عادي

توقعات باستمرار أزمة السندات الأمريكية مع احتمال رفع الفائدة مجدداً

19:32 مساء
قراءة 3 دقائق
مقر «الاحتياطي الفيدرالي»، واشنطن (رويترز)

ثمة شعور متزايد بالارتياح في «وول ستريت»، من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى أخيراً من رفع أسعار الفائدة، لكن هذا لا يعني أن الاضطراب في سوق السندات سيصبح قريباً شيئاً من الماضي.

ويتوقع المستثمرون أن تستمر سندات الخزانة الأمريكية في الانهيار، بسبب التقلبات المتزايدة؛ حيث تهدد حالة عدم اليقين الاقتصادي بتغيير مسار البنك المركزي أو الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بكثير مما يتوقعه التجار حالياً.

  • نصيحة ببيع السندات

ويؤكد بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أنه «قد لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به؛ حيث يستمر التضخم في الصمود فوق هدفه البالغ 2%، على الرغم من تشديد السياسة النقدية بأشد وتيرة منذ أربعة عقود.

وينصح الاستراتيجيون في «باركليز»، العملاء ببيع سندات الخزانة لمدة عامين، على أمل أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة العام المقبل، مخالفة بذلك التكهنات الأوسع نطاقاً بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة في أقرب وقت في شهر مارس/آذار. في غضون ذلك، تتجه العوائد القياسية لأجل 10 سنوات، وهي خط أساس للنظام المالي الأوسع، نحو أعلى مستوياتها العام الماضي.

وقال روب والدنر، كبير المحللين الاستراتيجيين للدخل الثابت في شركة «إنفيسكو»: «الارتفاع في العوائد طويلة الأمد مدفوع بالرسالة المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي. لا يزال البنك المركزي متشدداً، وهذا يبقي حالة عدم اليقين مرتفعة».

وتتأثر سوق السندات بحالة عدم اليقين هذه، إلى جانب الزيادة في مبيعات الديون الجديدة، حيث تكافح الحكومة الفيدرالية مع العجز المتزايد. وحتى مع القفزة الحادة في أسعار الفائدة، لم تبلغ عوائد سوق الخزانة الإجمالية إلا 0.1% هذا العام، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ، وهي نسبة تقل كثيراً عن المكاسب الكبيرة التي كانت متوقعة عندما لاحت في الأفق نهاية لدورة رفع الفائدة التي بدأها الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي.

  • البيانات هي المعيار

وبعد اجتماع السياسة العامة للبنك المركزي في يوليو/تموز، عندما رفع سعر الفائدة الليلية بمقدار ربع نقطة مئوية، أكد رئيس البنك جيروم باول أن قراره في الاجتماع المقبل في سبتمبر/أيلول سيتوقف على البيانات التي سيتم إصدارها خلال الشهرين المقبلين.

حتى الآن، دعمت التقارير الرئيسية بشكل عام التكهنات بأنه سيظل ثابتاً في سبتمبر، مع تباطؤ نمو الوظائف وعلامات تراجع التضخم. لكن مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة ويُنظر إليه على أنه مقياس أفضل لضغوط التضخم الأساسية، لا يزال يرتفع بمعدل 4.7% سنوياً في يوليو. ويوم الجمعة، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بوتيرة أسرع من المتوقع، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة عبر آجال الاستحقاق.

وفي الأسبوع المقبل، سيبحث المتداولون عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 25-26 يوليو، عن أدلة حول المكان الذي يرى صانعو السياسة اتجاه الأسعار، وأي وجهات نظر متباينة بينهم.

كما سيتم مراقبة التجمع السنوي لمحافظي البنوك المركزية العالمية في وقت لاحق من هذا الشهر في جاكسون هول، وايومنغ، من كثب. ويمكن أن يمنح باول مكاناً مجالاً لمخالفة توقعات الأسواق بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي إلى 4% بحلول يناير/كانون الثاني 2025، وهو في نطاق 5.25-5.5% الآن.

وقال سوبادرا راجابا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في بنك سوسيتيه جنرال: «اللجنة منقسمة. أسعار السوق تظهر عدم قناعة. تم تسعير ستة تخفيضات. هذه ليست تخفيضات عميقة. هذه قصة طويلة الأمد. لا يمكنني رؤية تجارة قوية هنا». (بلومبيرغ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pewwrsh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"