إشعاع إنساني مستمر

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يتعزز دور دولة الإمارات الإنساني في كل الميادين والمجالات حول العالم تأكيداً لمبادئها السامية في نصرة الإنسان أينما كان دون تفرقة بسبب جنس أو دين أولون، وعملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، القائد الحكيم الذي يؤدي أدواراً سامية في تعزيز السلم والأمن ونشر مفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والمجتمعات في المنطقة والعالم.

بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام، جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تأكيد رسالة الإمارات المستمرة في ترسيخ قيم العطاء في مجتمعها ومد يد العون للشعوب الأقل حظاً سعياً إلى محاربة الفقر والجوع والجهل، وغرس الأمل في كل مكان. وتعكس هذه المضامين حرص الدولة على نشر الخير والتمهيد له قولاً وفعلاً، من أجل أن تنعم الإنسانية جميعها بالطمأنينة والأمان والكرامة، إيمانا منها بأن الإنسان قيمة لا تقبل التمييز والاستضعاف والتهميش. وما تعجز عن تحقيقه الصراعات والحروب، تحققه المبادئ الإنسانية حين يتم توظيفها في المسارات النبيلة والأهداف السامية.

في كل يوم، للإمارات فعل أو موقف أو مبادرة تعزز رصيدها الزاخر حتى أصبحت مرجعية ثابتة للعمل الإنساني الدولي، وركيزة أساسية للجهود الأممية والدولية الرامية إلى تقديم المساعدات الإغاثية إلى كل المنكوبين وذوي الحاجات، جراء الأزمات والصراعات والكوارث الطبيعية. وما تقدمه الدولة من دعم إلى الأشقاء السودانيين في تشاد عبر جسور جوية متواترة، وما قدمته، ومازالت، من عون للأشقاء السوريين والفلسطينيين، ولشعوب صديقة، في باكستان وأفغانستان والهند ودول أخرى، لهو دليل حي على رسوخ هذا النهج واستمراره عابراً للحدود والمجتمعات ضمن قوافل الخير والتضامن والتمسك بالقيم المشتركة. وقد نالت بذلك حب مئات الملايين من البشر، وحازت مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب، جعلتها مثالاً للإنسانية ومنصة رفيعة للمبادرات الخيرة في عالم يعج بالصراعات والخلافات واللامبالاة، في أحيان كثيرة، بمعاناة البشر في مناطق مختلفة.

الإنسان بكل أبعاده لا يغيب في سياسة الإمارات، وبمناسبة استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP 28»، قررت تكريس يوم في المؤتمر للصحة، وقد لقيت هذه المبادرة إشادة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالنظر إلى أن الأزمات الصحية شديدة الصلة بمشكلة المناخ، ومواجهتها تستوجب العمل على مستويات عدة، لاسيما في المؤتمرات الدولية الكبرى.

ومنذ تأسيسها تعمل دولة الإمارات على الاهتمام بالقطاع الصحي، وحين داهمت جائحة «كورونا» العالم قبل أقل من أربع سنوات، كانت الإمارات من أنجح الدول في مواجهتها، كما لعبت دوراً حاسماً في تقديم المساعدات الطبية، من تطعيم وأدوات وتجهيزات لشعوب مختلفة، كما ساهمت في بلورة رؤى مشتركة للوقاية من الجوائح والأوبئة. وسيكون يوم الصحة ضمن «COP28»، إضافة جديدة في مسار الإمارات الإنساني الذي لا يتوقف أبداً، ويبدع في كل مرة شاهداً على أصالة هذه الدولة وعنواناً لإشعاعها الذي يضيء في كل الاتجاهات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymvc3zsz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"