في باريس (رويترز)

واصلت أسهم شركة «أبل» هبوطها حيث انخفضت بنسبة 1.7%، الإثنين، وخسر عملاق التكنولوجيا أكثر من 200 مليار دولار في القيمة السوقية خلال 3 جلسات (من الخميس إلى الإثنين)، وهي أسوأ خسارة متتالية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

ومن ناحية أخرى، فإن حجم شركة «أبل» يجعل حتى الانخفاض الطفيف في سعر سهمها يبدو مهمًا جدًا من حيث القيمة السوقية، ولكن من ناحية أخرى، كان الانخفاض الأخير كبيرًا بالمعايير التاريخية.

تراجع الإيرادات

بدأ الاضطراب في 3 أغسطس/ آب، عندما أفادت شركة «أبل» أن مبيعاتها من «آيفون» تقلصت كثيرًا عن تقديرات وول ستريت للربع المنتهي في يونيو/ حزيران، مما أدى إلى انخفاض إجمالي إيرادات الشركة بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 81.8 مليار دولار.

وبينما نجحت «أبل» في زيادة إيرادات قطاع الخدمات في السنوات الأخيرة، بإضافة المليارات إلى متجرها، وخدمات «آي كلاود»، بالإضافة إلى أبل ميوزك و أبل تي في وأبل باي، لا تزال مبيعات «آيفون» مثل ما يقرب من 50% من إجمالي الإيرادات. نتيجة لهذا الاعتماد، أدى انخفاض مبيعات آيفون إلى موجة من تخفيضات المحللين لسهم «أبل» الأسبوع الماضي.

وخفض محللو «روزنبلات» تصنيف أسهم شركة آبل إلى «محايدة» من «شراء»، بحجة أن الشركة عالقة في «مرحلة التباطؤ». وخفض أناندا بارواه المحلل في «لووب كابيتال» تصنيفه إلى «عقد» من «شراء» أيضًا، مشيرًا إلى أن إرشادات الإيرادات الحالية لشركة «أبل» معرضة للخطر إذا لم ترتفع مبيعات «آيفون» على مدار العام.

ويعتبر الربع الماضي بأنه كان صعباً لأعمال مبيعات أجهز«أبل» بشكل عام، حيث انخفضت عائدات «آيفون» بنسبة 2.4% على أساس سنوي إلى 39.7 مليار دولار، وانخفضت عائدات «ماك» بنسبة 7.3% إلى 6.8 مليار دولار، وانخفضت عائدات «آي باد» بنسبة 19.8% إلى 5.8 مليار دولار.

ضعف التوجيه

سبب آخر لعمليات البيع المكثفة الأخيرة في أسهم شركة آبل كان التوجيه الأضعف من المتوقع من الإدارة.

وبالنسبة للربع الذي ينتهي في سبتمبر/ أيلول، قالت شركة«أبل«إنها تتوقع أن يتراوح إجمالي هوامش الربح بين 44% و 45%، مع نمو إيرادات ثابت إلى أبطأ قليلاً على أساس سنوي. وبينما قد تتسارع عائدات قطاع»آيفون» والخدمات بشكل طفيف، قال المدير المالي للشركة لوكا مايستري:«إنه يتوقع استمرار انخفاض عائدات ماك و آي باد على مدار العام».

واعترف دان آيفز، المحلل التقني لشركة «ويدبوش»، في مذكرة بتاريخ 3 أغسطس/ آب للعملاء بأن التوجيه كان»ضوءًا بسيطًا للشارع». وقال محللو بنك أوف أمريكا»، في مذكرة مماثلة بعد الأرباح: «إن التوقعات أظهرت أن شركة أبل تواجه «خلفية سوق الهواتف الذكية الضعيفة في الولايات المتحدة».

تقييم عالي

ويعتبر التقييم العالي لشركة «أبل» السبب الرئيسي الثالث لتعرض السهم للضغط، وفقًا للمحللين.

وعلى الرغم من انخفاض الإيرادات لثلاثة أرباع متتالية، ارتفعت أسهم شركة «أبل» بنسبة 51% منذ بداية العام حتى الآن في ذروتها، مما أدى إلى تداول أسهمها بما يصل إلى 33 ضعف الأرباح.

ويشير بعض المحللين إلى إجراءات خفض التكاليف التي تتبعها شركة «أبل» وزيادة عائدات الخدمات ذات الهامش المرتفع كسبب لدفع علاوة للسهم، مشيرين إلى أن صافي الدخل الإجمالي ارتفع بنسبة 2.3% إلى 19.9 مليار دولار في ربع يونيو/ حزيران، وقفزت إيرادات الخدمات بنسبة 8% إلى مستوى قياسي، حيث ارتفعت إلى 21.2 مليار دولار. لكن يقول آخرون بأن «أبل» لا تزال تعتمد بشكل مفرط على تراجع مبيعات «آيفون» في بيئة اقتصادية كلية صعبة.

كان الربع الأخير من آبل كافياً لإخافة المستثمرين، لكن رد فعل محللي وول ستريت كان منقسمًا، مع بقاء العديد من الأسماء الكبيرة متفائلة بشأن الآفاق طويلة الأجل لعملاق التكنولوجيا على الرغم من الرياح المعاكسة الأخيرة.

وفي حين يخشى المستثمرون من أن انخفاض مبيعات «آيفون» هو مؤشر على تراجع الطلب على أهم منتجات «أبل»، يشير المحللون المتفائلون إلى أنه على أساس العملة الثابتة، ارتفعت عائدات «آيفون» بنسبة 1.4% على أساس سنوي في الربع الأخير.

عائدات آيفون

وأوضح دان آيفز، المحلل التكنولوجي في «ويدبوش»: «أن عائدات آيفون كانت ستتفوق على توقعات ستريت في الإجماع باستثناء الرياح المعاكسة لصرف العملات الأجنبية، وجادل بأن القوة في الأسواق الخارجية الرئيسية للهاتف الذكي توفر مدرجًا للنمو المستقبلي».

وعلى سبيل المثال، ارتفعت إيرادات «آيفون» في الصين بنسبة 8% على أساس سنوي في الربع الثاني، وأخبرت الإدارة المستثمرين في مكالمة ما بعد الأرباح أن إيرادات «آيفون» في الهند بلغت مستوى قياسيًا، على الرغم من رفضهم الكشف عن الأرقام الدقيقة.

ويعتقد آيفز أيضًا أن إطلاق «آيفون 15» في سبتمبر/ أيلول سيخلق «دورة صغيرة فائقة» للطلب على المنتج في وقت تستمر فيه «أبل» في زيادة إيرادات قطاع الخدمات.

هذا الرأي أيده المحلل في بنك «أوف أمريكا» وامسي موهان في مذكرة بتاريخ 3 أغسطس/ آب. وقال موهان: «إنه يعتقد أن عائدات أعمال خدمات أبل يمكن أن تستمر في النمو بسبب الاتجاهات المحسنة في الإعلان وألعاب الهاتف المحمول ومبيعات متجر التطبيقات».

كما سلط الضوء على الرقم القياسي للمستهلكين الذين اختاروا التحول إلى آيفون من علامة تجارية أخرى في الصين في الربع الثاني، بحجة أنه يمكن أن يساعد في تعويض «بيئة إنفاق المستهلك الأضعف» على مستوى العالم.

مزيد من الألم

وفي حين أن معظم المحللين ما زالوا متفائلين بشأن آفاق آبل طويلة الأجل، إلا أن هناك من يخشى أن يكون هناك المزيد من الألم على المدى القريب بسبب التقييم العالي للشركة وانخفاض الإيرادات.

وأشار المحلل في «يو بي أس» دايفيد فوغت إلى أنه على الرغم من مبيعات الأجهزة «المخيبة للآمال»، فإن شركة «آبل» تتداول حاليًا بعلاوة تصل إلى 50% تقريبًا مقارنة بمؤشر «ستاندر آند بورز». وقال: «إنه على الرغم من أن بعض أقرانه يتجاهلون انخفاض مبيعات آيفون وماك وآي باد باعتباره مؤقتًا».

كتب: «إن خطورة سوق الهواتف الذكية المليء بالتحديات خاصة في المناطق المتقدمة التي يجب أن تستمر هي رياح معاكسة للسهم». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mue66vyt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"