عادي

الغابون.. انتخابات يسعى فيها الرئيس بونغو لولاية ثالثة

16:36 مساء
قراءة 3 دقائق

ليبرفيل - (أ ف ب)

يدلي الناخبون في الغابون، السبت، بأصواتهم، في إطار ثلاث عمليات انتخابية، يسعى من خلالها الرئيس عمر بونغو أودينمبا المنتمي لعائلة حكمت البلاد 55 عاماً، للفوز بولاية ثالثة على معارضة اتّحدت متأخرة.

ويتقدم بونغو ومنافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا السباق، الذي يخوضه 14 مرشحاً للفوز بمقعد الرئاسة في البلد الصغير الغني بالنفط الواقع بوسط إفريقيا.

وحتى قبل فتح مراكز الاقتراع الساعة 7,00 (06,00 ت غ) كان عدد من الناخبين ينتظرون للإدلاء بأصواتهم أمام خمسة مدارس في ليبرفيل، فيما كانت الشوارع لا تزال شبه مقفرة، على ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.

يرأس علي بونغو البلاد منذ 14 عاماً، وانتُخب أول مرة عام 2009، بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا، الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاماً.

لكن قبيل الانتخابات علت ضجة على خلفية حديث مفترض بين أوندو أوسا وشخصية أخرى من المعارضة.

وتشير المحادثة التي سُجلت دون علم الرجلين ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استراتيجيات مختلفة «لخلق صراع على النفوذ» وإلى دعم من دول أخرى.

اتهم بونغو الرجلان بالخيانة، وقال إن التصريحات تعكس خطة للسيطرة على الحكم بمساعدة «قوى أجنبية».

وخلال مهرجان عشية الانتخابات حضره عشرات آلاف الأنصار في ليبرفيل، اتهم بونغو الرجلين بمحاولة «تدمير هذا البلد».

وقال «لن نسمح لهما بالقيام بذلك».

اختارت أحزاب المعارضة الرئيسية أوندا أوسا، أستاذ الاقتصاد البالغ 69 عاماً، والذي كان وزيراً في عهد بونغو من 2006 إلى 2009، مرشحها المشترك قبل ثمانية أيام على الانتخابات.

وأصدر تحالف المعارضة هذا الأسبوع بياناً ينفي بشدة «حقيقة وصحة هذه المحادثة»، واتّهم الحكومة ب«التلاعب».

مشاكل صحية

أعيد انتخاب بونغو عام 2016 بفارق ضئيل لا يتجاوز 5500 صوت، ما دفع منافسه جان بينغ إلى اتهامه بتزوير الانتخابات.

وأثار الإعلان عن النتائج أعمال عنف في العاصمة ليبرفيل خلّفت خمسة قتلى، وفق الحكومة. وتقول المعارضة إن 30 شخصاً قتلوا بنيران قوات الأمن.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2018 أصيب بونغو بجلطة دماغية غاب على إثرها عن الظهور عشرة أشهر، ما دفع المعارضة إلى التشكيك بقدرته على إدارة البلاد.

ورغم معاناته المستمرة من صعوبات حركية، إلا أنه أجرى في الأشهر الأخيرة جولات في كل أنحاء البلاد وزيارات رسمية إلى الخارج، شملت حضور عدد من القمم.

المعارضة تحتج

دُعي نحو 850 ألف ناخب من بين 2,3 مليون نسمة، إلى التصويت في انتخابات رئاسيّة وتشريعيّة وبلديّة.

في الأيام التي سبقت الانتخابات، اعترضت أحزاب المعارضة الرئيسية على تعديل في قواعد التصويت في الانتخابات التشريعية اعتبرت المعارضة أنه ينتهك مبدأ فصل السلطات.

وينص التعديل على أن أي صوت يحصل عليه نائب محلي، سيكون بشكل آلي صوتاً للمرشح الرئاسي الذي اختاره النائب.

واعتبرت المعارضة، أن التعديل سيؤدي إلى «تصويت غير عادل» ويصبّ في مصلحة الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم، لأن أوندو أوسا غير مدعوم من حزب منفرد.

وكان أوندو أوسا قد صرح لفرانس برس أنه سيعمد في حال انتخابه إلى «حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة» للمجلس.

ووعد أوندو أوسا بأنّ المعارضة «الموحّدة» خلفه «ستطيح» من السلطة بونغو وحزبه الديمقراطي الغابوني، وتضع حداً ل«عهد عائلة بونغو» التي تمسك منذ أكثر من 55 عاماً بزمام السلطة.

ويتمتع الحزب الديمقراطي بغالبية كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب.

وجاء احتجاج المعارضة على تغيير قواعد التصويت بعد جدل آخر قبل خمسة أشهر.

فقد أقر البرلمان تعديلاً دستورياً ألغى بموجبه الحاجة لإجراء جولة ثانية من الانتخابات في حال عدم حصول أي من المرشحين في الجولة الأولى على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.

تعد الغابون من أغنى الدول الإفريقية، من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبياً.

لكن وفق البنك الدولي لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v67mfrw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"