عادي
علاقة وطيدة بين ظاهرة الاستعمار وانتشار الأمراض

أوروبا نقلت معارف حديثة من علم الأوبئة العربي

23:34 مساء
قراءة دقيقتين
شلدون واتس - غلاف

القاهرة: «الخليج»
يعد كتاب «الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة والإمبريالية» لمؤلفه «شلدون واتس» (ترجمه إلى العربية أحمد محمود عبد الجواد) إضافة مهمة بالنسبة إلى تاريخ الطب عامة، وتاريخ الأوبئة بصفة خاصة، والذي يعد أحد فروع طب الأمراض المعدية، ويهتم علم الأوبئة في الأساس بدراسة الحالات الجماعية للعدوى، فالأمراض الوبائية هي في الأصل أمراض معدية، تصيب الأعداد الكبيرة من البشر، وبذلك ليست كل الأمراض المعدية وبائية.

يوضح الكتاب المجالات التي يهتم بها علم الأوبئة، وحتى يتسنى فهم تلك العلاقة التي حاول المؤلف أن يسلط الضوء عليها، وهي علاقة الإمبريالية بانتشار الأمراض الوبائية في مناطق جديدة من العالم، لم تكن موجودة فيها من قبل، وكيف استخدمت الإمبريالية مفهوم مقاومة تلك الأمراض الوبائية كأداة من ضمن أدوات الإمبريالية العديدة، التي مكنت من اختراق الغربي لدول إفريقيا وآسيا، والأمريكتين.

يوضح الكتاب أن أوروبا قد نقلت معارف حديثة من علم الأوبئة العربي، كما يوضح أن الجماعات العرقية والإثنية تلعب دوراً كبيرا بالنسبة إلى توزيع الأمراض المعدية، وتعرف المجموعات الإثنية بأنها مجموعات السكان الآخرين بالنظر إلى نمط العادات أو الخصائص البيولوجية والوراثية، فقد لوحظ على سبيل المثال أن مرض «الخلايا المنجلية» ينتشر في الغالب بين الشعوب الإفريقية جنوب الصحراء، ويلعب التركيب العائلي دورا كبيرا في انتشار الأمراض المعدية.

هناك علاقة بين المكان ونمط انتشار الأمراض المعدية ففي إفريقيا المدارية ينتشر حزام الملاريا ومرض النوم لانتشار العائل الناقل، وهو البعوض، وتعتبر تحركات البشر عاملا مهما بالنسبة إلى انتشار الأوبئة، فقد نشر التجار والعمال والمهاجرون والجنود والرعاة الأوبئة على مساحة واسعة من العالم، فقد أخذوا معهم نماذجهم المرضية ونشروا أمراضهم إلى آخرين، كما اكتسبوا أمراضاً جديدة.

ردود أفعال

يسلط الكتاب الضوء على ردود الأفعال في كل من المجتمعات الأوروبية والمجتمعات الشرقية القديمة مثل الهند والصين ومصر في التعامل مع هذه الأوبئة، وطرق مقاومتها، فاستجابة كل من هاتين المجموعتين من المجتمعات كانت مختلفة تجاه الأوبئة، التي حصدت أرواح الملايين من البشر.

كانت النقطة المهمة في هذا الكتاب هي إلقاء الضوء على العلاقة بين ظاهرة الاستعمار والإمبريالية وأدواتها الاقتصادية، والقمعية وانتشار الأوبئة.

وكانت الإمبريالية في الحقيقة مجرد غطاء من أجل تفكيك التركيب القبلي ونظم الأسرة ونمط العادات والتقاليد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/483vxj9u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"