عادي
معلمون يطالبون بعودته إلى الميدان

الموجه التربوي.. مرجعية شاملة تفتقدها المسيرة التعليمية

01:46 صباحا
قراءة 4 دقائق
التأكيد على دور الموجه التربوي

تحقيق: ميثاء الكتبي

مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، يتساءل البعض في الحقل التربوي عن عودة الموجه التربوي إلى الواجهة، في وقت تواصل وحدة الشؤون الأكاديمية بالمدارس في مؤسسة الإمارات للتعليم القيام بمهام عمله، لافتين إلى أنه أياً كانت أسباب غياب الموجه، يظل له دور مهم في تطوير منظومة التعليم والتنسيق والإشراف والمتابعة الفنية للمعلمين، كونه حلقة الوصل بين المنهج والإدارة والطالب والمعلم، لذا يرى عدد من الكوادر التعليمية الذين التقتهم «الخليج»، أن المسيرة التعليمية تحتاج إلى عودة الموجهين التربويين إلى الميدان التعليمي.

يلعب الموجه دوراً كبيراً في دعم التعليم والتعلم، والسعي إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، وأكدت كوادر في الحقل التربوي، أن خروج الموجهين من الساحة له تأثير سلبي بفعل غياب التدريب والمتابعة والمراقبة الخارجية.

وأكدوا أن الموجهين يمتازون بالخبرات الطويلة والكفاءة العالية، ويضيفوا الكثير للمسيرة التعليمية من خلال المتابعة المتواصلة للكوادر التدريسية في مختلف التخصصات، موضحين أنه خلال جائحة «كورونا» والتي كان فيها التعليم وقتها يتم «عن بعد»، تضاءل دور الموجه التربوي، وبعد العودة للتعليم الحضوري أصبح وجوده مطلباً ضرورياً وحيوياً.

مرجعية شاملة

أكد عدد من الموجهين، أهمية الموجه التربوي، حيث قالت «خ. سعيد» موجهة سابقة لمادة العلوم، إن للتوجيه التربوي دوراً كبيراً في دعم التعليم والتعلم في المدرسة، حيث كان يعتبر مرجعية شاملة للمعلم لتعدد أدواره، فقد كان مدرباً للمعلمين خاصة المعلم الجديد ومن هو بحاجة إلى دعم سواء في مادته العلمية أو في الكفاءة التربوية.

وأضافت أن التدريب كان مبنياً على احتياجات المعلمين بعد حضور المواقف الصفية وتقييمها، كما كان الموجه مدرباً لتدريس المناهج الجديدة وناقلاً للخبرة بين المعلمين ومسهلاً لتبادل الزيارات بينهم ضمن التخصص الواحد ما رفع كفاءة المعلمين وخبراتهم.

وأضافت أن دور الموجه في متابعة الخطط الدراسية مهم، ويعتبر مقيماً دقيقاً للمعلم في خبراته المعرفية ومدى تمكنه من المادة العلمية وعرضها بالتسلسل والتدرج الملائم لتحقيق استيعاب المتعلم للمفاهيم العلمية، كما أنه كان يشرف على الاختبارات القصيرة التي يضعها المعلم لتقويم التعلم ويتحقق من استنادها إلى جدول مواصفات مبني على النواتج التعليمية المراد تحقيقها.

رفع المستوى

قال محمد إسماعيل، موجه لمادة التربية الإسلامية، إن دور الموجه هو السعي إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها وصولاً إلى المعايير العملية، وذلك عن طريق الاهتمام برفع مستوى أداء المعلمين، وتنفيذ الدورات اللازمة حسب احتياجاتهم التدريبية بالتعاون مع إدارات المدارس، ومتابعة العملية التعليمية داخل الصفوف، كما أنه يلجأ إليه المعلم للاستفادة من خبراته، ومشاركته في الكيفية التي يعمل بها ليطور من أدائه، وتقييم أداء المعلمين، مؤكداً أن خروج الموجهين من الساحة التعليمية سبب أكبر طعنة للعملية التعليمية، لغياب التدريب والمتابعة، والمراقبة الخارجية.

ضرورة العودة

طالب معلمون التقتهم «الخليج»، بضرورة عودة الموجه التربوي لدوره الفاعل والمهم في المسيرة التعليمية، حيث قالت المعلمة «ص. ن. س»، إن عودة الموجهين التربويين إلى الساحة التعليمية أمر ضروري، لأن دور الموجه مهم في توجيه وتطور مهارات المعلم وتحسين أدائه، خاصة للمعلمين الجدد، والتعامل مع المنهج الدراسي بالذات الجديد الذي يحتاج إلى تطوير المهارات التعليمية للمعلم من خلال تقديم المعلم الأنشطة الصفية، ودمج بين اللعب والتعليم، خاصة لطلبة المرحلة الابتدائية مع مراعاة الفروق الفردية.

وأوضحت أن الموجه التربوي كان في السابق يتابع المادة بشكل دوري وما مدى تحقيق المادة لأهدافها وهل المادة مناسبة لمستوى الطلبة، ومدى فهم الطالب للمادة، وأيضاً يقوم الموجه بمتابعة المعلمين عندما يكون هناك نقص في مهارات المعلم، ومدى القيام بالواجبات والمهام، كما يقوم بتطوير مهارات المعلم وإرشاده بطرق وكيفية التعليم.

وأضافت: إن المعلم في بعض الأحيان يكون لديه بعض الاستفسارات التي تتعلق بالمادة الدراسية ولا يجد الإجابة عنها، وعندما أجري بعض الاتصالات يتم تحويل مكالمتي من شخص لآخر لعدم معرفتهم بالإجابة، وذلك بسبب أن السؤال ليس من اختصاصهم، وذلك لعدم وجود موجهين تربويين، حيث كانوا المرجع الأساسي للمعلم في حال واجه صعوبة في المادة، وفي بعض الأحيان نقوم نحن المعلمات باستفسار بعضنا بعضاً حول المادة التي نقوم بتدريسها بما أننا في الاختصاص ذاته ونقدم نفس المادة الدراسية.

خبرات طويلة:

قالت المعلمة مريم حسن علي: إن المعلمين الذين لديهم خبرة طويلة وكنا نستفيد من خبرتهم ومهاراتهم التعليمية قد تقاعدوا خلال السنوات السابقة، وبسبب ذلك واجهنا مشكلة كبرى وهي أن الموجهين خرجوا من الساحة التعليمية وكان بديلهم المعلمين ذات الخبرات الطويلة والذين استفادوا وتطورت مهاراتهم من خلال الموجهين التربويين، ما أدى إلى افتقاد الساحة التعليمية للموجهين والمعلمين ذوي الخبرة.

منافسة وإبداع

أكدت زينب عبد العزيز معلمة سابقة، أن الموجه كان يوجد في الفصل الدراسي بين المعلم والطلبة ويرى طرق تدرس المعلم للمادة وما مدى فهم الطلبة للمادة، وأيضاً يكون هناك منافسه للنجاح والإبداع بين المعلمين من خلال تقييم الموجه لأداء المعلم، ومن ثم تكون هناك ورش عمل لهذا المعلم المبدع حول كيفية تدرسيه للمادة الدراسية ويكون بحضور عدد من المعلمين من كافة مناطق الإمارة نفسها للاستفادة من الخبرات، وكان ذلك يشجع المعلم بأن يكون لديه فن الإبداع في التعليم من خلال طرق إبداعية وتشويقية وغير التقليدية.

وأضافت أن مدير المدرسة أو نائب المدير يحضران الفصل الدراسي ومتابعة أداء المعلم، لكنهما ليسا بمهارة الموجه التربوي، فالمدير يقوم بتقييم أداء المعلم فقط وإذا كانت الحصة الدراسية وقتها كافٍ أم لا، أما الموجه التربوي يقوم بمتابعة المادة الدراسية وطرق تدريس المعلم.

وأكدت المعلمة شيخة سيف راشد، أن الموجه التربوي يكون مشارك في تأليف المادة الدراسية، ويرى مدى تمكن المعلم من تقديم المادة على أكمل وجه، ويشرف أيضاً على أسئلة الاختبارات القصيرة إذا كانت مناسبة لمستوى الطلبة.

وقالت عائشة حمد راشد، ولية أمر لطالب في المرحلة الابتدائية، إن دور الموجهين كان كبيراً في تحقيق نجاح وتطوير مهارات المعلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3rwpnk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"